ماذا نقول لجمرة عينيك ؟..
................................................................................................................................................
" شيف زوجتك هنا.."
فور أن سمع كوسيمو هذه الجملة أوقع الملعقة من يده فارتطمت بالصحن الذي كان يزينه و خربت له هندسة التحلية التي صنعها..
توقف كل الطهاة في المطبخ حوله و التفتوا لينظروا له و لحركته تلك كيف تجمد مكانه..بعضهم حتى تجرأ و ابتسم خفية لأنهم يعلمون أن الشخص الوحيد الذي يستطيع بعثرة رب عملهم المنضبط و المنظم هو زوجته..
و الحقيقة أنهم يتمنون لو يستطيعوا ترك ما بيدهم و الخروج من المطبخ لرؤيتها أو التقاط الصور معها..
تحرك كوسيمو فجأة لما اعتدل في وقفته يمسح يديه و قال لمساعده :
" تابع مكاني لدقائق..سأعود.."
فور أن قال هذا مسح أيديه ينزع قفازاته البلاستيكية ثم نزع الرباط الذي يجمع خصلاته الشقراء و خرج من المطبخ فورا..
كانت خطواته سريعة و ملامحه باردة لكنه من الداخل كان يُسرع كيلا يحترق المكان أو تحدث فضيحة..فكل مرة تأتي زوجته للمكان تقوم بشيء ما لإزعاجه و تخرج من المشكلة كالشعرة من العجينة ..لماذا ؟ لأنها فيتوريا محبوبة الملايين..حرفيا..
أما هو فيدفع ثمن تخريبها لمعدات المطبخ أو السلعة أو حتى السكون و السلام..
مطعمه كان المطعم الإيطالي الأشهر في جنوب البلد..وهو علم أنه إن أراد أن ينجح في قبرص فعليه أن يقدم شيئا مختلفا و يحضر جذور عائلته للبلد..فصمم و بنى هذا المكان ليبدو كأنه خرج من حقبة إيطالية قديمة ..جمالياته كانت مسرة لكل شخص يتناول الطعام فيه و الحقيقة أن الكثير من زبائنهم يلتقطون الصور للمكان أكثر من التقاطهم الصور للطعام كما لو أن زيارة مطعمه باتت شيئا جاذبا للإعجاب في حساباتهم..كأنه يزورون متحفا أو ضريحا..
كانت هناك نافورات صغيرة و ينابيع طبيعية مرمي عليها بتلات ورود و أزهار..الأشجار حول المكان كلها مزهرة باللون الأبيض ..الوردي و الليلكي..الحنفيات أين يمكن للزبائن غسل أيديهم قبل تناول الطعام كانت صخرية عتيقة و مقبضها على شكل صدفة بحر..الطاولات كانت تبدو كأنها خرجت من فيلم إيطالي في ضواحي الجنوب و القائمة كانت تتغير ثلاث مرات في الأسبوع لتقدم طعاما من دولة مختلفة..
الأرضية صخرية و كذلك السلالم ..النُدل لا يرتدون ثيابا رسمية بالأبيض و الأسود بل النسوة ترتدين فساتين طويلة مُزهرة بعقد وردة حول أعناقهن و الرجال يرتدون قمصان بيضاء فضفاضة كأنهم قادمين من البحر و يخدمون زبائن البحر..كل هذا لجعل الزبائن يشعرون بالراحة أكثر..
أنت تقرأ
سقوط تاج فولك
Romanceحين التقاها أول مرة مات شخص ما.. حين تزوجها نشب حريق يومها.. حين خفق قلبه من أجلها سقط نجم من السماء حرفيا.. . . قصة قصيرة مكتملة بأجواء صيفية شيف x يوتيوبر