غصن بقلمي منى عبدالعزيز
غصن الفصل الأول
بقلمي منى عبدالعزيز.
صدع بقلبي يشطر قلبي نصفين نصف يدعوا لك والاخر عليك.
______تقف تتمايل ببراعة تقترب منه وتميل بحزعها بين يديه تتراقص بحرفيه ودلال، لتشهق فور حملها فجأة دالفًا لاحدي الغرف وضعها على الفراش يبدل ملابسة وعينيه لا تحيد عنها، يتمدد جوارها يده تستبيح جسدها غاص معها في عالم خاص به لتتشنج اوشاجة وهي تحدثه بصوت إنثوى بكلمات جعلته يقف من مبتعدا عنها يجذب ملابسه يرتديها بسرعة وهو يخرج من المكان يقف بعد غلقة باب المنزل بعنف يلتقط أنفاسه بسرعه خلف بعضها مد يده في جيب بنطاله يخرج دلاية مفاتيحه تقع يده على ورقه اخرجها سريعا ينظر لها بحزن وغضب يسب حاله ويمزق تلك الورقة ويلقيها ارضا ويخطوا عليها بقدمه في طريقة لسيارته يصعد بها يضع راسه على مقود السيارة يغمض عينيه يلوم نفسه ويسب حاله
تخرج بعد ان ارتدت ملابسها ممسكه بجذلانها وحذائها تلبس واحده والاخرى بيدها تنفست براحة وهي تراه قابع بسيارته تسرع بفتح باب السيارة وتجلس تعدل من هندامها توجه له الحديث ولا تجد منه اي ردت فعل لتضع يدها على كتفه تحدثه.
ليرفع راسة من فوق عجلة القيادة وبصوت دب الرعب في أوصالها ودون ان يلتفت لها: _ايدك متلمسنيش انتي فاهمة خلاص ال عوزة اخدت وانتهينا .
_ الفتاة: انا كنت بطمن عليك بس ايه ال قالبك كده ما احنا كنا حلوين مع بعض من شويه وقضينا وقت لذيذ كنت مبسوط وبتضحك ياصوبي ايه ال حصل خلاك قلبت كده .
ليتحدث بحده وصوت جهوري ولازال على حالته لم يلتفت لها .
_ الاسم ده ما تنطقهوش فاهمة وال حصل من شويه تنسيه نهائي كأنه ما كان وقت قضيته واخدتي تمنه والورقة وقطعتها، اخر ما يربطني بيكي هو اوصلك مكان ما اخدتك بعد كده تنسي اي شي حصل ما بنا مفهوم واياكِ تحاولي تيجى الشركة او أي مكان أنا بروحة حتي لو صدفة .
قالها بنبرة صوت مرعبه جعل الخوف يتسلل الي أوصلها .
اومت برأسها وبلعت لعابها، و
أدار هو السيارة وأنطلق بأقصى سرعه جعلها تنتفض من الخوف ممسكه بحافه المقعد الجالسة عليه تستعطفه أن يبطء السرعة .
ليذيد من سرعة السيارة غير عابئ بصراخها وتوسلها له بتهدئة السرعة تغمض عينها وتتمسك بحواف مقعدها تتمسك جيدا ليذيد صراخها مع سمعها لـصوت صرير عالي دوي المكان اثر إيقافه السيارة بسرعه جعل السيارة تدور حول نفسها عدة مرات
لتقف السيارة اخيرا وسط صراخها تفتح عينها وتسبه وتلعن الساعة التي راءته به .
ليصرخ بها بصوت مرعب وهو على حالة لا ينظر لها: انزلي حالا قالها بصوت مرعب لم يعيدها لتنزل الفتاة سريعا وتبتعد عن السيارة وينطلق مرة أخري بنفس السرعة ليصل بعد قليل أمام منزل فخم
يترجل من سيارته بكل وقار يصعد درجات السلم الخارجي يقف أمام الباب يتنفس بعنف شديد مرات متتاليه اخرج المفتاح وفتح باب المنزل ودلف بخطي ثقيلة يتنهد بحزن ووجع عالت أنفاسه .
وسار باتجاه غرفة في ممر طويل .
يدخل إليها بعد أن طرق بابها ينظر أمامه الي تلك النائمة علي فراشها ومن حولها أجهزة كثيره موصله بها .
يشير إلي الواقفة دون أن يتحدث بالخروج .
ينتظر قليلا بعد خروجها يجثوا علي ركبتيه أطلق العنان لدموعه ينتحب بجوارها يتلمس يدها يقبلها
بجنون يخرج كلماته كطفل صغير يستعطف والدته
أسف يا حبيبتي سامحني للمرة اللي مبقتش عارف عددها، صدقني انا مقدرتش اتحمل ضعفت زي كل مرة مقدرتش اتحمل رغبه وسيطرت عليا كنت محتاج سامحيني لمست ست غيرك وقت ضعف بس زي مرة كنتي انتي ال معايا وبين ايديا بكلمك انتي بلمسك انتي عيوني كلها انتي وبالرغم كل ده حصل بدون شعور رغبه وسيطرت عليا كنت محتاجك سامحيني حاولت كتير ما قدرتش فوقي بقي وارجعيلي تلات سنين وانتي زي ما أنتي فوقي للدرجة دى زعلانه مني انا تعبت تعبت من غيرك محتاجك ترجعي ليا الحياة ترجعلي روحي اللي ضاعت من يوم الحادثة، ارجعي ورجعي صهيب من تاني انا تعبت من نفسي ومن بعدك عندي. .
ظل جالس مدة طويله علي تلك الحالة لا يسمع الا لصوت الأجهزة من حولها قبل يدها وجبينها وظل فترة يتلمس وجنتها ثم نهض من مكانه يتنهد بألم و يتحصر علي الممددة غير واعية له ويرحل من الغرفة صاعدا الي اعلي .
دلف لغرفته واغلق بابها بعنف وشرع في ابدال ملابسة ليستلقي على الفراش يدفس وجهه في وسادته ويغمض عينيه محاولا النوم ظل وقت طويل على حالته ليعتدل ويتمدد على ظهرة عينيه مصلته على سقف الغر فه يتنهد بين الحين والأخر بضيق ذكريات تداهم عقلة يكور مفرش الفراش بيده حتي ارتخت جفونه وغط في النوم، يفيق مفزوعا على صوت صدوح جرس هاتفة بلا توقف يلتقطه ينظر لهاوية المتصل يفتح الإتصال سريعا .
صهيب بفزع: عمى عمي في ايه بتتصل في الوقت المتأخر ده.
العم: صهيب فينك طول النهار برن على تليفوناتك كلها مقفولة أخر ما تعبت اتصلت على سليم بالعافية اداني الرقم ده بعد ماعرف المصيبة اللي احنا وجعين فيها.
صهيب يعتدل فزعا يهب واقفا: مصيبه مصيبة إيه ياعمي كفاله الشر.
العم: تعالي البلد قوام يا صهيب الدنيا جايدة حريقة وفي ناس كتير هتروح في الرجلين غير الزرع اللي باظ، والجناين اللي اتحرجت.
صهيب بضيق: حصل ايه لكل ده ياعمي.
العم: مهران اخوك.
صهيب بضيق وحدة: عمل ايه الزفت ده من تاني، هو لحق ده لسه راجع من يومين.
العم: ياريتك ماوفقت انه يرجع بعد عملته السودة، اللي ملحقناش نلمها وراه رجع وجلب حال الدنيا وبسببه خمس عزب جايمين على بعض وراح في الرجلين ناس غلابه بيجروا على اكل عشهم.
صهيب يجلس على الفراش بعنف: استغفر الله احكلي ياعمي حصل ايه لكل ده.
العم: الكلام مش هينفع بالتليفون تعال على البلد.
يقف بزعر يحرك راسه يمين ويسار بلا.
صهيب: عمى البلد لا انا مقدرش انزل البلد تاني انا بكره البلد وحضرتك عارف السبب.
العم: لازم تيجى ياصهيب ، واللي حصل لأريام بنتي مقدر ومكتوب وسواء كنت في البلد او كنت فى القاهرة الحادثة كانت هتحصل هتحصل.
صهيب: أرجوك ياعمى بلاش تناقش في الموضوع ده البلد لا فهمني اللي حصل ومهران عمل ايه يا اما.
العم: يا اما ايه يا سي صهيب، لا مش حاكي حاجة، وخليك عندك ولما البلد كلها تولع واموت انا والعائلة ابق خد عزانا بالتليفون.
صهيب بتنهديه وضيق يمسح بيده على وجهه يهدئ من روعه: بعد الشر عليك ياعمى، حاضر اخر النهار هكون عندك.
العم بحدة: بقولك مفيش وقت الفجر خلاص قرب مع طلعة النهار القيك قدامي.
صهيب: تمام بعد اذن حضرتك يدوب اقفل عشان اجهز.
العم بهمس: صهيب قبل ما توصل البلد تعالي من طريق المزرعة بلاش تجي من السكة الوسطانية.
صهيب: طريق المزرعة ليه ياعمى ده طويل و.
العم: الحذر واجب يابني، لازم ااكد الموضوع كبير ولازم تأخد حذرك.
صهيب: تمام ياعمى هاجى من طريق المزرعة فى حاجه تانيه.
العم بحزن: أريام عاملة ايه دلوقتي يابني لسه مفيش تحسن عن اخر مره شفتها فيها.
صهيب بتنهيده حزن : لسه ياعمى،لسه بس حاسس خلاص هانت وهتخف، سمعت عن دكتور عالج حالة مشابهه لحالة أريام واتوصلت معاه وقريب هيجي مصر عندى احساس ان شفاها هيكون قريب أوي على ايده.
العم: قول ان شآء الله يا بني، قادر ربنا يأخد بيدها ويشفيها ويطمن قلبي عليها وانت ترجع صهيب بتاع زمان.
صهيب: عمى بعد اذنك مضطر اقفل يدوب اللحق أجهز المسافة طويلة.
العم: حاضر يابني انا هقفل بس متتاخرش عليا.
اغلق صهيب الهاتف ودلف للمرحاض يقف أمام المرآه بعد غسل وجهه بالماء عدة مرات يضغط على مغسلة الوجه يكاد يكسرها بيديه، تنفس بقوة واكمل
روتينه اليومي وخرج يرتدي ملابسة ووقف أمام المرآه يصفف شعرة يحرك راسة يمين ويسار، كلما لاحت ذكرى قديمة بعقلة، أخذ هاتفة وجذلانه وخرج سريعا يهبط الدرج صار فى اتجاه غرفة زوجته دون طرق الباب فتحه و دلف وقف أمام الفراش ينظر لزوجته تنهد: انا رايح البلد يا حببتي،عمى محتاجني ضروري لولي كده استحالة كنت روحت البلد مرة تانيه.
انحن مقبلا رأسها وخرج يخطوا لخارج المنزل صاعد سيارته وقف يضغط على بوق السيارة حضر فرد الأمن سريعا.
صهيب: انا رايح البلد، ممنوع دخول حد مهما كان وخصوصا مدام جيداء مفهوم.
فرد الأمن: تحت امرك يافندم تؤمر بحاجه تانيه.
صهيب: خلى بالك انت وزميلك وشدد الحراسة كويس فى كل شبر فى الجنينة وحوالين القصر وأي حاجة اتصل عليا .
انطلق صهيب بسيارته يقود بسرعة كبيرة، حتى خرج للطريق العام لتداهمه ذكرى حاول نسيانها يضغط على عجلة القيادة بيده ويذداد بسرعة السيارة مع تذكرة.
مهرولا في أروقة المشفي لايري امامه خلفه صديقيه يتخبط بمن حوله لا يلتف ليعتزر عقله يكاد يجن مما سمع وصديقه سليم خلفه يعتزر لهم وشهاب يحاول اللحاق به
يصل أمام غرفة العمليات يسند رأسه علي بابها يخبط الباب براسه مغمض العينين وقلبه يدق بسرعه من شدة رعبة وما يتوقع سماعه يقترب صديقيه منه وهم يشفقان علي حالته ل يربتا علي كتفه .
سليم :
اهدي يا صهيب إن شاءالله هتكون بخير اطمن وتعال استريح شويه من وقت ما وصلنا وانت واقف .
صهيب : يهز راسه وهو لازال مسندها علي الباب الخارجي لغرفة العمليات وبأنفاس متقطعة
يارب يارب نجيهم يارب نجي ليا مراتي وابني .
سليم مشفقا عليه يبتعد عنه واخرج هاتفة الذي لا يتوقف علي الرن ويبتعد عن المكان ويقوم بالرد على المتصل بعد معرفة هويته.
صهيب ابتعد عنى الباب اوشاجه ترتعد دقات قلبه تتصاعد فقد مر وقت طويل ينظر في ساعة يده ليشعر بالتوتر يتنهد بحزن وابتعد قليلا يجوب أمام غرفة العمليات ذهابا وإيابا ليتوقف فور فتح باب غرفه العمليات وخروج الأطباء ليقطع المسافه في خطوة واحده .
صهيب :
طمني يا دكتور أريام اخبارها ايه .
الطبيب : طبعا حضرتك عارف ان الحادثة كانت صعبة جدا وو.
صهيب: وايه يادكتور.
الطبيب: بحزن ادعلها الاربعه وعشرين ساعه يمروا علي خير
وان شاءالله في أمل تعيش .
صهيب : اختل توازنه كاد أن يسقط لولا يد صديقه الذي هرول اليه يسنده .
الطبيب: اهدي ياحضرت ياريت تستريح.
صهيب بحده ابتعد عن سليم صديقة: كمل ابني ومراتي فيهم ايه.
الطبيب بتأثر اقترب منه : حضرتك مؤمن بقضاء الله.
صهيب بنفاذ صبر: قول يادكتور من غير كلام كتير.
الطبيب: للأسف المدام اتعرضت لحادث شديد ادي لكسر في العمود الفقري وشرخ في الجمجمة والحوض ونزيف فى المخ وللأسف الشديد الرحم تضرر وفقدنا الجنين واطرينا نشيله و قدرنا الحمد لله نوقف نزيف المخ لكن لازالت حالتها صعبة جدا دلوقتي هتتنقل العناية المركزة لو الأربعة وعشرين ساعه مروا بسلام يبق إن شآء الله في أمل تعيش ونتأكد من حجم الضرر بالمخ.
ليلتفوا جميعا علي صوت سقوط احد علي الارض
ليسرع صهيب وسليم إليه .
صهيب :
عمي عمي يضرب علي وجنته بلطف بسرعه يا دكتور إنت واقف كده ليه شوف عمي حصله إيه.
سليم :
إهدي يا صهيب ابعد شويه ندخله اوضه الكشف .
صهيب يترك عمه ممد علي الارض ويقف بسرعه مهرولا فور رؤية خروج الممرضين من غرفة العمليات يجذبون سرير زوجته وهي مربطه ببعض الأجهزة.
صهيب وقف مكانه لم يقوي علي التحرك يري زوجته عشقه الوحيد حب طفولته ومراهقتة وشبابه ممددة علي فراش متصل بها أجهزة كثيرة وجهها لا يري من لفافات الشاش الابيض الملوث ببعض قطرات الدماء الظاهرة بوضوح
كلما ابتعدوا بزوجته كلما تدفقت علي ذاكرته ما حدث قبل عدة ساعات .
يفيق من نومه علي يد ناعمه تتلمس وجهه تداعب شعيرات لحيته الصغيرة بحركة يعشقها هو ليفتح عيناه وعلي وجهه ابتسامه .
صهيب : يجذبها اليه قد الحركات دي .
ليعلو صوت ضحكاتها وتومي براسها اعمل ايه بصحي فيك من بدري مش بتصحى .
صهيب : امم ومن أمته بتصحي بدري كده اكيد في سبب قوي .
أريام : ابدا مش جايلي نوم وحاسه بتعب .
صهيب يرفع نفسه سريعا مالك يا قلبي ايه تعبك .
اريام : بابتسامه فهي دائما تري خوفه وهلعه عليها فتذيد من تدللها عليه لتوصل الي مرادها .
متقلقيش يا قلبي دي حاجه طبيعية الفترة دي انت ناسي أنا في السابع .
صهيب : تلمس بطنها بحب حببتي هتصل بالدكتور يجي يطمني عليكي .
أريام : حبيبي متقلقش كده انا كويسه خالص بس تعبت واتخنقت من القاعدة في البيت عوزة اخرج واغير جو .
صهيب :اوعدك اول ما ارجع من البلد هاخد إجازة نقضيها في أى مكان تحبيه .
اريام : صهيب أنا عوزة اخرج مع صاحباتي بقالي كتير مخرجتش معاهم ولا اتكلمنا محتاجه احس بالخصوصية شويه من وقت الحمل وانا يا اما نايمه علي السرير يا في المستشفى أنا تعبت وزهقت عوزة أرجع احس بالحيوية من وقت ما حملت وانا مقيدة
زهقت وقرفت من الأدوية والنوم كل حاجه عشان الحمل يثبت خالي بالك الحركة غلط لا مافيش خروج اي حركه غلط عليكم فين أنا من ده كله خوفك كله علي ولي العهد من قبل ما يجي وانا مقيدة كده امال بعد ما يجي للدنيا هيعمل فيا ايه انا حاسة اني هموت من الحبسة دي.
صهيب : اختفت ابتسامته وظهر الحزن علي وجهه
انا خايف عليكي انتي ناسيه الدكتور قال ايه علي خطورة اي حركه علي صحتك ودي اخر فرصه ممكن تحملي فيها نسيتي الموانع ال اخدتيها من نفسك هي ال كانت السبب قلتلك كتير تستشيري دكتور وتاخدي اي وسيله غير الحبوب رفضتي وعندتي وقلتي صحبتك بتاخد نفس النوع ، أنا كمان تعبت
مش قادر المسك سبع شهور من وقت العملية وانا متحمل من خوفي عليكي .
أريام :يوه نفس الكلام اعمل ايه انا كنت لسه في الجامعة مكنش ينفع ابدا احمل وانا بدرس وكمان
كنت لسه صغيرة عوزة اعيش وأخرج واسافر مش اتربط بولاد وانا بالسن ده لتنظر لعين صهيب بعينها المغروة بالدموع كنت عوزة نعيش اجمل ايامنا أنا وانت وبس اهتمامي ليك وبس عيوني متشوفش غيرك اكون ملكك وليك طول الوقت مافيش حد يبعدك عني زي دلوقتي مش قادر تلمسني أنا تعبت من الوضع ده بعدك عني عشان الحمل بيجنني .
صهيب يجذيها داخل أحضانه يربت علي ظهرها بيده
متزعليش نفسك بلاش دموعك دي حاضر هعملك كل ال نفسك فيه هخرجك ونتفسح ونروح كل مكان تقولي عليه .
أريام : عوزة اخرج مع شروت وميمي بقالنا كتير مخرجناش مع بعض هنلف علي المحلات ونشتري حجات للبيبي .
صهيب :كاد أن يعترض .
أريام اقتربت منه تنظر له بنظرتها التي تأثره ترجوه بالموافقة: بليز ياصوبي بليز وافق .
صهيب : بشرط واحد هتخرجي مع السوائق ولوحسيتي باي تعب تتصلي عليا في الحال .
أريام تقبل وجنته اوك يا بيبي وتنهض سريعا أنا هبلغ البنات يدوب نلحق اليوم.
فاق من ذكرياته يدور حول نفسة ببهو المشفى
يحاول أن يستجمع قواه وما سمعه من الطبيب
أغمض عينه يهرب مما سمع لعله يكون ما حدث ما هو إلا كابوس أو يتوهم بتلك الأحداث
يفتح عينه براوية انحن بجزعه يضع يده علي ركبتيه يتنفس بصعوبة ليرفع نفسه مرة واحد مخرجا يااااااااارب موجعة من حلقة تلاها ااااااه
ليعتدل علي أثر وضع أحد يده علي كتفة ليلتفت الجهة الأخرى .
يجد رجل بلحية بيضاء ووجه باسم يرتدي ملابس
المشفى بيده جهاز السيرون وممسك بيده الأخرى حامل السيرون وكيس خارج من اسفل ملابسه موصول به بخرطوم رفيع .
صهيب / ينظر له بعيون دامعه وقلب مفطور ووجه عابث وزاد بعد ما راء ذالك الشخص أمامه
أسف يا حضرت أن ازعجت حضرتك .
الشخص / اوم براسه وظل يربت علي كتف صهيب عدة مرات متتاليه يبتسم في وجهه .
متتاسفش يا بني أنا بطمن عليك بس شكلك موجوع أوي .
صهيب أغمض عينه لتنزل قطرات دموعه: أوي فوق ما حد يتصور لدرجة حاسس ان مش قادر اتنفس وان حيطان المستشفى بضيق عليا .
الشخص / هون علي نفسك يا بني وتعال ااقعد هنا جنبي وردد الدعاء ده ورايا أن شاءالله ربك يستحيب ويهون الصعب عليك .
صهيب / ابتسم للرجل بامتنان وأمسك يدة واجلسة بالمقعد وجلس جواره بس ال أنا فية مافيش حاجه تخرجه من جوايا ولا ترجع ال حصل .
الشخص / لا حول ولاقوة الا بالله ليه بس يا بني التشائم ده ربك حنان منان قبل ما بينزل قضاة علي عبدة بينزل الصبر والبرد عليه .
ادعي ربك بس وخال عندك يقين بيه وهتشوف فضلة عليك وسرعة إستجابة الدعاء بس صفي قلبك وعقلك وادعي بل ترجوه منه .
صهيب / ابتسم ابتسامه ساخرة كل ال بمتناه دلوقتي اكون نايم وال أنا فيه ده يكون كابوس وهفوق من نومي القي مراتي نايمه جنبي وابني في بطنها وباقي أيام ويجي للدنيا أشيله علي ايديا .
الشخص / استغفر ربك واحتسب واسترجع وادعية هو قادر علي كل شئ. ربك قال ادعوني أستجب .
صهيب / بضحكه باهته خرجت من بين شفتاه هه ادعي بإيه قلي ادعي بايه وابني مات ومراتي بين الحياة والموت أنا جوايا نار وحزن محتاج سنين عشان تنطفئ .
الشخص / قول ورايا بس في الاول يكون عندك يقين
إن ربك يستجيب .
صفي نيتك وخرج صدقة بنيه شفاء زوجتك واصبر وان شاءالله ربنا يعوضك بابن تاني وتالت وعاشر
ممكن ابنك ال راح ده كان جه للدنيا مريض بمرض
مزمن وكنت تتمنا ليه الموت أو يطلع طالح وفسد وبردود كنت تتمني وتدعي أنه يموت أو مجاش الدنيا اصلا .
صهيب / اوم براسه في تفهم وداخله يستهزأ بكلامه هناك هاجس بداخلة بخبرة بأن يجاري ذالك الشخص ويتركه ويرحل .ادعي بايه .
الشخص / أدعي باي دعاء يجي في بالك دعاء تتمن أنه يتحقق وربك يرزقك منه بفرحة كبيرة تخرج وقتها جزء كبير من أموالك لله .
اهم حاجه حسن الظن بالله وانك علي يقين باستجابة الدعاء .
صهيب داخله مراتي تعيش ويرزقني بولاد وعزوة
يشيلوا اسمي واسم الخبيري من بعدي ولاد كتير
انسي أسمائهم من كترهم .
ابتسم ساخرا كيف سيحدث ذالك وزوجته ومعشوقتة بين الحياة والموت .
الشخص / وهو يري تقلب معالم وجه صهيب أمامه تيقن بعدم اقتناعه بكلامه ليربت علي يده .
ادعي ورايا الدعاء ده وأمن بعد ما اخلص .
يا بديعَ السماوات والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا صريخَ المستصرخين، يا غِيَاثُ المستغيثين، يا كاشفَ السوءِ، يا أرحمَ الراحمين، يا مجيبَ دعوةِ المضطرين، يا إلهَ العالمين، بك أُنزل حاجتي، وأنت أعلم فأقضها
فاقضي حاجتي ودعائي ورجائي الذي دعوته لك بداخلي فلا أحد يعلمه إلا أنت .
قول يابني ورايا تاني وأمن
لا اله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" يارب إستجب يارب إستجب .
الشخص / الدعاء بيغير الأقدار ادعى ربنا دائما وكن على يقين باستجابة الدعاء والاستغفار خالي لسانك عامر بيه
لتأتى ممرضة مش يلا بقى يا الصافي بيه الدكتور لو مر وملقأكش فى السرير ومرتاح هيتعصب علينا وحضرتك عارف أنه مانع حضرتك من الحركة الكتير هم كام خطوه في اوضة حضرتك وبس عشان
الجرح وحضرتك ال أصريت على الخروج .
الصافي / يلا يا ست مريم يا ملاك الرحمة هاتي المشاية وخدي بايدي قبل الدكتور ما يجي ويبهدلنا أنا وانتى خلينا في خلصه.
مريم / إقتربت منة وقامت بإسناده ومساعدته في المشي ليلتف الي صهيب الغارق فى افكارة
الصافي / بعد اذنك يا بني أنا همشي بقي وان شاءالله ربنا هيجبر بخاطرك بس دايما خاليك فكرة .
ليرحل دون أن يتلق إيجابة سوي هز رأس صهيب له دون أن يتحدث .
ليلتف صهيب لذالك الصوت الذي ينادي عليه بصراخ
وحزن .
صهههههيب
رفع رأسه لأعلي واخفض بصرة للأرض بخذلان وضعف .
اقترب الصوت منه وقف صهيب ليتلقى صفعه علي وجهه تلاتها صفعات وهو لم يتحرك ساكنه أو ينطق بكلمه يستمع لما يلقي عليه من سباب واتهام واهانات دون أن يتحرك أو ينبث ببنت كلمه .
هي دي الامانه ال وعدتني هتصنها وتحافظ عليها من الهواء الطاير ، فين وعدك ليا أنك هتكون زي ضلها
فين حمايتك ليها اديهالك وردة مفتحة دلوقتي بين الحياة والموت .قالتها سيدة فاتنه الجمال .
صهيب لازال واقف يستمع لما يقال دون أن يحرك ساكنه مغمض عينيه دموعه تحجرت في مقلتيه
ليخرج من صمته علي أثر تلقيه ضربات علي صدرة
وصوت بكاء عالي .
صهيب / حاولت حاولت كتير اوي امنعها وهي ال صممت علي الخروج .
لتقاطعه
بنتي وحدتي كل ماليا في الدنيا بين الحياة والموت
مش مسامحاك لو بنتي حصلها حاجه .
جيدااااااء . تصمت وتلتف عند سماعها ذالك الصوت بجسد يرتجف وعيون دامعه تنطق اسمة بصعوبه: نا ناصر
ناصر/ سيبي صهيب بل هو فيه سبية في مصبته
دا مراته وابنة مش هتزيديها علية .
جيداء زوجة ناصر الاولي وام ابنته الوحيدة أريام ناصر الخبيري.
جيداء / نظرت إلي مصدر الصوت واغمضت عيونها
تبكي في صمت ترفع عيناها بحزن تجاه الواقف
الذي يتجاهلها ويذهب في تجاه صهيب .
اقترب منه
ناصر / مستندا على يد شهاب صديق صهيب ايه ال حصل والدكاترة قالوا ايه عن حالتها.
صهيب / قص ما حدث في الصباح قبل تركه لأريام في المنزل في انتظار أصدقائها والذهاب للتنزه معهم
صهيب / قلتلها بلاش اول ما ارجع من البلد هخرجها واعمل كل اللي هى عوزاه اصرت على رايها، يارتني كنت اصريت انا كمان على رايي ومكنتش وافقت.
جيداء: كنت فين وقتها ملحقتهاش ليه طول عمرك قريب منها مش بتبعد عنها من وهي صغيرة .
صهيب: للأسف كنت في البلد بخلص شغل مهم حضرتك ياعمي بنفسك كنت بتلح عليا اني اجي اخلصه، وللأسف هناك سمعت اسود خبر في حياتي.
تذكر قبل عدة ساعات وهو في المزرعة في اجتماع مع المهندسين والعمال اتاه اتصال هاتفي يفتح الهاتف.
صهيب: الو
لياتيه الرد يسقط الهاتف من يده بعد إعادة السؤال علي المتصل بأن يخبرة مرة أخري ما حدث .
امسك الهاتف صديقه شهاب .شهاب /الو الو .
ليأتيه صوت فتاة
شهاب / أيوة مع حضرتك ممكن نعرف في إيه .
الفتاة / هنا مستشفي السلام الدوليه للاسف بنبلغ
سيادتكم بوصول السيدة أريام ناصر الخبيري فى حادث و.
لم يستمع لباقي حديثها وهو يخرج خلف صديقة الذي هرول للخارج يصعد سيارته يقود بأقصى سرعة ليصلا الي المشفي في وقت قصير يجد زوجته فى غرفة العمليات وبعد مرور فوق الخمس ساعات علم بحجم الكارثة التي حدثت ولكن لم يعرفوا كيف حدثت تلك الحادثة .
جيداء بعصبيه أزاي متعرفش حصل إيه ومين ال اتسبب في الحادثة دي وتمحيه من على وش الدنيا .
شهاب متدخلا بعد أن راء امتعاض وجه صديقة
شهاب / جيداء هانم صهيب كتر خيرة من وقت ما جاله خبر الحادثة وهو واقف قدام أوضة العمليات متحركش ولا لحظه وحضرتك جيتي بنفسك وشفتيه واكيد نطمن على أريام وهنعرف كل حاجه ومين السبب .
لتاتى ممرضة تتحدث إليهم .
الممرضة / لو سمحتم مين زوج المريضة اريام ناصر .
صهيب / أنا .
الممرضة/ إتفضل حضرتك دكتور سامى مدير المستشفي طالب حضرتك تروح ليه المكتب .
أوم صهيب وغادر تجاة حجرة مكتب الطبيب تسبقة الممرضه تزامننا مع قدوم أحد الضباط ومعه مجموعه من الأشخاص يسألون عن أهل اريام ومن معها .
ناصر/ أغمض عينيه وجلس علي أقرب كرسي بمساعدة شهاب بعد أن استمع الي كلام الضابط
الضابط / للاسف السيدة أريام بإعتراف شهود الواقعة هي ال اتسببت في الحادث وهى بتسوق العربية في سباق مع صديقتها بطريق الاستوراد
وإصابة تلات فتيات أخريات ونقلهم مستشفي أخر وحالتهم خطيرة ووفاة فتاة بعد وصولها بدقائق .
جيداء/ تضع يدها علي فمها تكتم صراخها
تهز راسها وتدعوا ربها بنجاة وحيدتها .
وصل صهيب الي مكتب مدير المشفي وكان هو نفس الطبيب الذي أجري العملية إلي زوجته .
الطبيب / وقف مرحبا بصهيب وأشار له بالجلوس لاخباره بطبيعة حالة زوجته الصحية والاحتمالات التي قد تحدث .
الطبيب سامي / شاب في الثلاثين من عمرة مسئول عن المشفي وخاصه قسم الجراحه ذو لحية خفيفه
على وجهه بشاشة وقبول .
سامى/ اهلا يا صهيب بيه اتفضل حضرتك استريح
.
صهيب /كالمغيب لا يعلم ماذا يقول أو يفعل أوم براسة وجلس في الكرسي أمام مكتبه .
سامي / حضرتك بالطبع إنسان مؤمن وراضي بقضاء الله وأننا لا نملك في أمرنا شي ليسترسل في حديثة بأسف صهيب بيه مدام حضرتك للاسف
دخلت في غيبوبة مش هنقدر نعرف سببها غير لما تفوق بس مبدائيا كدة المدام تلقت ضربة قوية علي مركز المخ جعلها في الحالة دي غير فقدانها كمية كبيرة من الدم وضربة قوية على بطنها بعد انقلاب العربية بيها أدت لانفجار الرحم وللأسف فقدان الجنين غير كسر في الجمجمة والحوض والعمود الفقري .
صهيب / ارتعدت أوصاله أغمض عينه يحاول أن يستوعب ما يسمع كل تلك الأمور الذي يسمعها زوجتة بغيبوبة فقد إبنة الذي تمناه من الدنيا قبل ولادته بأسابيع قليله .
الطبيب / شد حيلك والبقاء لله في الجنين وان شاءالله ربنا يعوض حضرتك خير وتتحسن حالة المدام وتعوض الجنين بأطفال اصحاء .
تقدر تستلمه وتدفنه بمعرفة حضرتك .
ومرة تانيه البقاء لله.
صهيب في عالم أخر تقع عليه الكلمات وتتردد في أذنيه كأنه جالس فوق جبل شاهق الارتفاع والمكان خالي والصوت يأتيه بصعوبة وبنفس الوقت قوي زلزل كيانه كاملا اوم إلي الطبيب ورحل دون أن ينطق بكلمه .
سليم / صديقه إقترب منه وهو يراه يترنح بمشيته كأنه شرب أطنان من المسكرات شفق عليه توجه له وقام بإسناده اتي يتحدث أشار له صهيب أن يصمت فهو لا يود أن يتكلم أو يسمع صوت مشي بجوارة حتي وقف صهيب يتنفس بلهاث وعينه مغروة بالدموع قلبة تمزق علي صديقه وهو يري الغرفة التي توقفا أمامها .
سليم /صهيب ليه جيت هنا تعال نطلع عند عمك فوق ونطمن عليه وعلي اريام .
صهيب / اتصل علي مسعود وقله يفتح مقابر العائلة هندفن عدنان الصغير جنب جدة .
سليم ابتلع رمقه احس بنبرة صديقة الموجوعة في صوته ربت علي كتفة واوم براسه فصديقه بغني عن
أي كلمه الان حتي ولو كانت مواساه.
بخطي ضعيفة وقلب ممزق دخل إلي الغرفة وجد ممرض شاب ملتحي بشوش الوجه يقف يحمل لفافه صغيرة بيضاء نظر الي صهيب ومد يده له .
الممرضة / البقاء لله ربنا يجعله ليك حرز من النار سيشفع فيك وفي والدته وياخد بأيديكم للجنة احمد واسترجع انا لله و إنا إليه راجعون .
مد صهيب يده تناول اللفافة منها وقف ثواني ينظر لها قلبة يصرخ بداخلة عينة تحجرت بها الدموع
لم ينطق بكلمة واحدة وقف بشموخ وخرج من الغرفة وجد صديقه يقف ومعه عمه اشار لهم دون أن ينطق بكلمه وخرج بخطي ثابته وصل إلي السيارة التف الي عمة .
صهيب /عمي بعد اذنك خاليك هنا جنب أريام وطنط جيداء وهكون علي تواصل معاك واي جديد بلغني بيه وانا وسليم وشهاب هنروح البلد ندفن عدنان ونرجع علي طول .
عمه / اتصل علي العائلة بالبلد وخليهم ينتظروك ويصلوا علي الولد جبل الدفن ده راجل من العيله
وابن كبيرهم .
صهيب / مافيش داعي أنا وسليم هنخلص ومسافة الطريق صد رد وهنكون هنا .
قالها ودخل الي السيارة يجلس علي المقعد الخلفي وجواره صديقه وشهاب بجوار السائق .
سليم / علي البلد يا عم سعيد .
سعيد / تحت امرك يا فندم .
لينظر في المرأة يري صهيب ممسك بتلك الفافة البيضاء ويضمها الي صدرة ليتنهد بحزن وقام بالانطلاق تجاة البلد ليتحدث بعد فترة
سعيد / البقاء لله يا باشا ربنا يعوض حضرتك خير ويجعله ياخد بأيدك للجنة .
صهيب اوم براسة دون أن ينطق بكلمة ينظر إلي ما يحملة بين يديه دون أن ينبث بكلمه فقط ينظر له
بأعين متحجرة ينحني يضمها لصدرة ويغمض عينه
ويفتحهم مرة أخري وهو يتنفس رائحة ما بين يدية.
سليم جالس ينظر إلي صديقة بحزن ربت علي كتفه
سليم / صهيب هون عليك يا صحبي لله ما أعطي ولله ما أخد ، هونها واسترجع .
شهاب: البقاء لله يا صهيب، اجدعن يا صحبي ان شآء الله ربنا هيعوضكم بس اصبر.
لم يتلقي استجابة من صهيب الغارق في افكارة وجده يفتح اللفافة البيضاء ليصدم من حركات صديقه ليمسك سليم يده يمنعه عن إكمال فتحها .
صهيب / سبني يا سليم عاوز اشوف وشه .
سليم / كلها ساعه بالكتير وتوصل البلد قبل الدفن شوفه بلاش دلوقتي اصبر يا صحبي .
مد سليم يده لياخذة من بين يدي صهيب منعته يد صهيب المتمسك به بشدة وضمه الي صدرة يبكي بصمت دون نزول دموعه التي تحجرت في مقلتيه .
لتتوقف السيارة بعد سفر فوق الأربع ساعات قطعهوها من القاهرة الي البحيرة لتتوقف أمام مقابر
ال خبيري في عزبة الخبيري .
يترجلوا من السيارة ليجدوا أكثر من خمسين شخص يحمل البعض منهم اضواء ليقوموا باستقبال صهيب وعلي رأسهم أمام المسجد تقدم صهيب يحمل الطفل يقترب منه رجال عائلته يواسوه ويقدموا له العزاء وصهيب لم ينبث ببنت كلمة حتى تم دفن الطفل تركهم صهيب واتجه لمقبرة على بعد عدة خطوات ، اوقفه شهاب يسأله أين يذهب.
شهاب: صهيب على فين لسه مخلصناش دفن.
صهيب وظهرة لهم لم يلتفت تحدث بصوت مملوء بالحصرة والوجع: هزور قبر والدتي لو سمحت سبوني لوحدي شويه.
انهي كلماته واكمل سيرة بين القبور وعين الجميع عليه حتى وقف أمام إحدى القبور جثى على ركبتيه بعد ان قراء الفاتحة لم يتمالك حاله خارت قواه لم يعد يستطيع كبح دموعة.
صهيب: وحشتني يا امي وحشتني أوى سامحني بقالى فترة ما زورت كيش، من يوم ما جيت بلغتك بحمل أريام بحفيدك يومها وعدتك يوم والدته هجيبة واجي ازورك واديني جبته بس جبته ميت، ميت يا أمي
حولت كتير امنعها تخرج سبع شهور سايب شغلي ومصالحي وقاعد جنبها في البيت زي ضلها
رجليها مكنتش بتلمس الأرض ال تؤمر بيه يجاب لو طلبت اي حاجه بتكون عندها بعد لحظات كل يوم تبكي أنا تعبت عاوزه اخرج اشوف الناس تعبت من قاعدة البيت عوزة اروح المول اتفسح مع صاحباتي .
كنت برفض واخليها تجيب صاحباتها وتشتري كل ال تحبه اون لاين، كتير قلتلها تستحمل الكام شهر الباقين ماهو مش بعد صبرعشر سنين محرمتهاش من اي حاجه سفرتها كل دول العالم مفيش بلد مسفرتهاش ليه درست في أعرق الجامعات حرمت نفسي من الخلفة عشنها عشر سنين الاول لسه صغيرة و الدراسة وبعدها ماجستير ودكتوراه استحملت عشر سنين وانا كنت بطمن طفل يحمل اسمي وكانت بترفض،وأنا كنت بقول هي اهم عندي بالدنيا كلها ماهي اريام بنتي وحببتي انا ربتها على ايديا، ولو فضلت عشر سنين كمان كنت هصبر لكن الدكاترة قالوا دي آخر فرصة للحمل ولولا كده كانت فضلت رفضه تحمل وبعد ما حلمي خلاص اتحقق والحلم بقي حقيقة صحيت على أسود كابوس في حياتي كلها
أغمض عينيه وانسابت دموعه وتحدث بصوت متحشرج يبكي بشهقات عالية راح ابني ومراتي حب عمري بين الحياة والموت ليه يا أمي بحيصل لي انا كده ليه كل اللي بحبهم بيروحوا مني اولهم حضرتك في عز ما انا محتاجك خطفك مني ولسه يدوب شميت نفسي وبدءت اتخطي موتك جه الموت وخط جدتي وجدي وبابا وفضل على كده بياخد في سكته اي حد قريب مني بس المرة ده وجعه شديد أوي يا أمي نفس الوجع اتوجعته يوم وفاتك وجع مش قادر اتحمله ازاي اشوف حته مني بيدفن تحت التراب قلبي مش قادر يتحمل وعقلي هيشت مني .
اسند رأسه على القبر يبكي بصوت عالي جعل الجميع يشفق عليه اقترب منه إمام المسجد وضع يده على كتف صهيب يواسيه والقي عدة كلمات.
وقبل أن يكمل انتفض صهيب وهب واقفا تحدث بقوة وحزم ورحل.
الشيخ:
صهيب: متشكر يا شيخ عطية وفر كلامك، شكر سعيكم يا رجالة انا موطر امشي دلوقتي، مسعود: اهتم بالمدفن وازرع كام شجرة حوالين القبر والارض تندف حواليه من الكسر والحشايش دي.
أحد أعمامة: هتمشي ازاي في الليل ده خلاص الفجر وجب بات اللية دى هنا والصبح خد عزاء ابنك وابق ارجع برحتك.
صهيب: عمي ابني وخلاص اخدت عزاه وتاني مرة شكر الله سعيكم.
رحل صهيب دون ان يلتفت لاحدهم يخطوا بسرعه كبيرة توقف امام سيارته اشار للسائق الذي اتى مهرولا خلفة.
صهيب: خليك هنا يا سعيد خد عربية من الجراچ وارجع بشهاب وسليم انا هسوق انا وارجع لوحدي يصعد صهيب السيارة وينطلق بأقصى سرعة.
شهاب سمع حديث صهيب مع السائق اسرع في خطواته ووقف يضرب يديه ببعضهما ينظر لصديقة سليم.
شهاب: صهيب استني انا جاي معاك بلاش انت تسوق في حالتك دي.
رحل صهيب ولم يعيره انتباه.
شهاب وسليم: بسرعة يا عم سعيد هات عربية بسرعه نلحق صهيب حالته مطمنش.
اسرع السائق تجاه چراج المزرعة واحضر سيارة صعد بها سليم وشهاب ورحلوا خلف صهيب، الذي يقود بأقصى سرعة يحدث نفسه.
صهيب: ليه انا بيحصل معايا كل ده ليه كل حاجه بحبها بضيع مني عملت ايه عشان يحصلى كده، كفاية عليا استحملت كتير معتش قادر ولا في حيل لوجع جديد اسرع فى قيادته وزاد من سرعة السيارة لتفلت عجلة القيادة من يديه وتدور السيارة عدة مرات في الطريق لتأتي سيارة نقل كبيرة تسير بسرعة، يصرخ قائدها في صهيب.
السائق: حاسب يا جدع انت حاسب.

أنت تقرأ
غصن
Romanceقلب اضناه العشق لمحبوب لم يتحمل فقده لينغمس في ملذاته ونزواته الليليه. من يري عينها يتيم بها عاشت زليله موصومه بعار ليس لها ذنب فيه حرمت من العيش بحريتها بين ليلة وضحها تنقلب حياتها وتصبح منقذه الجميع