استيقظت باكرا هذا الصباح بمزاج سيء للغاية ، لدي وقت كافي قبل الذهاب للعمل لذا ارتأيت إلى أخذ حمام دافئ والإفطار في المنزل اليوم . دائما ما أتناول فطوري خارجا او أتجاوزه فقط لأتحاشى رؤيتهما . استحممت ، ارتديت قميصا كلاسيكيا أبيضا وبنطال ثوب عريض بني اللون ، أميل لارتداء ملابس تشعرني بالراحة أثناء عملي أكثر من ملابس براقة وفاخرة .
دخلت الصالة فوجدت والدِي يحتسي قهوة صباحية مُرة تماما كنظارته لي الآن ، بينما والدتي وضعت ما آخر طبق على المائدة وجلست بجانبه .. تقدمت وسحبت الكرسي المقابل لكليهما وجلست ..
" صباح الخير "
اكتفت أمي بهمهمة كإجابة بينما أبي لم يعرني ذرة انتباه أصلا .
اخذت لنفسي كأس عصير ليمون أحتاج أن أنتعش به في هذه الأجواء المكهربة .
شيء ما يجري معهما ، لا أعلم ماهو ولكن حتما هناك خطب ما يمكنني معرفة ذلك من تعابير أمي وردات فعلها الغريبة ، لم تنفك تتفقد وجهي وتسرق نظرات إلي منذ أن جلست..وياليت شكوكي كانت كاذبة..
" جهزي نفسك عليك الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع القادم "
ظننت أنه يمزح لذا أطلقت ضحكة ساخرة لكنني جمعتها شيءً فشيء حين استوعبت أن ليس من عادته المزاح معي. تحدثت دون تفكير وأنا أنظر لعينيه بغل بدوت للحظة كمختلة عقلية..
" هل جننت؟ "
" ماذا ؟؟ ما هذا الأسلوب ؟ كيف تجرؤين على الرد على والدك ياعاقة!! أين احترامك؟ "
" وهل يكن هو ذرة احترام لي ولآرائي؟ "لم أشعر بنفسي إلا حين هويت من على الكرسي وافترشت الأرض إثر صفعة منه زلزلت معالمي ، لم تطفئ نيرانها سوى قطرات مالحة رسمت طريقها على خدي ..
" قلت ستذهبين وانتهى الأمر ، كلفتك للاعتناء بفرع جديد من شركتي سيفتتح هناك الأسبوع القادم . لا مزيد من المناقشة. "
جمعت شتات نفسي ووقفت أنظر إليه بعيون أمنعهها من الفيضان بمشقة الأنفس ، صرخت به بصوت مهتز ..
" وأنا قلت لن أذهب ، لست لعبة بين يديك تتحكم فيها كما تشاء ، أنا أيضا لدي حياة و أصدقاء وعمل لم عساي أتركهم وأغترب في بلد آخر من أجل مصلحتك؟ لم تكن لي يوما أبا داعما ومتفهما كما يجدر بالآباء ان يكونوا ، لمَ تدّعي الاهتمام والقلق على مستقبلي فجأة ؟؟ كل ما يهمك هو تخشاه هو فناء ثروتك ونفوذك ، لكنني لا أهتم ، تلك شركتك جد لها من يديرها كما فعلت مع باقي الفروع في البلدان الأخرى ، أنا لست ذاهبة لأي مكان. "
خرجت وصفعت باب المنزل بقوة ووقفت أمامه أشهق بشدة بعد أن سمحت لدموعي بالانهمار بدون توقف كالمطر الغزير ، لا زلت أسمع لعنات أمي تلحقني ، لست متفاجئة منها صراحة لاطالما كانت تلك الزوجة التابعة لزوجها ولا تملك رأيا عليه لم تقف يوما في صفي ولم تكن لي يوما صديقة كما باقي الفتيات وأمهاتهم ..
أنت تقرأ
Serendipity | صدفة
Romance" أنا مدين لك بسعادتي كلها لأنك أنت كل الأشياء السعيدة التي حظيت بها طوال حياتي و لم يسبق لي أن شعرت بكل هذا الدفء في روحي إلا معك ، شعرت عندما أحببتك وكأنني فزت بالحياة دفعة واحدة. "