« حين يغمرك الحزن الشديد ، تأمل قلبك الجريح من جديد ، فسترى أنك في الحقيقة ، تبكي مما كان يوما مصدر بهجتك » .
" تايهيونغ ، كيم تايهيونغ " رددها الحارس للذي شرد في أفكاره و هو يحاول استيعاب ما قيل له الآن .
لقد قال بأن جيمين جاء لزيارته ..
بحقه !
ما مقدار الجرأة التي يملكها حتى يأتي لرؤيته بعد أن دمر حياته و مستقبله !هو حتى لا يعرف كيف سينظر في عينيه بعد فعلته تلك ..
إستفاق من شروده عندما وصله صوت الحارس الذي يقف أمامه و ينظر له بقلق ..
" هل أنت بخير أيها الفتى ؟ " نطق بها الحارس ..
" أ-أجل أ-نا ربما " تلعثم تايهيونغ و هو يحاول أن يرتب كلماته غير أنه عاجز ..
" لم تعطني جوابك هل ستذهب لرؤية زائرك أم لا ؟ "
أغمض تايهيونغ عينيه للحظات يحاول أن يستجمع شتات نفسه ، بعد أن تردد كثيراً هل سيراه أم سيرفض و ينهي الأمر ..لكنه في الأخير أومئ برأسه و تبع الحارس لغرفة الزيارة ..
كان قلبه ينبض بعنف ، مشاعره ..
هل هو مشتاق ؟ أم خائب الظن ؟ أم غاضب ؟ و في جميع الحالات فتايهيونغ يشعر بشعور سيء و قاتل يكاد يخنقه كيف ما كانت نوعية المشاعر التي يشعر بها .
فتح الحارس الباب ، ليستدير جيمين نحوه بعد أن كان يعطيه بظهره ، ليدلف تايهيونغ من خلاله ، و يغلق الحارس الباب وراءه ..
لقد إلتقت عينيه بعيني جيمين !
سينهار قريباً لا محالة ..لقد كان جيمين صديقه المقرب بل كان أكثر من صديق ، لقد كان أخيه و توأم روحه ..
لقد فرط به حقا !
هل كان هذا الشعور من جهة تايهيونغ لوحده ، ألم يبادله جيمين نفس المشاعر ؟
" تا-ي ، تا-يهيونغي " هذا ما نطق به جيمين قبل أن يركض تجاه الآخر و يحتضنه لصدره ..
لقد تجمد تايهيونغ بمكانه ، لم يبادله العناق !لو كانت الظروف غير هذه ، لا كان تاي قد تشبت بحضن الآخر و طلب منه أن لا يتركه ، كان إستند على كتفه و شكى له همه و وحدته في هذا المكان المخيف ، كان سيحكي لتوأمه قسوة الحياة عليه و بأن الحياة غير عادلة !
لكنه إكتفى بذرف دموعه بسخاء بين أحضان الآخر ، يحاول كتم ألمه و غضبه من الذي كسر قلبه ..مرت عدة دقائق يعم فيها الصمت ، فقط الصمت الذي يخيم على المكان ..
" إبتعد " نطق بها تايهيونغ ببرود قاتل بعد أن حاول تجميع شتات نفسه ..
" لم أشبع منك بعد ، لقد إشتقت لك تايهيونغي " رد جيمين و هو لازال متشبت بالآخر ..
" أرجوك إبتعد ، لا أريد أن أضعف " همس بداخله بتلك الكلمات ..
هو لم يكره جيمين ، كيف سيكره الشخص الذي قضى معه معظم أوقاته ، منذ صغره ، لقد كبروا مع بعضهم البعض ، تشاركوا الكثير من الذكريات السيئة منها و الجميلة ، لا يمكن أن يكون ما عاشوه طوال هذه السنوات ، مجرد كذبة !
حقا لا يمكن ..
لكنه غاضب ، و غاضب كثيراً منه ، كلما تذكر ذلك اليوم أحس بشيء ثقيل يضغط على قلبه و يحاول سلب أنفاسه منه ، لم يتوقع يوما أن يحدث ما حدث ..