الفصل الثالث عشر..قبل الأخير 🕊️

1.3K 48 17
                                    

عندما تتوالى الخيبات واحدة تلو الأخرى و تتوالى لحظات الحزن و الحسره و الندم ، تموت تلك الروح المتفائلة وتفقد بريقها للحياة ، فقط أنا المجني عليه وأنا المتهم
____________________________________________
( احداث من الماضي )

" طلقني"
هتفت بها إنتصار برجاء وهي تجلس بجانب قدمه وتبكي بقوه علي ما ألا إليه حالها

اخرج سيجارته من بين شفتيه ببطء قبل يحتضن يدها ليطفئ سيجارته في باطنه وهو يسمع صراخها و إلتوأها بإستمتاع وكأنه نوته موسيقية خاصه

لتصرخ بقهر وهي غير قادرة سوي على البكاء في وجوده فلا تمتلك غيره:
" أرجوك أرجوك ارحمني مش عايزه العيال يشوفوني كدا"

انزل ساقيه من فوق ساقه الأخري قبل أن يهمس بجانب أذنيها:
" و مفكرتيش في دا ليه قبل ما تطلبي الطلاق !!"

أنهي كلامه وهو يقذفها بعيداً عنه بقدمه بإستحقار:
" بس تعرفي انا موافق"

أنهي كلامه وهو يقف من فوق كرسيه و يسير إليها ببطء وكأنه يبث الرعب بداخلها:
" مليت منك بقيتي شبه المومياء"

فأي أنثي مكانها الآن ستشعر بالألم بأن زوجها يراها جثه لا روح فيها ولكن شعور السعاده الذي خزي أطراف روحها وكأنها تري حبل نجاتها يسقط لها من بعيدا...

أيقول أنها أصبحت كالمومياء!! أليس هو من فعل بها هذا فهو لم يترك شئ إلا وفعله بها وكأنها فأر التجارب الخاص به ... كلما شعر بالضيق عاقبها ب اسوء الطرق جعلها تتمني الموت كل يوم وكل دقيقه وكأن موتها هو النجاة لها منه

أكمل كلامه وهو يلف شعرها القصير حول يده بقسوة حتي شعرت بجذورها تتمزق وهو يهمس بفحيح و أنفاسه تضرب أذنيها :
" بس هتسبيلي عيل من عيالي و ممنوع انك تشوفيه تاني"

شهقت بقوة وهي تتذوق مراره الألم وصوت شهيقها يعلوا فهيا تعلم أشد الناس علمًا لما يطلب منها هذا

كانت تعرف أنه شيطان بلا رحمه نزع منه كل شئ حي ولكنها لم تتصور أنه مسخ إلي هذه الدرجة يساومها بين حياتها وحياة أبنها

لو فقط لم تحمل منه و نجحت محاولاتها في إجهاض الجنين لم تكن لتختار الآن

نفض يديه منها وكأنها شئ قذر يقرف من لمسه وهو يقف و نظره مثبت فوقها بتشفي وهو يري ملامح وجها التي ذبلت بشدة وهو يتذكر اول مره رأها فيه كانت كالورده التي تفوح عبيرها في كل مكان و تجعل كل شئ حولها منتعش بالحياة

أنزلت رأسها للاسفل وهيا حتي غير قادرة على  ترجيه بأن لا يفعل ذلك فهو اقسي من أن يهتم بما تقوله ولكن ليس المهم هو ... المهم هو أولادها... أولادها الذي تحملت كل تلك القسوه في صمت ولم تصرخ في يوم لكي لا يسموعها و يعلموا بما يحدث لها ... أولادها الذي ضحت بنفسها لكي تبعدهم عن ذلك الظلام يصر ذلك الظلام بأخذهم وكأنهم وجبته الدسمه التي سيستمر بها

"سجينة الذئب"  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن