12 . الزنزانة رقم 12

6 2 0
                                    

بعد ما حدث في تلك الغرفة الرثة المغبرة ، كنت قد فقدت الوعي من شدة الآلام التي كادت تفجر رأسي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعد ما حدث في تلك الغرفة الرثة المغبرة ، كنت قد فقدت الوعي من شدة الآلام التي كادت تفجر رأسي ...

فتحت عيناي في اليوم الموالي ، كانت الرؤية ضبابية في البداية ، كان مجرد خيال يقف امامي ، و كان اسمي يتردد من فمه و انا اسمعه و كأنني داخل بئر .. كلما مرت الدقائق كلما وضحت الصورة اكثر و اكثر ، كان هو الذي يقف و هالاته اشتدت سوادا من قلة النوم ، وجهه شاحب و كأن الخوف احتل قلبه ، يلمس وجهي بيديه ليطمئن على صحتي ... كان ذلك سامر ، عائلتي الوحيدة التي بقيت منذ طفولتي البائسة ..
فتحت عيناي هذه المرة لكنني كنت مختلفة ، كنت ليلى و لست شخصا آخرا ؛ ليلى التي عاشت صدمتها مجددا حتى و ان كانت مجرد ذكرى سوداء عبرت ذاكرتها امس ، لكنها عاشتها بنفس الألم و الصدمة ، لكن هذه المرة استطاعت ان تبكي و تصرخ و تدمر الجدران التي أحاطت عقلها منذ سنوات مضت ... كنت قادرة على استيعاب ما حصل و على تقبل الحقيقة المحطمة ، حتى و ان كانت قاسية لكنني استطعت التحمل لانه كان الى جانبي ، كان سامر الى جانبي عندما كنت اتمزق من آلام رأسي ، كان موجودا ليمسح دموعي و ليربت على ظهري ، طالبا مني الصراخ ، لاخرج كل الآثار التي تركتها تلك الحادثة بداخلي و لاحذف كل تلك الهويات التي كانت عائقا لذكرياتي التي حبست لمدة 12 عاما داخل الزنزانة رقم 12 ...
زنزانة ذكرياتي ، افكاري ، و احلامي التي لم احققها بسبب ليلة سوداء تعاش داخل جحيم العنف الاسري ، الاغتصاب ،التهديد و القتل...

لم يكن عقلي هو السجن الوحيد الذي اشتغل طوال تلك السنوات ، فسجن واقعي و هو السجن المدني للمدينة التي كنت اعالج فيها و التي عشت فيها طفولتي ايضا ، كان يخبئ في جحره ذلك الوحش ذو المخالب التي دمرت حياتي ... و يا لسخافة القدر ، انه كان يقطن داخل الزنزانة رقم 12 ...
يمكنني ان اقول ان تلك الزنزانة كانت تعانق كابوسي بين يديها ، و كم كنت اتمنى ان يتعفن بداخلها و يتعذب عذابا لم يتذوق مثله احد في هذه الدنيا ، كم وددت مشاهدته يعدم امامي طعنا بسكين حاف يمزق جسده النجس ... لكن القانون الظالم كان له رأي آخر بمنحه عقوبة هي الابسط لمجرم مثله ، حكم عليه ب 12 عاما من السجن بحجة انه كان سكرانا ...
قالت ام سامر انها قد حضرت حينها لمحاكمته و شعرت بالغثيان حينما رأته يبكي و يمثل الندم ... و فهمت بعد تذكري كل ما حصل ان امي كانت تحب مختلا عقليا تلاعب بها كما كان يريد و استغلها كما استغل والدي و تخلص منه بعد ما اخذ منه ما كان يريد ... كان سيفعل نفس الشيء لو لم تحضر الشرطة في الوقت المناسب ! ربما ما كنت لاكتب كل هذه الاسطر ، ربما كنت لاكون جثة ممزقتة بالسكين مدفونة تحت التراب و لم يبقى منها سوى العضام التي وصل اليها الدود لاكلها ... لكنني نجوت و هذا كاف لاستمر في العيش حتى و ان اضطررت لتخطي كل تلك الندوب التي تملئ روحي ، و حتى جسدي ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن