Part 01 : السالب و السالب

119K 8K 5.5K
                                    

حين وُلدت نظر لها الشيطان و قال :

أتت منافستي..

...............................................................................................................................................

أول مرة التقى فيها زوجته كانت في جنازة..

و قد كانت كراهية من أول نظرة..

لا يزال يذكر الأمر بوضوح شديد..يوم بداية لعنته..

قبل ثلاث سنوات :

رفع كوسيمو رأسه للسماء يحدق بها من خلف نظاراته السوداء ..كان يستمع للبكاء من كل زاوية قربه لكنه الوحيد الذي لم يكن يبكي و ملامحه كانت باردة..لدرجة أن الغرباء الذين قدموا للتعزية كانوا يتهامسون حوله وكيف أنه لا يملك أية مشاعر و كبريائه يمنعه حتى من البكاء على وفاة جدته..

جدته كانت تملك الكثير و الكثير من المعارف و المحبين فإن الحشد الذي حضر جنازتها كان حشدا يليق بملكة ..وهو وقف بينهم نظاراته السوداء تخفي أعينه الجليدية ومع ذلك استطاع الناس الشعور بقسوته حتى وهم يبعدون عنه بأمتار ..

لمسة شعر بها على ذراعه أعادته لما حوله يحدق بأمه قربه و أعينه دامعة تشير له لينظر أمامه و يركز مع التعزية و يصافح الناس كونه صار الأكبر بعد غياب أخيه الأكبر..

نزع نظاراته و مد يده الباردة كملامحه ليصافح كل من أتى لمصافحته و إخباره عن أنهم متأسفين لخسارته و أنهم يحبون جدته الراحلة..

ظل هكذا لفترة معتبرة حتى ظهرت هي من بين كل ذلك الحشد..

فيتوريا ريشي..

وقعت أعينه الزرقاء عليها..ثيابها سوداء ..جوارب سوداء ..كعب أسود و شعرها حالك كلون الوشاح الشفاف الذي تغطي به رأسها..

اقتربت منه و من عائلة فولك وهي وسط عائلتها..لم يتعرف سوى على والدها وهو ما سمح له أن يربط هويته بهويتها..إن كان ذلك الرجل والدها فهي ابنته الأصغر فيتوريا..

شابة تربت في موناكو ..عطلتها في اليونان..تتسوق من باريس .. تعمل في مانهاتن وعدد متابعيها أكثر مما يمكنها التصرف به..

رآها هي فقط ترتدي الأسود حتى وسط حشد من أناس بالأسود..أعينه التي تحمل الجفاء و البرود حدقت بها فقط وانقبض فكه..

ابتسامتها كانت لطيفة و كلماتها أتت بنبرة خافتة مراعية التخفيف عن كل فرد من عائلته..أمه ..إخوته و حتى أبناء عمومته الذين بدوا متفاجئين من رؤيتها أمامهم..لأن وجهها كان يُعرف عنها قبل إسمها..

لكن حين وصلت عنده لتعزيته منحته إبتسامة ألطف و أرق من كل إبتسامة سابقة بل سيتجرأ و يقول أنها خصته بنظرة مختلفة وفتحت فمها كما لو تود قول شيء خاص له هو بالذات حتى وهما لا يعرفان بعضهما..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن