Part 17

111 8 1
                                    

قراءة ممتعة


خرجت أمام المشفى لتراه يسند جذعه على السيارة داسا يده بجيبه ينظر بالفراغ ينتظر خروجها , ظلت تمعن النظر لوهلة بذلك الرجل الذي تجده بجانبها بكل ذائقة تحلّ بها ...

تسارعت خطواتها تجري باتجاهه , تعانقه بشدة لتغرس رأسها بصدره , تسحب رائحته الى داخلها , أراد بلحظتها أن يسحبها قليلا ليسأل عن حالها لكنها أحكمت على عناقه أكثر فأكثر ثم نبست

_ دعني أشحن طاقتي قليلا ..., أشعر براحة لا توصف في كل لحظة أتلاقاك فيها

عندها ابتسم يقبل فروة رأسها يراقص خصلات شعرها بين أصابعه

_ جون رائحتك أصبحت بمثابة إدمان بالنسبة لي

قطب حاجبيه بتلك الأعين الناعسة ثم حاول فصل
ذلك العناق ليستفسر الأمر منها ، أمسك وجهها الصغير بين كفّيه ناظرا لكستنائيّتيها

_ ملاكي ! ... هل هناك شيء ما ؟

كانت عيناها محمرّة للغاية و منتفخة تدلّ على بكاءها ، أنفها المحمرّ و وجنتيها أيضا التي تشبه حبتي فراولة ، حاوطت خصره بيدها دون إزاحة عينيها عن خاصته لتخبره

_ أشعر بضيق شديد داخلي ...

_______

جلسا على حافة نهر الهان , تحت ذلك الجسر الكبير كانت تستمع لخرير المياه بصمت تشاهد ذلك المنظر اللّيلي وكأنها تبوح بحزنها لالطبيعة ,أما الآخر فكان بالخلف يتأمّل تفاصيلها بتمعّن ...
رفعت يدها تشير له ليقترب منها ، راسمة تلك الابتسامة التي تثلج قلبه .. عندها استجاب لطلبها يتقدم نحوها واضعا يده بجيب معطفه الكبير

_ ألن تخبريني ما الذي جرى معك ؟

سحبت ميري الهواء بداخلها ثم شبكت ذراعيها حول صدرها و أجابت بيأس

_ هل تتذكر تلك الفتاة الصغيرة التي قمت بإجراء عملية لها سابقا ؟ نايون ...؟

تغيرت ملامحه بلحظتها و كأنه علم ما ستقوله , لأنه يعلم مدى تعلق حبيبته بتلك الفتاة أطبق جفنيه لثواني معدودة ثم فتحهما

Black and whiteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن