[8]

14 3 11
                                    

إلتفَتُ بالعرض البطيئ حين سمعت صوتا مؤلوفا ناداني ، لكني لم أتعرف على صاحبه رغم ذلك بسبب الحشد الغفير الذي كنت وسطه ..

إلى أن خطى نحوي من بين الناس ، اقترب مني لدرجة سمحت لي أن أتبين عينيه اللتان لم تستطع قبعته إخفاء بريقهما ، بدت وكأنها تحمل كل نجوم المجرة داخلها ..

" عفوا ، هل أعرفك ؟ "

وجهتُ له السؤال بعد أن تهت في عينيه للحظات

التفتَ يمينا وشمالا وحين تأكد أن ما من أحد يلقي بالا لنا أنزل القناع عن وجهه حتى تبينتُ هويته وأعاده بسرعة بعد أن همس لي ..

" هل أمكنك التعرف علي الآن "

صدمتي كانت أكبر من أن تسمح لي بالرد عليه ببنت شفة ..
لكن .. هو يبدو مختلفا ..
مختلفا للغاية عما يبدو عليه في الصور ..

" هل يمكننا التحدث قليلا "

طلب مني ، لكني لم أستوعب مدى غباء حركتي التالية إلا عندما فات الأوان عن التراجع ، فقد أمسكته من ذراعه بإحكام سحبته خلفي وجريت بكل قوتي ..

توقفت حين غدونا على ضفة نهر الهان الذي كان بالفعل قريبا من المكان الذي كنا فيه ولكن أقل ازدحاما ، إنحنيت ألتقط أنفاسي وعندما حرك ذراعه في يدي وعيت على فعلتي وعلمت أنني مازلت أمسكها أفلتتها بسرعة وهو أزال قناعه فحاولت تفسير موقفي ..

" يا إلهي ، آسفة .. أنا حقا آسفة .. لابد وأنني فاجأتك ..
لقد .. فقط .. رأيت أنك متخفي وقد كان هناك الكثير من الناس ، لابد أن بينهم العديد من معجبيك هههه طبعا .. فقط خفت أن يتعرفوا عليك .. و .. هههه "

أضع نفسي أحيانا في مواقف لا يحسد عنها تنتهي بي أتمنى انشقاق الأرض لتسترني .. و ردة فعله جعلتني أتمنى ذلك أكثر ، فقد أطلق عن ضحكة أظهرت اصطفاف أسنانه ، بدت دافئة وبريئة كضحكة طفل صغير لا رجل راشد .. تكرر صداها في أذني وأعاد إلي ذكرى من ذاك اليوم حين سمعتها أول مرة ، تأملته بصمت حتى سيطر عليها بصعوبة ..

تمشينا قليلا إلى أن اقترح أن نجلس على كرسي خشبي تحت شجرة بجانب النهر .

كنت أطرق رأسي أرضا ألعب بقدمي ، لكنني رفعته كي أواجهه حين تحدث إلي ..

" بالمناسبة ، لم نحصل على تعارف لائق ، أنا بارك جيمين "

قال بابتسامة ومد لي يده ، ترددت قليلا انظر لها ، لكنني صافحته .
شعرت بالدفئ يتسرب لكامل جسدي من خلال يده ..

" جيون سويون "

" لم أتمكن من شكرك بطريقة لائقة ذاك اليوم ، أخبرني جيهوب أنك كنت قد رحلت حين أتيت .. كما أخبرني أنك كنت في إجازة آمل أننا لم نتعبك ، أنا أشكرك حقا "

Serendipity | صدفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن