الفصل السابع..... مذكرات ك 2

6 0 0
                                    


منذ الأمس قد كان لدي مشاعر متضاربة، من المفترض أن اليوم هو اليوم الذي تحلم به كل امرأة على وجه الأرض، فأنا استعد لليلتي الكبرى

تلك الليلة التي سأنتقل بها من خانة أنسة لخانة مدام، ورغم أنني سأتزوج بمن أعشق منذ الطفولة التي تنتهي فعلياَ اليوم، إلا أنني في الواقع

لا أشعر بارتياح، عقلي يخبرني أنه غير مناسب لي، أنه لا يرغب بأن يكون معي، وقلبي يقول ليس هو من تنتظريه، إنه يؤذيني

ورغم أن كٌلا من قلبي وعقلي يرفضانه، إلا أنني كنت أعاند نفسي وبشدة، وأحاول اقناع كليهما أن العائلة لن تسمح لي بالفرار من هذا

الزواج، ولكني أعلم بداخلي أنني كنت أستطيع الهرب، لا أعلم، هل ما حدث اليوم هو خطأي أم خطأه أم خطأ الجميع

أعلم أنه يكره تفوقي، دوماَ ما يخبرني أنني قبيحة، دوماَ ما يحبط عزيمتي، دوماً ما يسئ لي بالكلام، فهل أحب تعذيبه لي

أم حبي له يجعلني أغفر له كل خطاياه، ولكن اليوم كان مختلفاً، لقد تأخر عن موعد كتب كتابنا وزفافنا ساعتين كاملتين، وحاولت أن أقنع

نفسي بعذر واهي، بالتأكيد هناك حادث على الطريق هو ما عطله عن الوصول

ولكن أي حادث سيعطله والفرح ليس في قاعة كبرى، أنه في منزل العائلة الكبير، حيث نعيش جميعاً ولم يكن يحتاج للخروج من المنزل

وأنتهي الزفاف دون أن يبتسم في وجهي، دون أن ينظر لي، وبمجرد صعودنا لغرفتنا قالها صريحة، زواجنا حبر على ورق

ولن يقوم بإتمامه مهما كانت الظروف، إنه مجبر على أن يكون معي، والا سيقتله جدي توفيق، ولهذا فقد قرر قتلي لإنقاذ نفسه

عجباً لأبناء عائلة منصور، جميعهم قتلى، لقد قتل قلبي وقتل فرحتي في مهدها، يوم زفافي ويوم ميلادي الثامن عشر تحولوا لحزن داخل قلبي

وفكرت بغباء فتاة أنه من الممكن يشعر بالضغط، سيهدأ وسيعود لي، إنه لي وأنا له، انتظرته بفستاني ثلاث ساعات، ثلاث ساعات لم أتحرك من مكاني على الفراش

أنتظر عودته، ولكن بدلاً من ذلك وصلتني رسالة من رقم غريب كان بها صورة عقد زواج تم عقده اليوم في ذات الوقت الذي كان من المفترض أن يكتب كتابي عليه

كان عقد زواجه على امرأة أخرى، وصور أخرى له نائم على سرير، يبدو أنه سرير عريس، وأخيراً فيديو لهما سوياً، لقد جعلني في لحظة الزوجة الثانية، التي يجب أن

يكرهها الجميع، وها هي زوجته ترسل لي لتعلمني أنه أصبح لها، تركني بفستان زفافي ليعود لها لإتمام زواجه بها، لم يأتِ لي إلا بعد انتهاء فرحه الأول، لقد صنع جرحاً في قلبي

لا يمكن أن يمحوه الزمن، لم اشعر بذاتي إلا وأنا أبحث عن مقص ما، كان يجب أن أخرج الغضب الذي اشعر به، يحرقني ويقتلني من الداخل في شيء ما، قطعت فستاني الذي حلمت به منذ

الطفولة، خلعته عني قطع صغيرة، ذلك الفستان التي حسدتني عليه كل فتيات المجتمع الراقي اليوم، تصميم محدود قادم من ميلانو بطائرة خاصة، كسرت تاجي ذو السعر الباهظ، فردت شعري

ذو اللون البني ووضعته على جانب رأسي، أخرجت طاقم النوم الأسود وارتديته، اليوم أنا أول أرملة تحت العشرين في عائلة منصور

أرملة زوجها على قيد الحياة، ولكنه سيدفع الثمن، ولكن ببطء، إن أذيته الآن فلن يرتاح قلبي، سأتركه يشعر بأنه المنتصر، يسير على السجادة الحمراء بكبرياء

ثم، أسحب تلك السجادة من تحت قدميه، هو ومن يقف معه، ليقعوا على وجوههم ويحطموا رؤوسهم.

ك. منصور

1\6\2012

العنقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن