الفصل الرابع عشر

1.4K 115 55
                                    

-"لا شيء يأخذ بالجسم و الروح نحو الهلاك سوى الهمّ، و لا همَّ في الدنيا سوى ارتِكابِ الذّنب"

يقول احد الضحايا:

-«سأعفو حتى لا يكون لنا عند الله لقاء»

..
نضر جابرييل نحو كاتالايا بقلق، أما الأخرى كانت قد ركضت بسرعة نحو كارلوس باسطةً يداها تجهز نفسها للأنقضاض عليه بعناقٍ يخطف الأنفاس،ولإنه بارع في الهروب كان خفيف الحركة لذا أستطاع  تفاديها بسهولة.

وهي كادت أن ترتطم بالحائط وما أن مد كارلوس يداه لإمساكها، التقطها جابرييل رامقاً إياه بحدة، جاعلاً الآخر يقطب حاجبيه لكنه تراجع للوراء مراقبً بعينيه جابرييل الذي يقود كاتالايا المتعبة إلى الغرفة.

على الأقل استطاع الإطمئنان عليها ورؤيتها سالمة معافاة، والأن يجب عليه الذهاب لتأدية عقابه قبل أن يتضاعف أكثر.

...

وضع جابرييل كاتالايا على السرير وسألها بخفوت:

-«ما الذي جعلك تخرجين من السرير»

توقفت يداه عن تعديل الوسائد تحت رأسها، حالما التقت عيناه مع قهوتيها المتعبة، بدت شاردة فيه وكأنها تحلل كل جزء فيه، قالت تجيب سؤاله اخيراً:

-«لقد كنت عطشة ولم أجدك بجانبي»

ابتعد جابرييل عنها، واخذ الأبريق الذي بجانب السرير  وصب كأس الماء، التفت مجدداً إليها وقال:

-«لقد كان هنا كل ما كان عليك فعله هو النضر جيداً»

-«اوه لم اره أنا اسفة»

قالت له ببلاهة،وعيناها تتبع يده التي تمتد إلى أسفل رقبتها،رفع ضهرها يسندها بذراعه القوية، ويقرب كأس الماء يسقيها بروية.

ترك جذعها برفق ليساعدها في التمدد على السرير ولم يكد يتحرك حتى وجد ذراعيها تلتف حول عنقه، بعدها همساتها في اذنه بانفاس حارة:

-«اتمنى لو تعانقني للأبد، أنت دافئ جداً»

حاوطها بعطف نادراً ما يصدر منه، تيبس جسده حينما سمع قولها الهامس:

-«مثل أمي تماماً»

كيف يقول لها أن والدتها أنقى من تشبيهها به، تلك المرأة لن يستطيع الوصول لمستواها مهما فعل، مرَّ على خاطره ذكرى يوم الخطيئة.

..

-«جابرييل ابتعد عني انت لست واعٍ،ٱرجوك لا»

تساقطت دموعها بحرقة تحاول الإفلات من قبضته، صرخت بقوة وكأن روحها تخرج من جسدها، تقول بلوعة قلب:

-«أتوسلك لا، لأجل هيلين يا جابرييل لا تفعل هذا»

أستطاعت تحرير قبضة يدها من جابرييل بصعوبة لتهبط على وجنته بقسوة،وكأنها استفزت الوحش، ثار عليها وقيدها قبل ان تهرب، استنجدت بعلو صوتها تستنجد بأخاها وسندها:

زهرة ابريل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن