جدران خرساء

انتظار

الحب ذلك الزائر الغريب الذي يطرق أبواب قلوبنا ويدخلها بلا استئذان يشغل كل مقاعد العقل والإدراك ويجعلنا نتعود عليه ولا نقوى على فراقه ،ربما الآن شعرت به او التمست البعض منه لا اعلم لما لا أستطيع التوقف عن الابتسام لا أستطيع القول بأني سعيده كلياً لكن أشعر بأني مرتاحة قليلاً بوجود شخص بجانبي صحيح ان كل شئ حدث بسرعه ولكن الحب لا يحتاج لمواعيد لظهوره
كنت بشوق ولهفه لمجئ مستر ديفيد ليأخذني في الموعد الذي وعدني به هيأت نفسي وأخرجت اجمل ثيابي واجتهدت في عمل تسريحه شعري أردت ان اظهر بمظهر ناضج ان يشعر بي بأني امرأه ربما العُمر هو الفجوه الوحيده التي تتداخل بعلاقتنا اما الأشياء الاخرى فأنا لا أُعير لها اي اهميه انتظرت وانتظرت حتى ان عقارب الساعة قد ملت من مراقبتي لها سافرت في مخيلتي الى مُدن وأماكن بعيده اتخيل فيها موعدي المجهول و بعد ضيق صبري قررت ان اتصل به لكنه لم يرد أرسلت له رساله ولم يرد بقيت حائره ماذا هل نسى الموعد ؟
خيبه أمل فظيعه اجتاحتني أردت الصراخ أردت البكاء وكنت اتسآل لماذا وعدني؟اكره الانتظار اكره الوعود الزائفه
مر الوقت ودخل منتصف الليل ليحي أوجاعي لم استطع ان أُبدل ملابسي او امسح احمر الشفاه بلون التوت من شفتي وبعد ان سكنني اليأس قررت ان احتفل بمفردي فأخرجت زجاجه نبيذ وبدأت بالشرب تاره اغني وتاره ابكي عِشت لحظات جنونية
الساعه الان هي الثانية صباحاً أردت ان أرقص في ارجاء المكان كعادتي حافيه وإنا أدور وأدور اسمع صوتاً : هل لي بهذه الرقصه؟
فتحت عيناي وإذا بي اشاهد مستر ديفيد واقف امامي لم اعلم كيف اتصرف السكوت كان رفيقي وبما اني اعلم جيداً باني ثمله لذا أخذت حذري بان لا ارتكب شئ متهور
نورا: أهلاً هل انت بخير؟
ديفيد: ولم لا أكون بخير وانا اشاهد اميرتي الجميلة. ترقص امامي
نورا: ليس هذا قصدي يبدو ان الذاكره قد عادت لك بعد ان فقدتها مؤقتاً
ديفيد:ههههه عن اي شئ تتحدثين يبدو ان هناك سوء تفاهم لما اراك منزعجة ؟
نورا: ماذا ؟ ما بكِ الم تعدني البارحه بأننا سنخرج اليوم وبقيت انتظرك اكثر من 6 ساعات ولم ترد على مكالماتي والآن تتصرف كأن شئ لم يكن
ديفيد: حقاً لكني لم اقل بأننا سنخرج الى اي مكان او بالأحرى لم اؤكد لكِ ذلك تعلمين انني معظم الوقت في العمل والمخازن تحتاج معظم وقتي وعدتك بموعد وانا آسف لم اقصد ان أخيب ظنك واوعدكِ ان اعوضك في الأيام الاتيه اما الان لما لا ترسمين ابتسامه لطيفه وتنسي ما حصل هلا رقصتي معي.
بعد سماع رده فعله عُدت لرشدي وتبين انه فعلا لم يَكُن متاكد ان كان سيستطيع ان يخرج معي او لا لذا قررت ان أنسى ما عانيته قبل قليل مددت يدي له ورقصنا احسست بأني فعلاً أميره تراقص ملكاً حملتني الأنغام في سماء ورديه كنت انظر لعيناه الزرقاء وأذوب عشقاً انا الان في عالم لا أريد الخروج منه وقفت الموسيقى ولم نتوقف عن الرقص وانا أدور وارجع بين ذراعيه كان يحملني كزهره تلتمس الحياه تتمنى شرفه ماء كنت ارغب ان يسقيني حد الذبول بدون وعي وانا انظر لوجهه قلت له : احبك
نظر لي نظره تعجب ولم يقول شيئاً يبدو انه لا يجيد التعبير بالكلمات افعاله هي التي تُعبّر عن طريقه تفكيره
جرني وطوقني بذراعيه وقبلني وقبلني حتى احسست انني لا أقوى على التنفس ابتعدت عنه وهو جلس اخرج السيجارة من جيبه وأشعلها بعود الثقاب وظل ينظر لي كأني لوحه ثمينه يدقق بتفاصيلها
ديفيد: لما تركتيني ؟
نورا: ليس هنالك من سبب معين (كنت اكذب ربما انا انزعجت لانه لم يخبرني بانه يبادلني نفس الشعور )
ديفيد: ربما وبعد كل شئ ما زلتي طفله
نورا(بغضب ): انا لستُ طفله لا أحب ان تكلمني بهذه ألطريقه لما أقمت علاقه معي من الأساس ؟ لم تعاملني بلطف دائماً كف عن هذا أرجوك
ديفيد: أسف لم اقصد ان اقلل من شأنك انت انسانه رائعه نورا وأتمنى لك الأفضل أريدك ان تفهميني وان لا تستعجلي بأستنتاج الأمور انا لا أحب أن أعيش تفآصيل مكررة وأحدآث تقليدية إن أنآ أحببتك س أجعلك تسآمرين النجوم وتقبلين القمر ، و أن أنآ تركتك فسأترك لك رآئحة قلبي ولذيذ عشقي.
كلماته اثرت بي رغم الغموض الذي يحيطها ولا أعلم لما انا افقد صوابي بجانبه
ديفيد: هل تريدين مني البقاء ام الذهاب ؟ سأفعل ما يحلو لكِ
نورا: أبقى أرجوك لقد اشتقت لك
جثى على ركبته وأمسك بقدمي وضعت يدي على راْسه ماذا تفعل قُم أرجوك
ديفيد:قوليها مره ثانيه قولي احبك
نورا: احبك
لم اخجل لم أتردد لم أكون بوعيي أصلاً وجدت نفسي على الارض معه أشاركه جسدي مع عقلي و روحي انفاسه تدفئ مسامعي وهو يهمس في أذني كلمات غزل اسمعها اول مره
أشرقت الشمس وما زلنا ممدين على الارض وانا أضع رأسي على صدره لم أرد ان أغادر ولكن لكل شئ سعيد نهايه سريعه
ديفيد: يجب ان اذهب سيفتح المطعم بعد قليل يمكنك النوم بعض الوقت لا تشغلي بالك بالعمل .
صحيح نسيت ان علاقتنا يجب ان تكون سريه رجعت للنوم وانا أتمنى ان لا اصحو على واقع يؤلمني.