Part 11

137 21 0
                                    

قراءة ممتعة


" الحزن يشبه المطر، يأتي بلا دعوة مسبقة ويغمر كل شبر من وجودك. في أعماقه يكمن نبض الألم والفراغ، لكنه أيضًا يُعلمنا الصبر والقوة في مواجهة تلك اللحظات الصعبة. يبقى الحزن جزءا لا يتجزأ من رحلتنا، ففي ذلك الحزن نجد الفرصة لفهم عميق لأرواحنا ونكتشف قوتنا الداخلية للمضي قدماً رغم الألم. "

*بعد ثلاثة أيام *

ضوء خافت يتسلل بين الستائر، غرفة هادئة للغاية بدأت ميري تستعيد وعيها ببطء ، تشعر بلطف الوسادة تحت رأسها ، تنفتح عيناها ببطء، وهاهي تشاهد شعاع الشمس وهو يتسلل بهدوء إلى داخل الغرفة، يرسم تباين الظل والنور على الجدران، وتبدأ تفاصيل الغرفة بالتبلور أمام عينيها.

استقامت من مكانها تمشي بشكل غير متوازن بسبب المسكنات حافية القدمين بثياب نومها ، وجهها متجهم يخلو من أية مشاعر أو ملامح تمشي و كأنها جثة بدون روح ، فتحت الباب و نزلت الدرج بتلك الحالة لتجد جونغكوك يجلس بغرفة الجلوس حيث استقام بسرعة بمجرد رؤيتها

_ ميري ! هل انت بخير ؟

أطالت النظر به بعينين ذابلتين ثم أومأت برأسها لتجيب عن سؤاله دون كلمة

_ لماذا انت حافية ! ليتيييسيا !! ... أحظري شيئا لترتديه
و هنا نبست بشكل خافت يكاد لا يسمعها
_ أريد الخروج
_ أين تريدين الذهاب أخبريني و سآخذك أينما أردت
_ بمفردي ! أريد الخروج بمفردي ...
_ حسنا قومي بتغيير ثيابك على الأقل

*بعد ساعة *

تحت سقف السماء الشاحبة ، وقفت ميري على حافة الشاطئ وحيدة ، الرياح القارسة تلتفّ حولها ، ترسل أصداء الصمت بكل مكان ، تشعر و كأن اليوم حزين معها ، و ها قد بدأت الأمطار بالنزول صوت قطرات المطر تصتدم بمياه البحر جعل قلبها يرتجف ، أخرجت ورقة الإيكو التي حصلت عليها مؤخرا .
و عندها تقدم جونغكوك بهذه اللحظة حيث كان يراقبها طوال الوقت ، وقف وراءها مباشرة حيث تفطنت بوجوده لتقاطع ذلك الصمت قائلة
_ لقد كانت فتاة !
تلك الكلمة شقّت عروق قلبه ، فهو الوحيد الذي يعلم مدى ألمها ، تقدّم ليفتح مظلته و يغطيها

Black and whiteحيث تعيش القصص. اكتشف الآن