سَأُوجِدُها !
**************************************
قَد كَانَ يَوْماً عادِياً ، عُدت لِلْمَنزل لِأرى صَديقتي -ليما- قَد بَدأت بعَملها ، نعم ! هي تعمل في البثوث ، و أختي بجانبها ...ذهبت لغرفتي و كنت قد بدلت ملابسي ، و ذهبت لهم
-كيف كان يومك ؟
-جيد ، كأي يوم ...
قاطع حديثنا رنة هاتفي ، ذهبت لأرى من المتصل ، كان رقماً خاصاً ، أجبت
-تفضل
-أين انتِ ؟
-عفوا ! من المتصل ؟
-سؤالي بسيط ... اين انتِ ؟ و ان لم تتكلمي الآن ، سأضطر لمعرفته بطريقتي الخاصة ...
لن أكذب و أقول أني تجاهلته ، أو اني لم اتأثر ، خفت ... كثيرا ، ليست المرة الاولى التي اتعرض فيها لملاحقة من شخص غريب ، تظاهرت بتجاهله ، و ردت عليه
- و ما شأنك أنت بمكان تواجدي ؟
- إذا سأعرف بطريقتي
لم أسمع بعدها إلا صوت إقفاله للهاتف ، تجاهلت الأمر إعتَدْتُ على هذه الأمور ، ذهبت للإثنتين اللتين تجلسا أمام الهاتف في غرفةِ الجلوس
- تارا !
- ها ؟
- أليس لديكي مدرسة صباح الغد ؟
- بلى
- إذاً هيا ! إلى النوم
ذهبت تارا -أختي- إلى غرفتها و هي تتذمر ، جلست بجانب ليما لِأُشاركها الحديث في بثها ، و وقعت عيني على تعليقِ منهم ...
"أنا بالخارج !"
توقعت أنه أحد متابعيها ، و لم أفكر بالأمر كثيراً ، و بالفعل لم يحدث أي شي غير المعتاد ... حتى دخلت غرفتي لأرمي بجسدي على سريري إنه منهمكٌ من العمل ، فأنا أعمل في فندقٍ مرموقٍ في بلدتي ، و كالعادة عقلي لم يجعلني أنام رغم إرهاقي ،،
فكرت بالماضي ...
الحاضر الي كان من الممكن أن أكون فيه إن لم تخطأ أمي ...
هل ستحبني عائلتي إذا كانت بالفعل عائلتي ؟
هل هناك أحد من أبناء حينا القديم يذكرني بعد طردي ؟
لو أُتيحت لي الفرصة بإكمال تعليمي ؟
حب الطفولة ؟
ماذا لو تمسكت بي جدتي أكثر ؟
هل جدتي مازالت على قيد الحياة أساساً ؟
و أخيرا المستقبل المجهول .
لكني أُفضل الماضي ، قبل وفاة أمي التي كانت كل شيءٍ في حياتي ...