[3]

18 5 6
                                    

استيقظت باكرا هذا الصباح بمزاج سيء للغاية ، لدي وقت كافي قبل الذهاب للعمل لذا ارتأيت إلى أخذ حمام دافئ والإفطار في المنزل اليوم . دائما ما أتناول فطوري خارجا او أتجاوزه فقط لأتحاشى رؤيتهما . استحممت ، ارتديت قميصا كلاسيكيا أبيضا وبنطال ثوب عريض بني اللون ، أميل لارتداء ملابس تشعرني بالراحة أثناء عملي أكثر من ملابس براقة وفاخرة .

دخلت الصالة فوجدت والدِي يحتسي قهوة صباحية مُرة تماما كنظارته لي الآن ، بينما والدتي وضعت ما آخر طبق على المائدة وجلست بجانبه .. تقدمت وسحبت الكرسي المقابل لكليهما وجلست ..

" صباح الخير "

اكتفت أمي بهمهمة كإجابة بينما أبي لم يعرني ذرة انتباه أصلا .
اخذت لنفسي كأس عصير ليمون أحتاج أن أنتعش به في هذه الأجواء المكهربة .
شيء ما يجري معهما ، لا أعلم ماهو ولكن حتما هناك خطب ما يمكنني معرفة ذلك من تعابير أمي وردات فعلها الغريبة ، لم تنفك تتفقد وجهي وتسرق نظرات إلي منذ أن جلست..

وياليت شكوكي كانت كاذبة..

" جهزي نفسك عليك الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع القادم "

ظننت أنه يمزح لذا أطلقت ضحكة ساخرة لكنني جمعتها شيءً فشيء حين استوعبت أن ليس من عادته المزاح معي. تحدثت دون تفكير وأنا أنظر لعينيه بغل بدوت للحظة كمختلة عقلية..

" هل جننت؟ "
" ماذا ؟؟ ما هذا الأسلوب ؟ كيف تجرؤين على الرد على والدك ياعاقة!! أين احترامك؟ "
" وهل يكن هو ذرة احترام لي ولآرائي؟ "

لم أشعر بنفسي إلا حين هويت من على الكرسي وافترشت الأرض إثر صفعة منه زلزلت معالمي ، لم تطفئ نيرانها سوى قطرات مالحة رسمت طريقها على خدي ..

" قلت ستذهبين وانتهى الأمر ، كلفتك للاعتناء بفرع جديد من شركتي سيفتتح هناك الأسبوع القادم . لا مزيد من المناقشة. "

جمعت شتات نفسي ووقفت أنظر إليه بعيون أمنعهها من الفيضان بمشقة الأنفس ، صرخت به بصوت مهتز ..

" وأنا قلت لن أذهب ، لست لعبة بين يديك تتحكم فيها كما تشاء ، أنا أيضا لدي حياة و أصدقاء وعمل لم عساي أتركهم وأغترب في بلد آخر من أجل مصلحتك؟ لم تكن لي يوما أبا داعما ومتفهما كما يجدر بالآباء ان يكونوا ، لمَ تدّعي الاهتمام والقلق على مستقبلي فجأة ؟؟ كل ما يهمك هو تخشاه هو فناء ثروتك ونفوذك ، لكنني لا أهتم ، تلك شركتك جد لها من يديرها كما فعلت مع باقي الفروع في البلدان الأخرى ، أنا لست ذاهبة لأي مكان. "

خرجت وصفعت باب المنزل بقوة ووقفت أمامه أشهق بشدة بعد أن سمحت لدموعي بالانهمار بدون توقف كالمطر الغزير ، لا زلت أسمع لعنات أمي تلحقني ، لست متفاجئة منها صراحة لاطالما كانت تلك الزوجة التابعة لزوجها ولا تملك رأيا عليه لم تقف يوما في صفي ولم تكن لي يوما صديقة كما باقي الفتيات وأمهاتهم ..

Serendipity | صدفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن