فتح عينيه ببطء إثر الضوء الخافت الذي ينبعث من النافذة الصغيرة بالأعلى ، أنَّ بألم عندما إبتلع ريقه ..
" لم أمت إذا ، لا زلت أتنفس " قالها بنبرة محبطة ..
عنقه يألمه و بشدة ، الجرح لوحده كان مؤلم بحق و الآن ذلك المعتوه خنقه لدرجة الموت ! هو يراهن الآن أن عنقه تحول للون البنفسجي القاتم ، يشعر بأن كتلة ثقيلة تضغط على حنجرته تمنعه من التنفس بشكل طبيعي ..أخد نفسه بحذر شديد و هو يتجاهل تلك اللعسات التي يكاد لا يحتملها ، ثم أدار وجهه للجهة الثانية بغية منه لتعديل كيفية إستلقاءه ..
لكن مهلا !!
هو ليس ملقى على الأرض كعادته !!
لحظة ! هل هو الآن مستلقي على سرير جونغكوك !
حقا !!
الشخص الذي كان سيقتله هو من وضعه على سريره !
الرحمة لعقله ..ما الذي يحدث بحق الجحيم ؟
من هذا الجونغكوك ؟
بحق تارة يرسله للموت و تارة أخرى يرأف به !
هل حقا يرأف به ؟
تايهيونغ يقسم الآن أنه في حضرة مختل عقلي حقيقي ،
و إلا من يفعل هذا ؟
قطع تفكيره و لحظات طمأنينته صوت ذلك الباب الذي دفع بقوة ليطل منه جونغكوك ..
إبتلع تايهيونغ ريقه بصعوبة و هو يرفع نفسه من على السرير .. وقف من مكانه كردة فعل طبيعية منه ، فالأصغر حقا يخاف من جنون الواقف ، ربما هذه المرة يقتلع عنقه من مكانه ..
من يدري ؟" لماذا غادرت السرير تايهيونغ ، أنت متعب عليك أن ترتاح " نطق بها كوك بهدوء
و هدوءه ذاك جعل من قلب الأصغر يقع للمرة المئة ، منذ أن خطت رجله باب هذه الزنزانة ..
خائف !
أجل و من سيلومه البارحة من كان يخنقه بيديه يطلب منه الآن أن يرتاح !
عقل تايهيونغ يخبره الآن بشيء واحد ألا و هو أن هذا الشخص قد فقد عقله حقا أو ضرب رأسه بمكان ما .
" هيا اجلس بمكانك ، أنت جائع أليس كذلك ؟ لم تأكل شيئا منذ البارحة ، سوف أحضر لك وجبتك انتظر .. "
خرج جونغكوك مجددا ليختفي عن أنظار تايهيونغ الذي لا زال ينظر بصدمة ..
ما كان هذا الآن ؟مرَّ بعض الوقت ليعود جونغكوك و هو يحمل طبق وُضِعت فيه العديد من أصناف الطعام بالفعل ..
" ألم تجلس بعد ؟ هيا اجلس و تفضل طعامك " قالها و هو يقرب طبق الطعام من الأصغر ..
جلس تايهيونغ و عيونه لا زالت تتبع تحركات جونغكوك الغريبة ..
سيتبع كلامه أو أوامره أو مهما كانت هذه اللعنة حتى يعرف إلى أين سيصل بهذا الإنفصام ..
وضع كوك الطعام بحضن تاي ثم أحضر كرسي ليجلس مقابلا للأخر ..مرت بعد الدقائق و تايهيونغ يقلب ملعقته بالطعام بينما يسترق النظر لجونغكوك الذي لم يزح نظره عنه أبدا ..
" لا تخف لم أضع بداخله سم ، تستطيع أن تأكله و أنت مطمئن" قال جونغكوك بنفس النبرة الهادئة الذي تكلم بها قبل قليل ..إبتلع تايهيونغ ريقه ثم أخد يأكل من ذلك الطعام مستسلم ، لأن الظاهر أن جونغكوك لا ينوي أن يتزحزح من مكانه ..
كان الصمت هو من يخيم على المكان بينما الاثنين يناظرون بعضهم بين الحين و الآخر ..
أكمل تايهيونغ طعامه ليقف جونغكوك محاول أخد الطبق ، غير أن تاي تراجع للوراء ظنا أن الآخر سيتهجم عليه مثل ما فعل كل مرة ..
لكن الآخر فقط أخد الطبق من بين يديه ثم وضعه بعيداً و عاود الجلوس بمكانه يناظر الآخر ..