RIN 5:الثقة اولا

116 10 3
                                    

_
_

4:44 توقيت باريس.

في هذا الوقت متأخر من الليل وبعد وداع عائلة رين قبل سفرها لكوريا كانت تجلس بداخل سيارته وبجانبه ايضا على بعد بوصات، حيث رين أعتمدت الجهه اليمنى في المقاعد الخلفية وهو الجهه اليسرى كذلك وما بينهما إلا الصمت.

رين من خلف عتمة النافذه كانت تنظر للطرق الفارغه من السيارات والرصيف الخاوي من الناس ومن فنية لآخرى تنعكس أضواء مدينة باريس داخل السيارة وسط ظلامها و هدوءها القائم بينما السائق يقود بصمت وبعض السيارات السوداء أمامهما وبجانبهما لحماية الرئيس.

لفَ جيون وجهه ينظر لها وهي غير منتبهة شاردةً في الطرق او بالأحرى تحاول إقناع ذاتها إنها لوحدها ولا وجود لأحدهم بجانبها تخفف التوتر عنها وعن الضغط الممارس على عقلها حالياً ومع ذلك ترى إنعكاسه في النافذة تلقائياً.

حين تنعكس أضواء المدينه على وجهها يرى لهفةً تستوطن عيونها الظاهره وتذكر كيف كانت ردة فعل عائلتها عندما رأو عيونها و أدركوا إنها قامت بقص غرتها الطويله عن عيونها النادرة , وهذا تقدم جيد حتى ولو كان بطيء نوعا ما.

ليس بين ليله وضحاها رين ستكون مرحه وتبتسم له أو حتى تتفاعل معه بتلك السهوله بل شيئا فشيئا ستتغير حتى ولو بعد حين المشكله فقط في إعماله المتراصة التي ستشغله عنها وعن معالجتها في أسرع وقت , حتى تخرج من حالة الإكتئاب هذه او أياً ما كانت عليه.

بسبب تلك اللهفة في عيونها نظر أمامه وحادث السائق الذي فورا رفع عيناه ونظر لرئيسه عبر المرآه خلسا :

"-أوقف السيارة"

اومئ السائق و جيون تلقى رده بحيث ركن السيارة بجانب الرصيف وإلتزم الصمت فيما بعد , نظرت رين نحوه تجبر ذاتها بضغطٍ على التحدث ولم تفلح حينها قال بهدوء دون النظر لها :

"-إذ أردتِ رين."

لم يتلقى ردا بحلول دقيقة كامله فنظر لها وتحفصَ ردة فعلها حينما نظرت له ووسط عتمة خافته ألتقطَ ترددا في عيونها قبل ان تشيح بوجهها دون ردا تعجز عن التحدث وهو ينظر لها أو حتى يترقبها بدقةً !.

كما لو كان هو والدها وهي إبنته الصغيرة حديثة الولادة و تتلفظ بأول كلماتها , لم تجد أفضل من هذا المثل الذي يوصف حالها.

قال جيون بهدوء وهي نصتت هذه المره وكانت ترتب كلماتها حتى ولو بتلبك واضح ونبرةً مهتزة :

-"الطُرق فارغه تماما , تذكري رِين الوقت رابعه فجرا."

هذا كان واضح في عيونها , متوترة من الذين حولها أو قد يصادفها أحد , في الماضي كانت تخرج برفقة شقيقتها وهذا لم يكن صعبا عليها او قد تعاني من رهبة  من الناس ولكن الآن تطورت حالتها وباتت لا تتقبل الإزدحامات أو كثرة الناس حولها.

RAIN حيث تعيش القصص. اكتشف الآن