الفصل الخامس عشر

1.3K 103 23
                                    

أستيقظت كاتالايا في صباح اليوم التالي، بشعورٍ الألم في معدتها، وكأن شيءً ما ينخر به ببطء، فدفعها ذلك للتقيؤ عدة مرات.

ورأسها مثل قنبلة موقوتة، إن حاولت تذكر ما حصل ينفجر ألماً لذا توقفت عن محاولاتها عديمة النفع، وكل ما بقي من ليلة أمس في ذكرياتها هو المواجهة المؤلمة بين الأثنين، بينها وبين جابرييل.

مواجهة تركتهما بأجساد مرهقة، وعقول ارهقها ثقل الهموم، لكن ومع كل هذا تشعر بإن روحها خفيفة تجاهه.

خرجت من الحمام تضع يدها على معدتها بعدما استفرغت كل ما كان فيها، نضرت لأرجاء الغرفة الفارغة، شعور جعل صدرها يضيق، شعور الوحدة.

لطالما شعرت به في منزلها بعد وفاة والدتها، حتى انها الأن مريضة ولا يبدو أن هناك أحد...

قطع حبل افكارها، صوت إرتطام الباب القوي بالحائط أثر ركلة عنيفة، حولت كاتالايا انضارها نحو الفاعل بفزع، من هذا الشخص الوقح.

ولم تكن سوى مايا تمسك بمعصم عمها دانيال المتضايق، وورائهما...

جابرييل يبتسم بخفوت لكن عيناها لم تفوت مثل هذا المشهد،انها المرة الأولى التي تراه يبتسم وهو حقاً،وسيم.

تقابلت قهوتيها مع عينيه وازدادت إبتسامته حد وصوله إلى اذنيه، وردت كاتالايا الإبتسامة دون تردد.

قاطعت مايا الجو الجميل بين الأب وابنته، عندما قالت بصراخ يصم الأذان:

-«لقد سمعت انك كنتِ مريضة، ولهذا السبب جئنا جميعاً للإطمئنان عليكِ»

وضع دانيال كفه على ثغر مايا، وقال بهدوء:

-«عزيزتي لا تصرخي هي ليست حمقاء مثل والدها لذا لا داعي لكل هذا الصراخ، أليس كذلك يا حبيبة عمك؟»

رفع خضراوتيه إلى كاتالايا المتعجبة من كلامه هل يمدحها هو أم يهينها لإنه يشتم والدها، وبعيداً عن كل هذا منذ متى هم بهذا القرب حتى يحادثها بهذه الطريقة.

ليس الأمر أنها تمانع، فهي تفعل ذات الشيء مع الجميع، الإقتراب والتودد على حين غرة، لكن ومع هذا أن يتقرب منها أحد لهو شعور غريب.... ولطيف.

انتفضت حالما صرخت مايا مرةً أخرى، يا للعجب أنها حقاً تمتلك احبال صوتية متينة:

-«يا اطفال ادخلوا!، انها بخير»

وفجأةً، تدفق ابناء عمومتها ومن ضمنهم اخوتها، وهنا عمت الفوضى بسب أعدادهم الكبيرة وبسبب تحرك مايا بينهم بشكل هائج، أصبح رأس كاتالايا يدور ويدور، لا تستوعب كمية الكلمات التي يلقيها الأغلبية.

وسحبها الإدراك من دهاليز السهوة، على أيدي مارتن تحيط عنقها، يعطيها عناقً دافئ وصادق، فصل العناق بعد مرور عدة ثواني قائلاً بقلق:

زهرة ابريل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن