Part 10 : الفتى الذي لا يريده أحد

62.6K 6.7K 1.4K
                                    


في قلبي مدينة..كل سكانها أنتِ..

...........................................................................................................................................

فيتوريا في سن الثامنة و كوسيمو في سن الحادية عشر :

كانت فيتوريا ريشي الفتاة الصغيرة ترتدي ثيابا سوداء بالكامل مماثلة للون شعرها ..الشيء الوحيد الذي كان يلمع هو خواتمها الفضية في كل أصابعها تقريبا..كانت تعشق لون الفضة وتطمح حين تكبر أن تضع نابا فضيا..ذلك سيكون رائعا جدا..

ركن والدها السيارة و نزل منها مع والدتها و أختها الكبرى ثم تقدم من المنزل الذي أتوا لإيطاليا من أجل زيارته بالتحديد..

كانوا هنا لزيارة أصدقاء العائلة ..لا تعرف من و لماذا ومن صديق من لكنها أتت مجبرة مع والدها بعدما أقنعها أن زيارة إيطاليا لبضعة أيام معه أفضل من قضاء الصيف مع إخوتها الذكور في موناكو..

سارت مع والديها ترفض إمساك يد أختها الكبرى لأنها لم تعد رضيعة ولا تحتاج أحدا أن يعتني بها ..هي قادرة على الإعتناء بنفسها و بغيرها...

استغرقهم الأمر دقائق ليرحب بهم سيد و سيدة ما للمنزل الكبير هذا..دقائق أخرى ليجلسوا في غرفة الجلوس و يظهر المزيد من أفراد العائلة الكبيرة من كل زاوية من المنزل ليرحبوا بوالديها ..

رأت فيتوريا الكبار يتبادلون الضحكات و الأحاديث و العناق ..هي لم تفهم اللغة كانت تتحدث الفرنسية و لا تعرف شيئا عن الإيطالية لهذا شعرت أنها صغيرة جدا بينهم لدرجة لم ينتبه إليها أحد وهي هناك بحجمها الصغير تجلس بثيابها السوداء غير الجذابة على أريكة في الجانب..

لحظات حتى تسللت لأنفها رائحة طيبة..طيبة بشكل جعلها تنظر حولها تبحث عن مصدرها..حين لم تجد شيئا وقفت من مكانها تبحث عنها ...شيء ما حلو كان صادرا من مكان قريب كتلك الرائحة التي تلفحك عندما تدخل لمحل كعك أو حلويات فتشعر بالحاجة لاستنشاقها و إنعاش رئتيك..

خطوة بخطوة ابتعدت فيتوريا عن المطبخ و لم ينتبه لها أحد بتاتا وسط فوضى الترحيب و الضحك بين العدد الكبير للراشدين في قاعة واحدة..

لهذا وجدت نفسها قرب مطبخ بابه مفتوح و واسع فأطلت برأسها من الجدار تتوقع أن تجد إمرأة في المطبخ تطهو أيا كان ما تشمه هذا لكن الفتاة الصغيرة رمشت بتفاجئ مما رأته..

كان فتى..أشقر و أطول منها قليلا..كان يقف على كرسي كي يستطيع الوصول لمنضدة الطبخ بشكل ملائم و هو يقوم بوضع شيء ما لزج فوق عجينة ثم يزينها ببودرة بنية..

أول ما خطر على بالها كان أن هذا رائع جدا..

هي كانت تكره حين يرفض لها أحد طلبا أو يسخر من حلم لها بحجة أنها فتاة و تلك أشياء تخص الذكور لهذا لم تحب يوما كيف أن كل العاملات و الطباخات في منزلهم نساء..و الآن كانت ترى فتى يطبخ..من المنطقي أن أول ما فكرت به كان أنه رائع..

سقوط تاج فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن