الفصل السابع

748 21 0
                                    

الفصل السابع
المخادعة والمغرور بقلم مونى وميرو
يجلس على الفراش ينظر حوله بتيه لا يعلم لما هو هنا من الاساس  تنهد بحنين رافض الاعتراف بما يجوش بصدره من لهفه واشتياق، دون وعي منه مرر يده على الوسادة يرفعها لانفه مغمض العينين ودقات قديمة عادت تضرب جنبات يساره  من جديد،  احتضن  الوسادة ولازالت عيناه مغمضة يضمها ويعتصرها بين يديه ساحبا اكبر قدر من الهواء المشبع برائحتها.
لقد ابقت والدته الغرفه على حالها كانت تثق بعودة ملوك من جديد تركتها كما هى لم تسمح لخااددمه بدخولها قط؛ لتكن هي اول دروس اعادة تأهيلها وكسر تلك الشوكه التي تحدثت بها امامها رافعه العين ، ههه لا تعلم بأن أول المعاقبين وحيدها وان تلك الغرفه لم تكن  الأ مصدر لحنينه واشتياقة عذابه ولهيب قلبه لا تسمح له بالنسيان ولم تعد لديه القدرة على التناسي.
وقف من مجلسه ولا يزال يحاوط الوسادة بذراعه يمرر بناظريه على كل انش منها كان يثق بعودتها، قد تركت كل اغراضها لم تأخذ سوي ملابسها واوراقها،  فتح الخزانه لاول مره، بعدما مر خاطر ما بعقله، باحثا عن ضالته وهو الفيصل من سيعطى لقلبه الأمل للتصبر او...
هز رأسه نافيا لا مجال لأو ابدا، نعم هى ستعود مهما طال الوقت ستعود.
لم يبحث كثيرا بعدما ابصره، البوم صغير يجمع صورهم معًا، طالما كانت تحتفظ به ،بداخله اللحظات التي جمعتهم سويًا  وكأنها تستأثرها لنفسها سارقة إياها من الزمن  ، هي لاتعلم بعلمه بحملها له بكل مكان.
امسك به رافعا أمام ناظريه وسؤال جديد طرق على قلبه يتسأل...
لم تركته؟
ضيق بين حاجبيه يتساءل مرة أخرى:هل حقًا زهدته؟!
تملكه الكبر من جديد ناظر امامه  يسترجع تلك النظرات خاصتها وبتمنى مبطن بطيات كلماته، خرج صوته مهتز مرتعش :
هترجع أكيد هترجع.
  رن هاتفه باسم جيداء  يجيب وبصوت متحشرج من تلك المشاعر حاول تملك حاله محمحم مجلي اياه
ـ الو ايوا ياجيداء.
من الجهة الأخرى:ـ حازم انت اتاخرت ليه؟ فينك؟ انت نسيت الأجتماع!
ـ اجتماع ايه.
ـ نعم  الأجتماع مع شركة --- ولا ايه.
اجتذب خصلات شعره بيده يلتف بمكانه نصف التفافة:أخ نسيت خالص.
ونطق بما اعتاد عليه لسانه دايما: بصى خلى ملوك. 
ـ ملوك ايه.
يعض على شفتاه بتهرب: جيداء  اتصرفي على ما اوصل..
أغلقت معه تلتف لذلك الجالس بابتسامه رقيقة تحولات إلى أخرى مغوية ونظراته تلتهمها، تسير باتجاهه بدلال جعل لعابه يسيل لتنشق ابتسامه صغيرة أعلى زاوية فمها هامسه لنفسها: هتصرف يا حازم.
وعلى الجانب الاخر أغلق معها يطلق زفير عال، أعاد وضع الألبوم إلى مكانه مغلقا عليه باب الخزانه جيدا كأنه الكنز يغشى عليه السرقه، وضع الوسادة كما كانت بحرص شديد اعتدل بعدها يلقى نظره اخيرة على المكان قبل خروجه، ليتوقف بعدما التقت نظراته بنظرات والدته المتسائلة بريبه وشك واضح بسؤالها.
_انت بتعمل ايه هنا يا حازم؟
انزل ناظريه لاسفل لا يتهرب من الإجابة لانه ببساطه لا يعرفها او يحاول التغاضي عنها.
لتقترب هى منه بخطوات ثابته واثقه حتى وقفت امامه: فى ايه؟ مالك؟ حالك مش عجبنى وحتى بباك بيقول الشغل مشاكله كترت وعملاء كتير انسحبوا فى فترة قصيرة...
بصدق حقيقى: مش عارف؟
_يعنى ايه؟ اتصرف شوف حل هات ناس تشتغل..صمتت وعادت نظراتها للشك مرة أخرى متابعه...مش تيجى هنا فى اوضه الزفته.
_ملوك.
كانت نبرته هادئه ولكن حاده اوقفتها عن المتابعه باندهاش، ليرفع نظره لخاصتها : وانت هنا كنت بدور.
بريبه: على ايه؟
_حل؟
_يبقى متتعبش نفسك وتدور كتير، هترجع!
_كانت عملتها من الاول، انت عارفه عدى وقت اد ايه؟
_لما فلوسها تخلص؟
_يمر من جانبها معلقا بسخريه: وهى كانت مشيت بفلوس.
_استنى وكلمني زى ما بكلمك وفهمنى.
_عندى شغل.
_يبقى تركز فيه وتنسى ايه حاجه تانية لأنى مش هسمح بحاجه اصلا وتانى دخلة لملوك البيت ده هتكون خدامه خدامه وبس سامعنى.
لم يجب راحلا من امامها تاركا إياها تتنفس بعنف وكره السنين يتفاقم بداخلها، لطالما كانت ملوك منفسها تصب جام غضبها كرهها حقدها من والدتها، تلك التى ملكت قلب من عشقت وتمنت صديقتها القديمه وعدوتها الخفية.
توجهت بنظرها لاطار الصورة الموضوعة على الفراش تنظر لتلك العينين تلك الإبتسامه كم تشبه ملوك والدتها ولكنها تحت التراب وما بقلبها من نار لم تخمده الأيام ، رفعت الصورة وبكل قوتها ألقت بها على الأرض تضغط عليها بكعب حذائها العالى تكمل تهشيم زجاجه ونظراتها مصلطه للأمام.
هترجعى، لازم ترجعى انا لسه مشفتش غليلى من امك.
متناسية ان عادتها فارقت دنيانا الخادعة تحمل ابنتها وزر لم تقترفه، فكيف تعلم بعشقها وهى التى لم تبح به قبلا!!!
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
اصطف بسيارته بحيرة، لا يعلم لما أتى إلى هنا من الاساس نظر إلى تلك البناية وضحكه صغيرة ساخره من حاله خرجت منه عنوة، ألم يهزء هو بهذا المكان وبساطته فلما أتى اذا؟
ضيق عينيه يستطيع ملامح تلك التى خرجت من البنايه راكضه وقد لفت انتباهه هيئتها الباكية، هز رأسه بخيبه عقب صعود الاخرى للسياره أمامه ورحيلها...
متمتا: مش هى.
شيئا ما جعل قلبه ينبض بقوة مؤلمه جعلته يرفع نظره للبنايه من جديد، لم يشعر بحاله وهو يخرج من سيارته يسير بدون وعى نحو البوابه الحديديه هاتفا بصوت ضعيف: ملوك.
افاقته نغمة رنين هاتفه التى أخذت فى الارتفاع لينظر حوله بصدمه.
_انا بعمل ايه؟
يجيب على الهاتف بسرعه .
_الو
_اااانت فين؟ كل ده تأخير الرجل هيمشى انا ماسكه فيه بالعافية.
هز رأسه عدة مرات متتالية: انا جى جى.
توجه إلى سيارته مهرولا تلك الخطوات الفاصلة وقبل دلوفه انتصب بوقفته يلقى نظره سريعا صاعدا بها متوجها إلى عمله.
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
بالأعلى وعقب خروج سارة التى لم استجب لأى نداء من نداءات اخيها وطلبه منها التوقف، هم بالتحرك خلفها  خطى خطوتين تجاه خارج الغرفة يقف مكانه تنهد بحيرة بعدمت استوقفته شهقاتها ليلتفتت  ناظرا لها وقلبه يخفق من هيئتها ابتلع رمقه وسحب انفاسه وبصوت حاول يجليه مرات متتاليه.
ـ ملوك انا.
بصوت مهتز خرج من بين حناياها بصعوبة متزكرة نظرات وحديث شقيقته لتصرخ به
ـ اخرج بره.
  يرق قلبه لحالها دنا  اكثر منها وانحن بجزعه يربت على كتفها العاري لينتفضا معًا هو من ملامسة جسدها وهي من برودة يده ولمسه لها ليكمل حديثه.
ـ ملوك انا آسف وساره انا هعرف ازاي اكلمها  واخليها تعتزر على الكلام اللي قالته وازاي تشك فيا وتتكلم بالإسلوب دا.
فتحت عينها بدهشة وهبت واقفه تبعده عنها وتصرخ به
اطلع بره مش عايزة اشوفك ولا اسمع صوتك، كل اللي همك شكلك ومكانتك قدام اختك وانا فين شكلي ومكنتي قدام الناس كلها اخرج بره كلكم زى بعض ميهمكمش غير نفسكم وانا ولا فارقة مع حد فيكم انت وهو وعمي وخالي كلكم زى بعض ميهمكمش غير نفسكم انا بكرهكم بكرهكم اخرج بره.
ـ ملوك اهدي انتِ.
ـ بره  مش عايزة اسمع صوتك اخرج بره.
قالتها ورمت حالها على الفراش تبك نظر لها بشفقه حاول الأقتراب منها ينتفض على صوتها وصرخاتها ليخرج مغلق باب الغرفة خلفه مع سماعة صوت بكاها يغمض عينه ،  يقف يضع جبهته على باب الغرفة يتنفس بقوة يبتعد قليلا يجوب  المنزل يضرب بيده على مكتبها مرات متتاليه ملقيا حاله على الكرسي بضيق محدثًا نفسه.
ـ مفكرتش صح يا جلال لاول مره في حياتك متحسبهاش صح،  قرارك الاهوج هيدمرك انت قبل منها كنت فاكر انك بتأدبها على اللي عملته لكن انت اللي اتبهدلت ويكفي كلام اختك الصغيرة ونظرتها ليك واكيد سارة بس البدايه.
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
ترجلت من سيارتها بعد وقت من جلوسها تبك دلفت بخطوات بطيئه للمطعم تجفف دموعها متجهه الي غرفة الإدارة، تقف بحيرة وهي تستمع لحديث شقيها،  وضحكاته وهو ينظر لها يحدثها.
ـ سارة كنتي فين تعالي اسمعي عم اسماعيل بيقول ايه.
دنت بخطوات بطيئه تومئ براسها لشقيقها وتحاول رسم ابتسامه مجاملة للعم اسماعيل.
بصوت ضعيف حاولت الحديث واخباره برغبتها بالمكوث بالمنزل اليوم: جمال انا مش هقدر اكون معاك انهاردة فى المطعم، عندى صداع ومحتاجه ارتاح شويه.
همت بالرحيل يمسكها جمال من يده يعيدها بلهفة وفرحه: استنى بس ده ال عند عم اسماعيل يضيع اى صداع ...اكمل موجه حديثه له
ـ عم اسماعيل عيد اللي قولته من شوية.
قص عليهم كل ما حدث وما كان هو شاهدا عليه.
ـ جلال بيه اتجوز الست ملوك امبارح وكنت شاهد على الجواز انا وحسين رئيس الأمن وابراهيم البودى جارد،  وانا جاي ليكم وعشمي  كبير فيكم،  متكسفونيش انا طول عمري  شغال عندكم ولحم كتافي من خيرك وجلال بيه من وهو طفل صغير وانا معه وعارف قد ايه تعب في حياته بعد وفاة والدكم، والتعب والحرمان اللي عاشه عشان يوقف الشركة على رجليها ويكبرها،  البيه محتاج يعيش حياته ويرتاح ويكون عيله وبحكم سني وخبرتي  ان الست ملوك تستاهل انها تكون الست دى، فياريت حضرتكم تقنعوه يديها ويدي نفسه فرصة.
قام من مجلسه يودعهم بود راحلا لمعاودة اشغاله
**بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى

المخادعة  والمغرورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن