11 . ليلة ماطرة

6 2 1
                                    

ترددت لوقت طويل لاكتب هذه الصفحات ، لا اعرف ان كان يجب علي مشاركة ما حدث معي في تلك الليلة و ما تذكرته و انا جالسة في غرفتي القديمة ابكي بحرقة على ما حصل لي و لامي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ترددت لوقت طويل لاكتب هذه الصفحات ، لا اعرف ان كان يجب علي مشاركة ما حدث معي في تلك الليلة و ما تذكرته و انا جالسة في غرفتي القديمة ابكي بحرقة على ما حصل لي و لامي ... لكنني اجبر نفسي ، اظن انه يجدر بي كتابة ما تذكرته و مشاركته مع احد لانه ثقل صعب الحمل موضوع فوق صدري ... اكتب هذه الكلمات و انا اجهش بكاءا ، آسفة ان كانت صفحات مذكرتي قد تبللت ...
فهذا ما حدث معي ...
كانت تلك ليلة الاربعاء ، كنت فتاة ذات 12 عاما في مرحلة البلوغ ، جسدي بدأ يتغير و الانوثة طغت عليه ... كان المطر يهطل كالخيوط التي يصعب قطعها لكثرتها ، ساعتي اليدوية كانت تشير الى السادسة و النصف مساءا ، حاملة محفظتي على ضهري و مظلتي في يدي كنت احمي بها نفسي من المطر لكن الرياح لم تسمح لي بذلك فقد وصلت الى المنزل مبللة بالكامل ، دخلت كالعادة الى المنزل مسرعة نزعت حذائي المبلل و توجهت مباشرة الى المطبخ لاسلم على أمي ، وجدتها تطبخ وجبة العشاء ، و تعد كوب قهوة لنفسها ، كانت تضع ثلاث مكعبات من السكر بداخله كعادتها ، قبلتها على وجنتها الدافئة و قلت حينها :
- امي ها انت تكثرين السكر مجددا !
- اسرعي و غيري ملابسك قبل ان تصابي بنزلة برد يا ليلى !
- حسنا ، العم خالد بالخارج ؟
- نعم قد خرج بالفعل .
- امي الم تتكلمي معه عن موضوع الطلاق بعد ؟ ( قلتها عابسة ) .
أجابتني امي التي كانت ابتسامتها قد انطفئت ما ان ذكرت اسمه :
- لن افعل ، تعرفين العواقب ؛ افضل ضربه لي على رؤيته يلمسك ...
- و الشرطة ؟ ما دورها ؟
- ليلى اذهبي الآن لتغيير ملابسك ! هيا !
كان الأمر كأنها مهددة من طرفه ، أظن انه كان يهددها بي .
توجهت الى غرفتي لاغير ملابسي ، و كما كانت تجري العادة دخلت ثم اقفلت الباب خلفي ، اشعلت المصباح حينها لابحث بداخل خزانتي عما سارتديه لكنني ادركت بعدما نظرت الى المرآة ان فراشي لم يكن كما تركته في الصباح ، كان يبدو وكأن هناك شخص يستلقي عليه مختبأ تحت اللحاف ، اقتربت لازيل اللحاف لكن يدا خرجت من تحته لتطفأ الضوء و يعم الظلام في الغرفة ، ما ان حاولت ان اصرخ حتى وُضعت تلك اليد على فمي ، اتضح انه خالد بعد ان نهض من الفراش و وقف خلفي مغلقا فمي باحكام ، قال هامسا في اذني :
- تحركي الآن و ان حاولت المقاومة ساقوم بقتلك .
اومأت براسي موافقة بعد ما بدأت دموعي تتساقط كالامطار ، توجه بي نحو الباب ليوصدها بالمفتاح ثم ازال يده من على فمي و داخل تلك الغرفة المظلمة قال :
- تحركي الآن و استلقي على السرير .
كنت انظر اليه مصدومة بعد طلبه ذلك ، لان نظراته لي في تلك اللحظة كانت توحي الى ميولاته الخبيثة ... صرخت حينها منادية امي و دون ان اشعر تلقيت صفعة على خدي منه حتى وجدت نفسي ملقاة على الأرض ، جرني من شعري و اخذني الى احدى زوايا الغرفة ثم انحنى على ركبتيه قائلا : - حتى الأرض ستفي بالغرض لست بحاجة للاستلقاء على الفراش ...
ادركت حينها انني لن استطيع الهرب من هذا الوحش ذو البنية الضخمة ؛ الذي كان قد بدأ ينهش لحمي و يقطع ملابسي ، بكيت و استنجدت و توسلت اليه لكنه لم يكترث حتى انهى ما كان يريد فعله ... و طوال تلك المدة التي مرت وكأنها سنوات طويلة في الجحيم كنت اسمع صراخ امي و بكائها و هي ترجو و تطلب منه ان يدعني و يفعل بها ما يشاء ، كانت تطرق الباب و تدفعه ، لكنه كان يتجاهل كل كلمة قالتها ... لا اعلم لما كانت تخشاه لتلك الدرجة ...
عندما انهى ، توجه الى الباب و فتحه ثم استدار الي لينطق بابشع جملة : - حان دور امك ، لكنني اغتصبتها منذ مدة طويلة ؛ يجب علي قتلها الآن ...
بقيت في تلك الزاوية اتألم من الكدمات و الجروح التي كانت تملأ جسدي ، لكن ذلك الألم لم يكن اسوء من الألم الذي كان يملأ داخلي ، دخلت امي جارية نحوي و غطت جسدي باللحاف الذي كان موضوعا فوق الفراش و ساعدتي على الجلوس في تلك الزاوية واضعة ظهري العاري على الحائط ... لم اكن اشعر حينها باي شيء من شدة الصدمة ، كنت فقط انظر في الفراغ وسط ذلك الظلام الموحش الذي كسره القليل من الضوء الذي كان يدخل من الباب المفتوح ...
ارادت امي مساعدتي على الوقوف لنهرب لانها ظنت ان خالد كان قد خرج من المنزل لكنها لم تكن مدركة انه قد توجه الى المطبخ ليحضر سكينا كبيرا الا عندما رأينا ظله الذي غطى ذلك الضوء الداخل من الباب ، رفعت امي رأسها باكية ثم استدارت نحوي هامسة : - لا تخافي يا ابنتي لقد اتصلت بام سامر و ستأتي رفقة الشرطة بعد قليل ، حان الوقت لاذهب ، لا تنسي انني احبك كثيرا ...
فهمت حينها انها ارادت حمايتي و فضلتني على نفسها ، بقيت متسمرة في مكاني و الدموع نتهمر على وجنتاي دون توقف انظر بداخل ذلك الظلام ، ارى خالد الذي كان قد جر امي من شعرها نحو زاوية اخرى من الغرفة ، كانت تتوسل اليه قائلة " لا تفعل ذلك يا خالد ارجوك لا تفعل "، لكن هذه الكلمات لم تكن تحرك شيئا بداخله ابدا ، و كلما توسلت اكثر كان يهددها اكثر و كلما سمعت ذلك التهديد تزيد صدمتي اكثر ؛ لكن ما افقدني عقلي هو مشاهدته يقوم بابشع ما يمكن للانسان فعله في حياته ...
كان يذبح امي امام عيناي و لم اكن قادرة على الصراخ حتى ؛ لا اعلم ما كان يجري بداخلي حينها ، لم استطع ان اتكلم ولا ان اتحرك ، كان يذبحها بكل برود و و على الرغم من موتها الا انه استمر في طعنها دون توقف ، و الدماء تتناثر في الغرفة و تخرج من ذلك الجسد الذي حملني لتسعة اشهر ، ذلك الجسد الذي احتضنني و حماني و تألم لاجلي ... و لم اكن حينها استطيع فعل اي شيء لاجله ...
آخر ما اتذكره عن تلك الليلة هو دخول الشرطة التي قيدت يدا ذلك الوحش و دخول سامر راكضا نحوي ، كانت تلك آخر صورة ضبابية اعيشها قبل اختفائي ، كنت حينها قد نطقت بآخر كلمة قبل ان افقد الوعي ، كانت تلك الكلمة هي : ظلام !

ظلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن