كان يركض في الممرات الخاصة بالمدرسة تجاه صديقه الذي
كان يسبقه ليناديه قائلاً : تاي ! ما بك تسرع يا هذا لقد جفَّ حلقي و أنا أقول لك إنتظرني .. ليرد تاي قائلا بمزاحه المعتاد : ماذا أفعل لك جيمين إن كانت خطواتك قصيرة ليقلد جيمين ما قاله تاي بتذمر : ماذا أفعل لك جيمين إن كانت خطواتك قصيرة ! ليكمل بغيض : متعجرف .. ليضحك تاي على تذمر الآخر الذي يجيده لطيفا فهو لا يكف عن إغاضة جيمين بكلامه ..أكملوا طريقهم إلى منازلهم و محارشاتهم لبعض لا تنتهي ، ليقول جيمين : الامتحانات الأخيرة على الأبواب تايهيونغشي ، من سينجح في اجتيازها سيحصل على منحة ليكمل دراسته بالجامعة ، أنا حقا علي أن أدرس جيداً و إلا سوف أسمع من أبي كلاما لن يعجبني .. ليوافقه تاي مكملا : و انا أيضاً أفكر بهذا الأمر علي أن أخد تلك المنحة مهما كلف الأمر و بالطبع أن أجتاز الإمتحان بشكل جيد .. ليقول جيمين مستغربا : حقا ! أتحتاج أيضاً لتلك المنحة ؟ يعني ما أعرفه عن السيد كيم فهو رجل غني ، ألن يدفع مصاريف دراستك بالجامعة ؟ ليرد تاي بسخط : و أنت أيضاً أباك غني جيمين هل أنت محتاج لتلك المنحة مثلا ؟ ليصمت تاي قليلا ليكمل متنهدا : الأمر ليس هكذا جيمين ، السيد كيم لم يجعلني أحتاج لشيء طوال عمري ، لقد كان يوفر الشيء قبل أن أطلبه حتى ، أنا ممتن له كثيراً ، لقد رباني بشكل جيد و أنا أقدر هذا كثيراً ، و لهذا السبب أريد أن أجعله فخورا بي و لو بشكل بسيط ، أريد أن أنجح في ذلك الإمتحان من أجله و أجلي أيضاً لهذا .. ليقول جيمين بابتسامة دافئة و هو يربث على ظهر الآخر : و أنا أيضاً فخور بك تايهونغ-شي ، سوف نجتاز ذلك الامتحان نحن الاثنان أنا متأكد ، و سوف تجعل السيد كيم فخورا بك ..
ودع تاي جيمين ثم أكمل طريقه متوجها لمنزله ، طرق الباب لتفتح الخادمة له الباب ، ألقى عليها السلام ثم دخل إلى غرفة المعيشة ليجد شخصاً يقف و هو يعطيه ظهره و قد كان ينظر إلى صور العائلة التي كانت تزين الحائط ، إستغرب تاي من هو هذا الضيف فهو يقطن بهذا المنزل فقط هو و السيد و السيدة كيم .. تردد قليلا ليقول : عفواً .. ليلتفت ذلك الشخص لتتبدل ملامح تاي من ملامح الاستغراب إلى ملامح الدهشة ليقول : هيونغ ! جين هيونغ ! ليرد الآخر : أجل جين هيونغ ، ماذا بك تنظر إلي هكذا و كأنك رأيت وحشاً أيها الشقي .. سكت لثواني ليكمل : لقد ظننت أنك ستركض لتعانقني فور رؤيتي ، ألم تشتاق للهيونغ خاصتك تايهيونغشي ! و ما إن أكمل جين كلماته حتى رمى تاي نفسه بين أحضانه ليبادله جين بابتسامة دافئة .. ليقول تاي و هو يدفن وجهه في عنق الآخر : لقد إشتقت لك كثيراً هيونغ كثيراً .. ربث جين على رأس الآخر ليبعده عنه ناظرا في عينيه : أعلم و لذلك أتيت إلى هنا .. إبتعد تاي عن جين ليقول بدرامية : و كأنني لا أستطيع التنفس بغيابك ، أنت متكبر هيونغ .. ليرد جين مستنكرا : يا لك من كاذب تايهيونغ و كأنك لا تطلب مني أن آتي كلما تكلمت معك على الهاتف و تتوسل .. ثم أشاح بنظره لهاتفه ليكمل بدرامية هو الآخر : لكن لا يهم على كل أنا سوف أذهب بعد يومين بالأكثر و عندها ستبقى لوحدك وقتها إياك أن تتصل بي أو تكلمني بأن أعود لأنني لن أفعل .. تبدلت ملامح الآخر ليقول : هيونغ أنت حقا شيء ما ، لقد كنت أمزح معك فقط .. و عندما لم يأتيه أي جواب من جين الذي لا زال يتفقد هاتفه ، قرفص تاي أمام جين ليكمل بصوت هادئ : هيونغ ! أنت لن تذهب أليس كذلك ؟ لقد كنت أمزح فقط ، أنا حقا إشتقت لك .. و لا زال جين لا يبدي أي ردة فعل لذلك الذي يناظره بعيون الجراء .. عم الصمت قليلاً ليقول تاي بصوت خافت و عيونه تنذر بأنها ستمطر الآن : هيونغ ، أنا أسف .. رفع جين عيونه بسرعة إلى الجالس أمامه عندما سمع صوته المرتجف ليرمي هاتفه بجانبه و يحتضن الآخر قائلا بأسف : و اللعنة علي ، أنا أسف صغيري لقد كنت أمزح معك فقط لم أقصد أن أبكيك تبا لي فقط .. أبعده قليلا ليرى ذلك الوجه الصغير الملطخ بالدموع ليمسحها و الذنب يأكله : أنا حقا شخص متخلف لست متكبرا فقط ، كيف لي أن أبكي هاته العيون الجميلة و أسمح لهذه الدموع بالتساقط ؟ لتسامح هذا الهيونغ الغبي تايهيونغشي .. إقترب تايهيونغ مجددا ليعانق جين متشبتا به ليقول بهدوء و هو ما زال يمسح دموعه : لا توجد مشكلة هيونغ فقط عدني بأنك لن تذهب .. ليطبطب جين على ظهره رادفا : أعدك تايهيونغ لن أذهب ، فقط توقف عن البكاء إن جاءت أمي الآن أو أبي سوف أموت بالتأكيد لأنني أبكيت طفلهم المدلل .. و ما إن أكمل جملته حتى تلقَّى ضربة على كتفه من ذلك العابس لينطق بسخط : أنا لست طفلاً !