الفصل الأول.. اجتماع عائلي

21 1 0
                                    


كانت تجلس على فراشها، تشعر بغضب بالغ، منذ الطفولة والجميع يقول انها زوجته وهو زوجها

كانت كلما كبرت كلما تعلقت بتلك الكلمة المعتادة، وكانت تعد نفسها لتكون له فقط

منذ أن كانت بروضة الأطفال كان لا يستطيع أحد الاقتراب منها، فمن ذا يستطيع الاقتراب من أحد أبناء عائلة منصور

ليس هذا فحسب، بل هي مخطوبة لأحد أبناء العائلة، فلا تستطيع أي أسرة أن تمني النفس بالشراكة مع أسرة منصور عن طريقها

واليوم؛ اليوم تراه مع امرأة أخرى، زوج لها، أما هي فقد أنكسر قلبها كقطع شظايا لا يستطيع أحد لمسها حتى لا ينجرح

ولكن هيهات ان لا تجرح تلك الشظايا أحد

"فقسماً بمن رفع السماء بلا عمد لأطعم قطع الشظايا تلك لكل من شارك بكسر قلبي اليوم، ولكن فقط انتظروا"

***************

على الرغم من أن تلك الاجتماعات تتم بصورة أسبوعية، إلا أن اليوم كان مختلفاً عن أي يوم أخر

فقد كان المنزل رأساً على عقب بسبب الاحداث الأخيرة والتي كلفت الشركة خسارة صفقتين أحدهما كانت ستدر

المليارات إلى العائلة، وهذا ما جعل توفيق منصور في حالة هياج شديد، حتى أن الخدم لم يجرؤ أحدهم على الظهور أمامه

فقد كانوا يتهربون من الخروج من المطبخ بقدر المستطاع، تلك الحالة التي يمكن أن تجعله يقتل شخصاً ما دون أن يدري

الجميع يحاول تجنبه، ولكن ليس لوقت طويل، فالاجتماع العائلي على وشك البدء، وسيضطر الجميع لمواجهة مصيرهم المحتوم.

كانت شركة توفيق منصور من الشركات الرائدة، والتي وعلى الرغم مما يدور حولها من شبهات، إلا أنه لم يثبت عليها أي شيء خارج

عن القانون، كما لا يستطيع أحد الاقتراب منها، فهي احدى الشركات الكبرى، والتي لا يعلم الكثير عنها شيء، وذلك لأن توفيق منصور حريص على أن

يكون بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت شركاته تخضع لرقابة صارمة منه، فهو يحكم تلك الشركات بالحديد والنار، وكل من يعمل تحت أمرته مباشرة

هم من أفراد العائلة والتي يراقبهم بصورة دائمة، حتى لا تحدث أي خيانة عائلية.

جلس توفيق منصور على رأس الطاولة، ثم جاء الجميع ليجلس، بذات الترتيب الذي لا يتغير مهما كانت الاحداث

فعلى جانبه الأيمن يجلس شقيقة سعيد منصور ثم يليه سمير توفيق منصور، ذو ال 45 عاما، تليه زوجته درية مراد ذات ال 43 عاما، ثم ابنها كمال ذو 24 عاما

العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن