[4]

14 5 9
                                    


فتح البواب تلك البوابة الكبيرة ودخلت بسيارتي ، طلبت من كاترينا ان تنتظرني في السيارة حتى أواجههما بالأمر لم أرغب في أن ترى العاصفة التي أتوقع أن تحدث إن علم أبي بقراري ، وافقت بصعوبة وشجعتني وطلبت مني أن لا أدعه يؤذيني مجددا .
نزلت من السيارة وأخذت نفسا عميقا ثم انطلقت ، تعمدت المجيء صباحا حيث يكون والدي في المنزل ، أبي عادة لا يذهب للشركة حتى الزوال ، أما أمي فتمضي يومها إما بالمنزل أو في التسوق مع رفيقاتها المتعجرفات .

فتحت الباب ودخلت ، لمحت أمي قادمة تهرول من الصالة ما إن رأتني تمهلت واعتلت وجهها امارات الاستفزاز والبرود الذي اعتدت تلقيه منها .

" هل عدت لرشدك الآن؟ أين كنت أيتها العاقة ؟؟ كنت أعلم أنك ستعودين في النهاية ، اعتذري من والدك وجهزي اغراضك كفاك طفولية . "

سكنت أنظر لها لثواني أسأل نفسي ما إن كانت هذه حقا أمي لكنني تخطيتها بالنهاية وتجاهلت نداءاتها و لعناتها .
اتجهت لغرفتي دلفتها وأغلقت الباب خلفي ، استغرقني الأمر نصف ساعة جمعت فيها كل ما يخصني لم اترك شيئ غير الأثاث .

خرجت من غرفتي أجر خلفي حقيبتين وقفت وتركتهما في الرواق . ذهبت مباشرة لمكتبه اعلم أنه سيكون هناك .
نقرت على الباب ثلاث مرات فجائني صوته يأذن لي بالدخول ، رأيت الاستغراب على وجهه حالما تراءيت لعينيه ، لكنني تحدثت بسرعة قبل أن يبدأ هو في محاضرة لا نهاية لها.

" أبي ، أنا سأنتقل من المنزل ."

سُر وجهه بما سمعه وضحك ضحكة الانتصار لم أفهم ردة فعله في الأول ، لكنني علمت أنه فهم كلامي على نحو خاطئ بعدما تكلم ..

بالطبع !! هذا هو القرار الصحيح كان عليك الموافقة بدون لف ودوران لم تحبين تعقيد الأمور ؟ جهزي نفسك وتذكرتك ستكون جاهزة غدا ستذهبين في أول طائرة "
" ليس هذا ما قصدته أبي ، أنا سأنتقل للعيش بمفردي ..
في شقتي الخاصة هنا في سيول"

رأيت الألوان وهي تتغير في وجهه بعد ما تلفظت به فصرخ في وجهي بملأ صوته جعل من جسدي يرتعد رعبا ..
" هل جننت يا هذه؟ هل تودين أن ارتكب بك جريمة؟ لن تذهبي لأي مكان "

اقتحمت المكتب ( أمي التي كانت تسترق السمع خلف الباب اصلا ، لا تخبروني كيف علمت لقد حفظت تصرفاتها عن ظهر قلب ) بعد ما سمعت صراخ زوجها وراحت تربت على كتفه وتطلب منه أن يهدأ ، تخترقني نظارتها كلما وجهتها إلي ..

" بلى سأذهب ، سبق واتخذت قراري ولن أتراجع عليه . لم أعد في السادسة عشر لترغمني على العيش معكم واتباع قوانينكم ونمط حياتكم كالعبيد. "

اتجه نحوي بوجه مكفهر و دفعني حتى اصطدمت بالحائط  وسقطت على الأرض شعرت بعظام ظهري سحقت ، جن جنونه وبدأ يصرخ ويرمي كل ما على المكتب فوق رأسي ..

Serendipity | صدفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن