الفصل الخامس

1.5K 122 25
                                    

«أبي»

شهقة قوية صدرت منها، يا له من حلم راودها، أن يتقبلها جابرييل بسهولة ويندم على تركها، لا بد أنه كان حلم جميل حصلت فيه على علاقة رائعة معه.

-'لحضة واحدة أين أنا'

نضرت بحيرة في أرجاء الغرفة الواسعة، لقد كان الأسود هو الطاغي عليها،لن يكون من الصعب معرفة أنها غرفة رجل.

والإثبات الأقوى هو البدلات المتنوعة الظاهرة من الخزانة الكبيرة، ارتعش بدنها عند التقطت أذنيها صوت قعقة من روائها.

ولكن ما جعلها تتجمد هو خروج جابرييل مونرو، بشعرٍ مبتل وبدلة سوداء تناسب جسده مفتول العضلات ببراعة.

توالت عليها ذكريات الأمس تباعاً، أرادت أن تضرب نفسها على غبائها معه بالأمس،وقبل أن تكمل عتابها الصامت خرج صوت جابرييل البارد:

-«لقد استيقضتي إذاً»

ابتسمت ببلاهة، وقالت:

-«عذراً»

وفي لوهة أفكارها الغبية، لاحضت إنخفاض مرتبة السرير بجانبها، وجلوس جابرييل بجانبها.

فزعت من إقترابه المفاجئ،وحاولت الإبتعاد بسرعة، لكنه أمسك يدها بخفة وبدون أن يضغط عليها خوفاً من أن تهلع ،قائلاً :

-«لا بائس أهدئي»

وبالفعل، جلست كاتالايا مجدداً بتوتر، طغى صمتٌ خانق على المكان، زاد من حدة الأجواء عليها..

ومن حسن الحظ، فتح جابرييل ثغره منهياً موجة الصمت المفاجئ:

-«لم أكن على علم بوجودك»

نضرت هي نحوه، وقد زال توترها وحل مكانها ملامح هادئة ، أردف:

-«أنا...»

فاضت منه الكلمات، أي عذر هذا الذي سيشفع له ذنبه الفضيع، أيخبرها أنه كان اسوء ألم لوالدته، أم يقول لها مدى فضاعة الشخص الذي يكون عليه في الماضي،فتتركه وتذهب.

حسناً هذا أقل شيء يمكن أن تفعله، فتح ثغره بنية الحديث، لكنها سبقته قائلة بحزم:

-«كفى،لا أريد سماع المزيد »

ارتخت ملامحها المشدودة وأطلقت تنهيدة متعبة.

عندما أختارت الدخول للقصر لم يكن بحثاً عن حقيقة تركه،  بل أرادت معرفة الشخص الذي توقت لرؤيته طوال حياتها.

شخص شعرت تجاهه بكل أنواع المشاعر السيئة والجيدة، لكنها انتهت بفضولٍ قاتل.

ولم ترغب بسماع إحتجاج وإعتراضات، ليس بعد أن عرفت كم وإلى متى سوف تعيش.

لذلك أختارت تحقيق جميع أمانيها، والواقعة على رأس قائمتها كان مقابلة والدها، وها قد حققت أول امنياتها وهذا كافٍ بالنسبة لها .

زهرة ابريل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن