المرهق حقاً انني لا أجد وسيله مناسبة لأعبر بها عن هذا الحزن عن كل هذا الحزن الذي يسكن بي!
أشعر به يزداد ..اشعر به يحبو ..يخطو..يتحدث للمره الأولى يَصْرُخ للمره الاولى ويبكي للمره الاولى ويُكون آرائه الخاصة للمره الاولى ويطالبني بها
أشعر انه يتكتل بداخلي يكبر ويركض ويقطع مساحات الشعور
وكأنه بشر خُلق في صدري والآن هو يكبر
ولا يُعقل ان يكفيه صدري هو يزاحمني يشتتني يمد يداه بدل يداي..!!
تقمصني يستحوذني وان حاولت انكاره يوجعني ويُقسم علي ان لا أعاود الكره بهجرانه .
لم أكن مقتنعه بأن أخوض علاقه مع دكتور فرانك فلقد اكتفيت طويت صفحه العلاقات من حياتي ولا زلتُ اتسآل لما لم امنع نفسي من اقامه علاقه معه اأصبحُت بهذا الرخص؟
لا أعلم حقاً كنت في حاله تناقض بين أرغبه وامقته
بين أحبه واكرهه ..بين عقلي وقلبي حرب تشتعل فقط حين اذكر ما حصل بيننا !؟
ما زال هارو عالق بذاكرتي لن أستطيع نسيانه وهو يحتضر بين ذراعي و بعد ما حصل قررت البدء من جديد بعيد عن جنس آدم
بدأت بتجنب دكتور فرانك قدر الإمكان لكن هذا ليس هو الحل
نورا: اخبريني انجي ما العمل ؟ كيف سأواجهه
انجي: المسأله بسيطه قولي له أنتِ غير مستعده لإقامة علاقه معه لماذا اقْمتي علاقه معه من الأساس
نورا: لا أعلم مشاعري كانت غير مستقره تعلمين انني ضعيفه عندما يتعلق الامر بالعاطفة وهذه الأمور
انجي: حسناً اذا الحل هو ان تواجهيه سأدعو لكِ
نورا: ههههه اتستهزئين بي انه شخص جيد حقاً لكن اريد التركيز فقط على الدراسه والعمل
انجي: وقرارك هو عين الصواب سأذهب الان انتظر منك مكالمة بالمستجدات
نعم الحل هو مواجهته لذا بعد رجوعي من المدرسه توجهت إليه
نورا: دكتور فرانك هل أنتَ مشغول؟
د.فرانك:نورا لا اصدق عيناي ظننتكِ اختفيت
نورا: او نعم لقد جئتك بخصوص هذا الامر
د.فرانك: اتعنين الاختفاء لا يمكنني ان أساعدك بهذا لا املك قوه خارقه
نورا: انا لستُ أمزح دكتور فرانك
د. فرانك : ناديني بأسمي فرانك فقط
نورا:دكتور فرانك انا أسفه لا يمكنني خوض اي علاقه معك لستُ مستعده لذلك
د.فرانك: كنت أعلم انك ستقولين لي هذا الكلام فقد اخبرتيني بذلك سابقاً لن أيأس سوف انتظرك حتى لو استغرق العمر كله
نورا: لا اعلم ماذا يجب ان أقول امام هذا الكلام لكن في الوقت الحاضر سوف اركز بغير أمور احببت ان اخبرك بمشاعري فقط
د. فرانك: لا عليك لن أزعجك أتمنى ان نبقى أصدقاء لا تختفي
نورا: ههههه حسناً لن اختفي
ارتحت لمصارحتي لدكتور فرانك فأنا لا اعلم ما تخبُه الأيام
رجعت لغرفتي فأتصلت بي انجي
نورا: أهلاً انجي لقد أخبرته
انجي: هذا جيد المهم هيا هيأي نفسكِ سوف آتي لاصحابكِ
نورا:الى أين؟
انجي: انها مفاجأه شعرت انكِ بحاجة الى ان تغيري مزاجكِ
نورا: حسناً سوف انتظركِ
خرجت بقرب كراج المشفى لأنتظر انجي ثم نزلت من السياره التي كان يقودها ستيف
انجي: لقد احببت ان نعيد الأيام الخوالي اذا لم تمانعي
نورا: لا بأس بذلك
كان أليخاندرو ولوليتا بالسيارة تذكرت اول مره اجتمعت بهذه الشله كان اول يوم لي بالعمل في المطعم يا لها من ايام رغم انها لم يمر زمن طويل على مرورها صعدت السياره وألقيت التحيه أستدار أليخاندرو : كيف حالكِ نورا لقد مر زمن منذ ان التقينا
نورا: نعم سعيده بلقائك
أليخاندرو : لقد تغيرتِ اعني تبدين اكثر نضجاً
نورا: الناس تنضج وتكبر وتتعلم
أليخاندرو : نعم هذا صحيح على العموم سعيد برؤيتك
وصلنا لنادي ليلي هذه المره لم يعزف ستيف وفرقته اول ما دخلت خطر ببالي هارو شعرت ببعض الضيق في صدري
انجي: هل أنتِ بخير ؟
نورا :نعم انا بخير لا تقلقي
انجي: حسناً لنقضي بعض الوقت الممتع سأذهب مع لوليتا لجلب بعض الشراب
نورا: نعم سأنتظركِ هنا
ستيف: إذن كيف العمل في المستشفى
نورا: مُتعب لكن انا سعيده به
ستيف: جيد والاهم من ذلك انك عدت للدراسه لو كان هارو هنا لفرح كثيراً لاجلكِ
نورا :نعم انا افعل ذلك لاجله
ستيف: يسعدني ذلك أنتِ تستحقين كل السعاده
جآت انجي ولوليتا شربنا وضحكنا ورقصنا ومر الوقت بسرعه شعرت ببعض التعب فذهبت للجلوس على الطاوله ثم جلس أليخاندرو بجانبي ابتعدت قليلاً
أليخاندرو :لا تخافي لن اسرق منكِ قبله كما في السابق
نورا: لا ليس الامر كمًّا تتصور
أليخاندرو : حقاً تبدين خائفة او ربما انكِ تكرهيني
نورا: لا تحاول ان تتجاوز الحدود أليخاندرو احاول معاملتك بصوره جيده فقط لأنك صديق انجي
أليخاندرو : لماذا تتصرفين هكذا تجاهي آه يبدو انكِ ترغبين بالرجال الكبار في السن
نورا: اخرس
أليخاندرو :لما اخرس هل لأَنِّي أقول الحقيقه تتصرفين بتعالي وغرور وانتِ ...
( قبل ان يُكمل كلامه صفعته بقوه على وجهه لقد اثار غضبي حقاً
نورا: أنتَ ثمل سأتصرف كان هذه المحادثة لم تحدث
ركضت انجي وستيف باتجاهي
انجي: ما الذي حصل ؟
نورا: لا شئ يُذكر يبدو ان أليخاندرو قد شرب كثيراً وبدأ بالهلوسه
أليخاندرو :هي أنتِ اسكتي
انجي: لقد تجاوزت الحدود أليخاندرو كفى
أليخاندرو : لم افعل شئ لها هي من ابتدع هذا الشجار يبدو انها أصبحت مجنونه بعد ان قتل حبيبها العجوز هارو
ستيف: اسكت أليخاندرو لا داعي لهذا الكلام
نورا: سأرحل الآن
انجي: انتظري سأوصلكِ
نورا : لا لا بأس سأذهب أرجوكم لا أريد لأحد ان يلحق بي
شعرت وكأني ضُربت من قبل صاعقة مدت جسدي بشحنه واسعه من الحزن والاسى امشي ولا أحقق اي خطوه امامي اصبح الطريق طويلاً للخروج لم استطع البكاء لم استطع الصراخ احترقت كل المشاعر بداخلي ربما فعلاً أصابني الجنون بعد كل شئ أليخاندرو لم يكن على خطأ انا المخطئة بكل شئ
استأجرت سياره اجره و لدى عودتي صادفت دكتور فرانك لكنه لم يعير لي اي اهتمام قلتُ في نفسي : ما هذا بحق الجحيم لقد تجاهلني ما الذي يحصل لي هل سأبقى ابعد الناس عني بسبب نرجسيتي المُفرطه
شعرت بوحده فظيعه اشتقت لهارو تذكرت كيف كنّا نستأجر الأفلام ونجلس لمشاهدتها
من المؤلم ان تشعر بأنك سبب في ابتعاد شخص قريب منك ولا يبقى أمامك سوى الاستسلام للامر الواقع الخساره نعم لقد تعودت على الخساره خسرت الكثير وما زلت اخسر وانا لم ابلغ العشرين من عمري بعد
سأحاول ملئ مسافات روحي بشئ أستحقهُ لن استسلم لليأس والاحباط اعترف ان كلمات أليخاندرو كانت قاسيه بعض الشئ لكنه قال الحقيقه لا اكثر ربما تصرفت بتعجرف معه
في اليوم التالي استأنفت روتين حياتي المعتاد لم اتصل بأنجي شعرت باني احتاج لبعض الفسحة ذهبت الى المدرسه وعلى غير العاده شعرت بالدوار فتوجهت لغرفه الممرضه لأرتاح قليلاً لدى عودتي الى المشفى وأثناء دخولي سقطت أرضاً احسست ان هناك غشاوه بعيوني فقدت التوازن وسقطت أرضاً نقلوني الى احدى الغرف جاء دكتور فرانك
نورا: كيف اتيت الى هنا
فرانك: لقد أغمي عَلَيْكِ في احدى الممرات
نورا:صحيح لقد تذكرت هذه ثاني مره
د. فرانك: لماذا لم تخبريني يبدو انك مصابه بالأنيميا سأستدعي الممرضه لأخذ بعض التحاليل
نورا: لا داعي لذلك اشعر ببعض التعب فقط
د. فرانك: يجب علي التأكد لا تقلقي ستأخذ منكِ بعض الدم وسنرى النتائج بعد ساعه
نورا: حسناً
مرت ساعه كنت نائمه في غرفتي جاء دكتور فرانك وكانت تعلو وجهه نظره غريبه لا أستطيع وصفها يبدو انه كان مصدوم احسست بالخوف
نورا: ماذا هل هناك خطب ؟
د.فرانك: نعم
نورا: إذن اخبرني لا تدعني اقلق هكذا
د. فرانك: لقد ظهرت نتائج تحاليل الدم لديكِ فعلا ً أنيميا لكن يبدو ان هناك امر اخر
نورا: ماذا هل انا مصابه بمرض خطير ارجوك اخبرني
د.فرانك: لا نورا أنتِ حامل
نورا: ماذا انت تمزح أليس كذلك؟
د. فرانك: للأسف لا يبدو انكِ في الأسابيع الاولى لا أعلم ماذا أقول
نورا: لا لا مستحيل لا يمكن ان يحدث ذلك
د. فرانك: ألديك اي فكره عن الوالد
نورا: تباً ما الذي تتحدث عنه لم أقيم اي علاقه الا معك قبل شهر تقريباً انت تعلم ذلك
د.فرانك: إذن سأحاول تحمل المسؤوليه
نورا: لا اعلم ماذا أقول ربما انا في كابوس نعم لست مستعده لذلك يجب ان أتخلص منه بسرعه
د. فرانك: لا تفكري بهذه الأمور ارتاحي الان وسوف نجد الحل المناسب
نورا: لا اريد ان ارتاح يجب ان أتخلص منه لم انهي دراستي بعد تباً انا اعمل اذا كبرت بطني كيف سأعيش انا وحيده لا يوجد احد بجانبي (بدأتُ بالبكاء ) لا اعلم لما هذا يحصل لي
د. فرانك: اذا كنتِ لا ترغبين بهذا الطفل فأنا سأخذه
نورا: ما الذي تتحدث عنه الموضوع ليس بهذه السهوله ؟
د.فرانك: زوجتي لا تستطيع الإنجاب لذا سوف اخذه منكِ وسأتحمل كل مصاريفكِ حتى يحين موعد الولاده
نورا: مهلاً مهلاً الأخبار المُصدمه تتوالى على مسامعي اليوم اي زوجه التي تتحدث عنها
د.فرانك: يبدو اني لم أكن صريحاً كفايه معكِ
نورا: هل اعترفت لي بمشاعرك وانت تملك زوجه وفوق كل هذا ترغب بأخذ طفلي واعطائها لها ماذا دهاك يا رجل هل انت معتوه اخبرني
د.فرانك: سأذهب لادعكِ ترتاحين الان فكري بكلامي انا أعلم بكل ظروفكِ لست أهلاً لتربيه طفل وحدك ولن اقبل ان تسقطيه فهو طفلي سأبقيكِ تحت مراقبتي وكل شئ سيسير بنحو جيد
نورا: أيها السافل الحقير تحاول استغلالي
د.فرانك: إيتها الممرضه نورا تحتاج لأبرّه مهدئة دعيها ترتاح قليلاً
نورا: انتظروا لا اريد ذلك
(بعد ان ضربتني الممرضه الابره غرقت في سبات عميق لم اشعر بشئ وبعد مرور ساعات طويله لا اعلم عددها بالتحديد لم احصيها فتحت عيني ببطء وجدت نفسي في الغرفه لكن لا أستطيع التحرك استيقظت متفاجئة لأجد قدمي مربوطه بالسرير ما هذا ايحاول ان يسجني ذلك التافه سأدفعه الثمن بدأت بالصراخ : أخرجوني من هنا
دخلت احدى الممرضات: هوني عَلَيْكِ انسه نورا لا احد يرغب بأذيتكِ هنا هذه أوامر الدكتور فهو خائف ان تؤذي نفسكِ خصوصاً وانتِ في بدايه الحمل
نورا: فكي قيدي بسرعه
الممرضه: لكن لا أستطيع
نورا: لا تستطيعين وإلا سأستمر بالصراخ الى آخر نفس بي افهمتي
الممرضه: حسناً لكن اوعديني ان تهدائي
نورا: اعدكِ
فكت الممرضه وثاقي جلست على السرير احاول استيعاب ما يحصل ؟!
هل انا حقاً حامل هل يوجد في أحشائي طفل الان؟ لطالما كنت حذره بخصوص هذا الامر كيف حصل هذا ؟ كيف سأتصرف هل اثق بدكتور فرانك لا أعلم فهو الأب بكل الأحوال يجب ان يتحمل المسؤوليه تساؤلات كثيره اجتاحتني ونظراً لان لا حول لي ولا قوه سأضطر لقبول شروط دكتور ديفيد سأستمر بالحمل وسأعطيه الطفل وانا سأعيش حياتي بعد ذلك
نورا: إيتها الممرضه هل يمكنكِ استدعاء دكتور فرانك
الممرضه: نعم سأذهب حالاً
بعد تكدس الاحزان في باطن قلبي لم أعد ارى او افهم شئ اصبح كل شئ مُبهم واقعي ذكرياتي كل شئ ولا اعلم حقاً ان كانت هذه الغشاوة سوف تُزال او لا؟
أنت تقرأ
جدران خرساء
Romanzi rosa / ChickLitتائهة على ارصفه اللامكان ألهث خلف شروق قد لا يأتي تلاشى كسراب عبر سراديب مخيلتي ...