العنقاء

الفصل العاشر..... ضحايا الحرب

كانت تجلس على فراشها، تفرك يديها بعصبية بالغة، عندما نظر لها يوسف وهو يرش بعض العطر على أماكن النبض في رقبته

يوسف: هل تشعرين بالقلق؟

كاريمان: نعم؛ هل..... هل ستقوم شيري بالتنفيذ اليوم؟

يوسف: أظن ذلك

كاريمان: هل ستذهب إليها؟

يوسف: نعم؛ يجب ان أذهب إليها وأيضاً يجب أن أتأكد إن كانت شيري قامت بالتنفيذ أم لا؛ إن حدث فهذا يعني أن العد التنازلي للتخلص منها ومن والدها قد بدأ بالفعل

********************

خرج يوسف من المنزل وكانت كاريمان تنظر له وهي تحاول مداراة القلق البادي على وجهها، لا يجب أن يلاحظ أحد ما يحدث

"يبدو أن امرأة واحدة لا تكفي؛ ولهذا فقد خرج ليبحث عن امرأة أخرى خارج المنزل لكي ترضيه"

كانت تلك الجملة التي صدرت من كمال وتلتها ضحكة قميئة موجهة ل كاريمان، ابتسمت كاريمان ابتسامة سريعة سرعان ما أزالتها عن وجهها، فهي كانت تنتظر هذا الأمر منذ الوقت الذي أخذ فيه يوسف الأوامر بإعلام كمال عن وجود شبيهة كاميليا

استدارت لتنظر له وقالت

"وماذا في هذا؟؟، وهل يوجد رجل في هذا المنزل يكتفي بنساء المنزل؟؟، أنت ها هنا أمامي؛ متزوج من امرأتين ورغم هذا لديك علاقة مع السكرتيرة الخاصة بك، حتى أنني قد سمعت أنها أجهضت مرتين، هذا غير باقي النساء اللواتي تقيم معهن علاقة بالخارج"

نظر لها كمال بكراهية واضحة وقبل أن يرد عليها أكملت

"حتى زوجاتك الجميع هنا يعلم جيداً أنهن لا يكتفين بك، حتى انه هناك شك في أن أبناءك هم حقاً أبناءك، ولكننا نعلم أنك لا تهتم بهذا الأمر، المهم أن يكون لك وريث حتى وإن كان من رجال أخرون"

ألقت بتلك القنبلة وتركته يحترق بغيظه وعادت إلى غرفتها، لتنتظر عودة يوسف وهي تأمل ان لا تنفذ شيري هذا الأمر، حتى لو كان هذا يعني فشل كل ما يسعون إليه، وفي ذات الوقت تتمنى لو نجح الأمر

***********************

جلس كامل على الكرسي واضعاً قدم فوق الأخرى ويقرأ في ملف موجود بيده دون تركيز كبير، عندما دخلت شيري للغرفة

نظر كل منها للأخر، قبل أن يعود وينظر للملف بيده

استدارت شيري وأغلقت الباب بالمفتاح بهدوء حتى لا يلاحظها، ثم وضعت المفتاح في أحد الأدراج الجانبية قبل أن تشعل البخور وتضعه بعيداً عن عينيه حتى لا يلاحظه، ثم أخذت ملابس من الدولاب وتوجهت للحمام وهي تنظر في ساعة صغيرة اخذتها معها

"كنت أتمنى ان لا ألجأ لتلك الطريقة؛ ولكن أنت من أجبرني على ذلك، نصف ساعة؛ نصف ساعة فقط وستكون ملك لي"