العنقاء

الفصل الحادي عشر.... كوكتيل

في أحد القصور الفاخرة بأحد المدن التي لا يقطنها إلا عدد محدود من المصريين، كان الحفل صاخب بين عزف الموسيقى الهادئة، وصوت الهمهمات بين الحضور

أغلبها أحاديث بلا معني، ومجاملات تندرج تحت بند النفاق الاجتماعي، تجد اثنين يبتسمان في وجه بعضهما البعض، وبداخل كل منهما وحش يرغب بالفتك بالأخر إن استطاع

تجد امرأة رجل بين أحضان رجل أخر غير زوجها، كل شيء مباح، والشخص الجيد فيهم يعتبر شاذ عن القاعدة، هو بالنسبة لهم شخص غريب عنهم، لا يعلمون كيف ومتى جاء بينهم وسرعان ما يلفظوه

كيف لك أن تكون شريف وسطهم، فالشريف بالنسبة لهم هو شخص غير شريف بكل تأكيد، ووسط مجموعة من رجال وسيدات الأعمال كانوا يتحدثون عن فينكس وما فعلته خلال الفترة الماضية

وأنه يجب على الجميع التكاتف لتدميرها، كما دمروا شركات أخرى ناشئة من قبل، لأنها تجرأت على التفكير في التنافس معهم أو الصعود في السوق دون أذن منهم، دون الركوع لهم

حتى وإن كانت شركة أمريكية وليست روسية، فهي بالتأكيد لا تحظى بذات الشعبية هناك، بسبب منافستها الشرسة تلك، لهذا يجب عليهم التدخل، وصل فؤاد بك ومعه فريد باشا، وهناك بعيداً عنهم بمسافة كان يقف هاني

مع بعض الأشخاص، مواجهاَ لهم ويتحدث مع من معه، قبل أن يعتذر منهم، ثم تحرك نحو البوفيه ليأخذ كأس جديد، وبدأ يتحرك نحو الشرفة، ثم نظر منها قليلاً قبل أن يستدير ويستند بظهره للشرفة مغمض عينيه

للاستمتاع بالموسيقى، مبتسماً ومحركاً رأسه يميناً ويساراً مع اللحن.

كان رجال الأعمال يتحدثون مع فريد بك عن كيفية قمع فينكس والطرق التي يمكن استخدامها لفعل ذلك، وكان أحد رجال الأعمال هو توفيق منصور والذي كان يرى أنه يفضل التخلص من الأربعة الذين يحكمون الشركة

*************************

في إحدى السيارات الفاخرة كان يجلس أربعة اشخاص، ثلاث رجال وامرأة، كانوا ينظرون لشاشة الحاسوب ويشاهدون رجال الأعمال وهم يتحدثون عن كيفية قمعهم

وكانوا يسمعون كل ما يقال مختلطاً بصوت الموسيقى في أذانهم

"من هذا"

انطلقت الجملة باندهاش من الشباب الثلاث، فقد كان الجميع يظن أن فؤاد هو الشخصية الأقوى، والتي يجب التعامل معها والتخلص منها في أسرع وقت ممكن

ولكن على ما يبدو أن حتى مراكز القوى يوجد فوقها مراكز أقوى

"فريد العشري، لم أتوقع أن أراه اليوم"

"تعرفيه؟"

قالها أحد الشباب

"بالتأكيد؛ إنه رجلنا الأقوى، إنه قمة الهرم وأسفلها، يسكن في فيلا متواضعة، كما أن سيارته لم يتغير طرازها منذ سنوات، يبتعد تماماً عن السوشيال ميديا،