سقوط تاج فولك

Part 12 : وقع نجم من السماء

لو أنني أقول للبحر ما أشعر به نحوك..

لترك شواطئه و أصدافه و سمكه و تبعني..

..................................................................................................................................................

كانت فيتوريا تستلقي على السرير بينما تتصفح في هاتفها وترد على بعض الرسائل والتعليقات على آخر منشوراتها..

انجرفت أعينها للساعة أعلى شاشة هاتفها و وجدتها تقترب من منتصف الليل ..

كوسيمو لم يعد بعد وهذا ليس من طباعه..عادة لا تصل الساعة التاسعة ليلا حتى يكون هنا وتكون هي موجودة لإزعاجه في الباب ..أما الآن فقد تناول الجميع عشائهم وبعضهم في أَسِرتهم و الباقي خرجوا للسهر أو لتناول المثلجات على الساحل مقابل البحر..

كانت تشعر بالقلق لأنه لم يعد و بالتوتر لأنها تحتاج التحدث معها حيال ما حدث ولا ترى أن هناك فائدة من المماطلة أكثر و تجاهل بعضهما لأيام أخرى..كانا ناضجان و يحتاجان حوارا خاصا بالناضجين ..

وقفت من مكانها تقترب من شرفة الغرفة تطل عليها بينما ترتدي قميصا قديما من أيام جامعتها ومن لكونها ترتديه كثيرا كان به بعض الفتحات عند الكتفين كأنها اشترته من محل قديم..أسفله كانت ترتدي سروالا فضفاضا أسود سرقته من خزانة أخيها قبل سنة حين عادت لموناكو من أجل عيد ميلاد والدها..

حين تذكرت عيد ميلادها العام الماضي ظهرت ابتسامة على شفاهها دون وعي منها..

يومها تذمر كوسيمو لساعات أنه لا يريد الذهاب معها وأنه والدها هي و ليس والده هو لكن في نهاية المطاف وحين استيقظت في الصباح الباكر لتسافر وحدها تجر حقيبتها وجدته ينتظرها في الأريكة بينما يكتب على دفتره وقربه حقيبته..وليس هذا كل شيء..بل أنه في موناكو هو من طبخ عشاء ميلاد والدها وصنع له كعكة على شكل كرة بيسبول لأنها رياضته المفضلة..

لم يسبق أن رأت كوسيمو محرجا يوما كما رأته يومها وهو يتلقى المديح و الأحضان من عائلتها..كانت أول مرة يظهر خجله وهو في عقده الثالث فقط لأنه تلقى الإهتمام و التقدير على مهاراته في الطبخ..

لسبب ما تذكرها لذلك اليوم بالضبط جعل قلبها يرق ناحيته أكثر..

هو حقا كان شخصا جيدا حتى لو لم ير العالم ذلك..حتى ولو تذمر و قال أنه يكره العالم..لا يزال قلبه جيدا جدا..

من السهل على الناس نسيان الأمور الجيدة التي يقوم بها فقط بسبب مزاجه المتعكر يوميا وملامحه الباردة..بسهولة ينسون ألف شيء جيد له مقابل شيء سيء واحد فعله..

أثناء تفكيرها به و النظر للسماء تنهدت قليلا كونها تحدق بالنجوم و تشعر بالحزن لأنه سيفوت عليه مشاهدة تساقط النيازك ..