موت زوجها ، إتهامها بقتله ، رسائل التهديد بقتلها و ليكتمل الأمر عودت الفتى من شبح ماضيها الذي يأبى الإضمحلال ... أوراق منثورة في كل مكان يجب أن ترتب لتُحل العقد .
" أنتِ شيطان بهيئة ملاك "
" أعشق رؤيتك تتعذبين .. هذا يجعلني أنتشي . "
| البَشَرُ بِ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
.
بــدايـــة
. . .
قطرات الماء تتسابق للسقوط و الوصول إلى الأرض لمعانقة خُضرةِ تلك الأعشاب ، الغيوم تبكي بحرقة لتنظف دموعها العالم من أوساخه . السماء تتألق بحلتها الرمادية كرماد النيران المشتعلة في قلوب العشاق الذين حُكِمَ عليهم بالفراق .
كأس قهوة سوداء ساخن يتربع على ذلك المكتب المليء بالأوراق المتناثرة هنا و هناك . جسد ضخم يعتلي ذلك الكرسي بجبروةٍ و وقار .
عيناه تركزان على تلك الوُرَيْقَاتِ يقلبها بإستمرار في جمود ، يمناه تعبث بالقلم تديره بإستمرار دون توقف . ثغره ينفث الهواء بضجر من حين لأخر .
غرفته هادئة ، مَلْئ برائحة الورق القديم و الكتب العتيقة ، رفوفوها تتزين بأشكال و ألوان عدةٍ من الملفات الضخمة . كاد كوب القهوة الذي لم يرتشف منه و لو قليلا يبرد .
أعاد جسده المنهك للخلف يزفر الهواء بعنف . حرك رأسه تجاه النافذة يتأمل تلك القطرات التي تتقاذف على الأرض قادمتا من السماء بإستمرار .
فُتح الباب على مصرعه فجأة ليقطع الدالف خلوته بنفسه تلك .
إرتمى على الكرسي المقابل له بملل يمد يده ليرتشف بعضا من تلك القهوة .
كمش ملامحه بإمتعاض يخرج لسانه بقرف و يده تعمل على إرجاع ذلك الكأس إلى مكانه السابق.
