الجزء الرابع

442 34 14
                                    



__تشويا__


'ينتابني القلق حياله، ذلك الانتـحاري المجنـون الصــاخب الكســول، انه مختلف الأن تماماً! ينجز اعماله في صمت، لا يحاول الأنتــحار، حتى وإن كانت امامه علبة مطهر لن يشربها، لم اراه يمسك كتابه الأحمر، ولم يسخر مني ومن طولي كما يفعل عادة، لا ارى نظراته الخبيــثة، ومعاملتي ككلبه وخادمه ،  اعرفه منذ سبع سنوات، ولم اراه يوماً هكذا، هذا ليس المعجزة  الشـ ـيطانية التي اعرفها، هناك خطب ما به..


دازاي ان كنت قد تغيرت حقاً، وكنت تعتبرني كصديق بصدق ، انا لن اخيب ضنك'

دارات هذه العبارات بعقل المدير التنفيذي ناكاهارا تشويا، وهو يمشي بين الممرات في مقر المافيا،  إلى  ان توقف امام احد المكاتب، اخد نفس عميق ثم قرع الباب،  لم يأتيه رد،  ففتحه ودرف إلى  الداخل.

فوقف بصره على  بني الشعر الذي كان جالساً على  مكتبه غارقاً برأسه وسط ملفاته وقد كان نائماً، تنهد تشويا ثم اقترب منه ونكز جبينه وهو يقول:

- اوي  دازاي، استيقظ.

فتح بني الشعر  عيناه وتطلع حوله بشرود لثوانً قبل ان يعتدل جالساً وقد قال بنبره هادئة وهو يفرك عينه:

- اعتذر.. غفوت دون ان اشعر.

غاص تشويا بيديه في جيبه وقال:
- يبدوا انك لم تنم جيداً البارحة.

- اوه صحيح، فكما تعلم مضت مدة طويلة منذ ان نمت في شقتي التابعة للمافيا، شعرت بالأستغراب قليلاً.

- هكذا إذاً...بالمناسبة دازاي هـ هل اكلت شيء اليوم؟

رفع دازاي  بندقيتاه نحوه وقال وقد ارتفعت حاجباه قليلاً:
- آخر مره اكلت كانت في الوكالة.

تنهد تشويا وقال وهو يستدير:

- انهض ستذهب معي.

- مهمه من الزعيم؟

- لا، انما ارغب بتناول الغداء.. مع صديقي. 

حدق دازاي بظهره لثوانً ثم ابتسم بهدوء وقال:
- انا قادم.





✧✧✧





في مبنى احمر قديم الطراز، في الطابق الرابع منه، تحديداً حيث يقع قسم 'وكالة  المباحث المســلحة'

الجو هادئ، لا يسمع شيء في المكان سوء صوت الكتابة على الحاسوب وصوت حفيف الأوراق.

وبعد دقائق قليلة  قطع ذلك الصمت عبارة تقول:
- ماذا يفعل دازاي الأن.

تطلع صاحب النظرات للنمر الأبيض الذي قال هذه العبارة، فتنهد وقال:

لن انتحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن