ولدت جيني كوكيل عام 1953 في انكلترا , كانت طفلة حالمة تتخيل الكثير من الأمور التي ما كان لطفلة في مثل سنها حتى ان تفكر فيها , لكنها كانت تظن ان جميع الأطفال الآخرين لهم أحلام و خيالات مثل تلك التي تراودها بين الحين و الأخر , احد الأحلام الذي رافق طفولتها و طالما قض مضجعها هو حلم مخيف عن موتها , كانت تتخيل نفسها في غرفة بيضاء شديدة الإضاءة فيها شباك وحيد قديم الطراز , و ينتابها إحساس ثقيل بالغربة كما لو أنها بعيدة عن بيتها , و كانت تشعر بألم شديد في جسدها و صعوبة في التنفس , لكن ذلك الألم كان لا يقارن مع الشعور المرعب بدنو اجلها و حسرتها و خوفها على الأطفال التي ستتركهم خلفها , كان حلما غريبا حقا , خاصة بالنسبة إلى طفلة في عمر جيني. هذه الخيالات و الرؤى كانت تزداد قوة و وضوح عاما بعد عام فتتحول في رأس جيني الصغير إلى صور لأماكن و وجوه لم ترها في حياتها , أكثر تلك الصور وضوحا كانت لكوخ صغير تحيط به الأشجار و تنتصب بالقرب منه مجموعة من الأكواخ البسيطة , كانت بلدة صغيرة و كان بإمكان جيني رسم خريطة لها على الورق , لكنها لم تكن تعلم أين تقع هذه البلدة في هذا العالم الواسع , لكن في المدرسة , كانت جيني تفتح أطلسها الجغرافي و تحدق بغرابة إلى رسم لخارطة ايرلندا ثم تمرر إصبعها فوق الرسم ببطء لتتوقف فجأة عند بقعة معينة كتب تحتها اسم مالهد , كانت بلدة صغيرة إلى الشمال من دبلن , و مع أن جيني لم تزر ايرلندا في حياتها لكن شعورا قويا لا يقاوم كان يشدها دوما إلى ذلك المكان البعيد.
رغم الخيالات و الأحلام , المزعجة أحيانا , التي كانت تتراءى لها من حين لأخر إلا إن جيني استمرت في حياتها حتى غدت شابة و تزوجت و أصبحت أما لطفلين , إلا أنها لم تتوقف يوما عن التفكير في ذلك الكوخ الصغير القابع في تلك البلدة الصغيرة من ايرلندا , بل إن إنجابها لأطفالها و شعورها بالأمومة جعل تلك الخيالات القديمة أكثر قوة و وضوحا , خاصة تلك المتعلقة بالأطفال الصغار الذين كانت تراهم في أحلامها و التي بدا واضحا بأنها كانت والدتهم في حياة أخرى , لقد شعرت بحنين و قلق كبير تجاه أولئك الأطفال إلى درجة أنها قررت أخيرا عام 1988 القيام بزيارة إلى بلدة مالهد في ايرلندا , و ما أن وطئت أقدامها ارض تلك البلدة حتى أخذت أحلامها و خيالاتها القديمة تمتزج مع الواقع لتصبح حقيقة ماثلة للعيان , صحيح أن هناك بعض التغييرات طرأت على البلدة و لكنها في تفاصيلها العامة كانت مطابقة للصورة التي رسمتها جيني في عقلها , و كانت المفاجأة الكبرى عندما وجدت جيني الكوخ الصغير الذي طالما ظهر في أحلامها , كان مهجورا و خربا لكنها تمكنت من التعرف عليه بسهولة , ثم بدئت الصور و الذكريات تنهال عليها , صور ارتسمت في ذهنها لعائلة تتكون من زوج و زوجة و ثمانية أطفال , لكنها لم تستطع تذكر اسم العائلة و لا اسم تلك المرأة التي كانت تجسدها.

أنت تقرأ
قصة الحياه السابقه - الأم الايرلندية
Espiritualقصة واقعيه تثبت ظاهرة تناسخ الارواح مصدر القصه من قوقل