الفصل الخامس

777 24 0
                                    

الخامس

وقفت مكانها غير مستوعبة تشعر كأنها نائمة او تشاهد فيلم تستهذئ باحداثة آفاقت على صوت يحدثها بحده نظرت تجاه الصوت وجدته يقف جوار السياره فاتح بابها يشير لها سحبت انفاسها وخطتت تجاهه.
ـ هنفضل وقفين كده كتير منتظرين جنابك.
دون أن تنبس بكلمة صعدت للسيارة انتفضت على صوت غلق الباب خلفها بقوة وصعودة للجه الاخري جوارها وبصوت هادئ على غير هيئته قبل لحظات.
ـ على البيت ياعم اسماعيل.
ـ حاضر يافندم.
ـ لم تعبئ بحديثة عينها على الطريق تنظر من نافذة السيارة وبصوت مرتجف.
ـ دا مش طريق بيتي.
ـ نظر لها باستهذاء دون أن يرد علي حديثها.
صرخت به وبالسائق.
ـ لو سمحت وقف العربية انتم موديني فين.، قلتلك وقف العربية، قوله يوقف دا مش طريق بيتي.
ـ كمل ياعم اسماعيل ما يهمكش كلامها دي حركات، من البدايه سمعاني وانا بقول علي البيت.
ـ قلت وقف العربية، انا استحالة هروح في اي مكان معاك، وقف العربية طيب انا لو فيها موتي انا هنزل من العربية يعني هنزل .
نظر في ساعة يده لم يعير لحديثها اهتمام نظرت له بغضب والتفت جهة الباب قامت بفتحه والسيارة تسير بسرعة، ليصرخ بها ويجذبها من يدها ترتم بجسده ويغلق الباب وهو يصرخ بها.
ـ انتي اتجننتي عاوزه تجيبلي مصيبة بعملتك الغبيه دى.
ـ متزعقليش بقالي ساعة بقلك وقف العربية.، وبعيد من التاني وقف العربية.
تحمحم السائق وتحدث باستجداء: بعد اذنك يا جلال بيه ممكن تسمعني.
جلال بحده طفيفه وعينه عليها: اتفضل ياعم اسماعيل.
ـ احممم جلال بيه.
ـ ما تكلم ياعم اسماعيل في ايه.
ـ الموضوع جه بسرعة والانسه اكيد مش.
ـ مش ايه هو انت هتقول كلمتين وتقطع متكمل كلامك.
ـ قصدى يابيه الانسه مش عامله حسابها وكده، لا معها هدومها فخلي الهانم على رحتها تجهز وبعدين تجي بعدين على بيت سيادتك.
ـ بحده: لا دلوقتي ولا بعدين انا مش هسيب بيتي ولا ريحه في اي مكان، والتمثليه اللي كانت من شوية هتتصلح.
ـ وهتتصلح ازاي ان شاء الله.
ـ هتطلقني والا مش.
قاطع حديثها وامسك رسغها بقوة يديرها اليه.
بلاش تتكلمي كلام انتي مش قاده، انا كنت هسيبك كام يوم زى عم اسماعيل ما اقترح بس بعد كلامك ولا دقيقه، على البيت من غير ولا كلمه يا عم اسماعيل.
ـ لا ياعم اسماعيل، اسمعني يا اسمك ايه انا مش ريحه معاك في اي مكان غير بيتي انت فاهم ولا لاء.
بابتسامه ماكرة غمز لها والتف يحدث السائق: سؤق على بيت الهانم ياعم اسماعيل.
بعد قليل ترجلت من السيارة تغلق باب بعصبية، أطلقت زفير عالى تخطوا باتجاه منزلها ، فتحت الباب خطت عده خطوات للداخل، تعقد حاجبيها بعدما مر خاطر ما برأسها لتعاود الخروج سريعا لتصطدم بجسد ما، أمسكت برأسها وهى ترفعها لأعلى لتقابلها تلك النظرة الماكرة من جديد، متناسية كل شئ اخر ببلاهه سألت: انت رايح فين؟
يراقص لها حاجبيه: هى دى نورت بيتك يا حبيبى؟
-بيتك!!
ازاحها بخفه من يده متجاهلا إياها يجلس على أقرب مقعد يضع ساق فوق الأخرى مع دلوف السائق يحمل حقيية عمله وبإحترام: تؤمر بحاجه تانية يل افندم.
جلال بتسليه: شكرا يا عم اسماعيل..
هم بالرحيل لتعقب ملوك بعصبية: وانت قاعد ليه انت كمان، استنى يا عم اسماعيل خده فى ايدك.
جلال: عم اسماعيل
-نعم يا بنى.
_جحا قال ايه...قالها بغمزة أطلق على اثرها السائق العجوز ضحكته يسايره: بلدى ال فيها مراتى.
_يعنى انا فين دلوقتى؟ فى بيت مراتى يعنى فى بيتى.
ملوك بعصبية: لو سمحت متقولش مراتى دى تانى.
اشار للسائق بيده: طب مشى انت ياعم اسماعيل لأحسن كلام كتير هيتقال وما تنساش بكرة على ٨ الصبح تكون عندى.
_تحت امرك يا افندم.
بغمزة ولمعه انتصار بعينيه جعلتها تفتح فاهها على الأخير السائق هربا من الخجل عقب حديثه.
_عم اسماعيل، بلاش٨ تعالى على عشرة
اقترب منها محاوطا كتفها بيده: يعنى عروس وعروسه بقا ويمكن نسهر شوية مع بعض.
ازاحت يده تضرب قدمها بالأرض راحله من امامه تتتمم باجمل الألفاظ بحقه جعلته يطلق ضحكاته عليها.
عقب اختفاءها بالغرفة مغلقه الباب بقوه اختفت الابتسامه من على وجهه وأعاد النظر الى السائق: اتكل على الله يا عم اسماعيل وبكرة انشالله الساعه ٨ تكون قدام الباب
نظر له الرجل بطيبه وبخبره رجل عاش كثيرا ومر عليه الكثير: ربنا يهنيكوا يا بنى وبالرفأ والبنين.
_جرا ايه يا عم اسماعيل ما على يدك؟!
اقترب منه وبيد حانية وضعها على كتفه: يابنى البنت معدنها نضيف واصلها طيب وماتعرفش يمكن ربك وقعها فى طريقك لحكمه عنده.
قالها وغادر تاركا اياه ينظر لاثره بحيره ليهز رأسه نافضا لتلك الافكار التى بدأت تتدافع لعقله، ليولى وجهه اتجاه الباب المغلق وقد عادت ابتسامته الماكرة للظهور مرة أخرى ضاحكا: ليه لا؟
اهو حاجه تكسر الملل والروتين ال الواحد فيه.
بينما خلف الباب المغلق أخذت تجوب الغرفة ذهابا وايابا تحدث نفسها كالمجذوبه لا تصدق كل ما قاله وفعله.
_مجنون، ايوه مالهاش تفسير تانى.
بس على مين مابقاش ملوك لو ما..
صمتت وقد قطع حديثها دلوفه للغرفه نازعا جاكت بدلته يضعه على كتفه بعدما قام بفتح اول ازرار قميصه، بالبدايه جذبتها طلته ولكنها سرعان ما افاقت على حالها.
لتشير عليه وهى تراه يجلس على الفراش ينزع عنه حذائه بعدها قميصه ، نحت خجلها جانبا من رؤيته له عارى الصدر تسأله بحده وهى تراه يتمدد على الفراش
_انت بتعمل ايه؟ انتى اصلا ازاى تدخل عليا الاوضه كده من غير استذان وتقعد ازاى بالشكل ده؟
يقف من مجلسه يهز رأسه مؤيدا : عندك حق.
فتح سحاب بنطاله يهم بخلعه.
صرخت وهى تلتف إلى الناحيه الاخرى: انت بتعمل ايه يا مجنون؟
_مش انتى قولتى ازاى انام بالبنطلون؟ فعندك حق كده هيتكرمش.
تلتف له سريعا: انا امتى قولت الكلام ده.
ببرود يشير للفراش: من دقيقة لما كنت نايم على السرير.
_انا كان قصدي انت ازاى تدخل الاوضه وكمان تنام على سريرى.
نظر للغرفه من حوله بعفوية ووببراءه لا تليق به: وهنام فين ومافيش غير اوضه وحده فى الشقه وكمان سرير واحد؟!
تقترب من الفراش: اهو بنفسك قولتلها اوضه وسرير واحد فاتفضل يالا بقا على بيتك.
بضحكه يقترب بوجه من وجهها: توتو، بقا فى عروسة تقول لجوزها حبيبها ليله دخلتها روح نام فى حته تانية.
_جوزها ايه وحبيبها ايه؟ انت هتكدب الكنبة وتصدقها! اتفضل انا تعبانه وعايزة انام.
يتمدد على الفراش واضعا يداه معقوده خلف راسه: والله السرير موجود وواسع وتقدرى تنامى فى المكان ال يعجبك.
قالها وهو يمرر يده على الشرشف جانبه.
تنظر له بغيظ تطلق زفير وتخرج من الغرفه وقبل إغلاقه آثار حنقها بتعليقه.
_مش من الذوؤق انك تقفلى الباب بعصبية، بالراحه اقغلى الباب بالراحه وبشويش.
وبعناد تصفع الباب بقوه اهتز لها أركان الغرفة.جلست على كرسى المكتب تجذب خصلات شعرها بيدها تكاد تجن وهى تحدث نفسها بصوت مسموع: انا ايه ال عملته فى نفسى ده؟ كان عقلى فيت لما وافقت على كل الجنان ده! نظرت لباب الغرفة بضيق كورت يدها تدفعها داخل فمها تكتم صراخها وهى تستمع لصوت ضحكاته التى تصل إليها من الغرفة.
استيقظ من نومه على صوت جرس الباب منتفضا، استغرق الامر ثوانى يتذكر بها أين هو وأنها ليست غرفته.
نظر حوله ولم يجد لها أثر ومع الضغط المستمر على جرس الباب تحرك من مجلسه للخارج بحثا عنها وهو يغلق ازرار قميصه بعد أن ارتداءه. ليجدها تغط بنوم عميق وهى تستند برأسها على سطح المكتب ليلكزها بخفه مرة واخرى ليتمم: ده نومها تقيل ده كله لا سامعه ولا حاسه.
ليكزها من جديد بقوه مناديا عليها: ملووووك
قامت مخضوضه مت مجلسها: مين ؟فى ايه؟انا فين؟
نظرت له مضيقه لعينيها تتتضح لها الرؤية لتتهاوى على الكرسى من جديد بخيبة امل: يووه هو انت يعنى مطلعش كابوس.
عاد الجرس للرنين مرة أخرى لتتحرك من مجلسها يمسك هو برسغها: انتى رايحه فين؟
أشارت باتجاه الباب : اشوف مين؟
_انتى مجنونه عايزة تطلعى بشكلك ده.
نظرت حيث يشير لتجد ملابسها مجعده غير مهندمه وبعض الازرر مفتوحه.
تركها تعدل من وضع ملابسها متجها هو لباب يفتحه نص فتحه واقف امام ذاك الشخص وقد بادر الاخر بالاستفهام.
_مكتب الملوك للدعايا والاعلان.
التف برأسه لها يسألها بعينه لتهزراسها بتأكيد تأمل وضع ملابسها وقد أعادت ترتيب خصلاتها المشعسة بسرعه معتدلا يفتح الباب للواقف.
_ايوه، اتفضل.
أتت هى الأخرى سريعا ترحب به.
اهلا وسهلا يا افندم، انا ملوك
قالتها وهى تشيرله بالدخول ، دالفا للداخل معرفا عن نفسه رامقا جلال بنظرات مبهمه.فاروق المنشاوى، صاحب محلات ومصانع المنشاوى للملابس الجاهزة وجه حديثه لجلال وهو يجلس على الكرسى مقابلة المكتب حيث جلست ملوك وهو يقف إلى جانبها.
_انا ليه حاسس انى اعرفك هو انا شفتك قبل كده؟
ملوك سريعا: احم ده السكرتير، تحب تشرب ايه يا افندم؟
يتبع

المخادعة  والمغرورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن