الفــصــل الــعاشــر

125 11 0
                                    


الـ 10

أعاد طرح السؤال من جديد،  مما أضاف إلى غموض من تواجده وزاد من استغرابها
_:  بقولك مفيش عندكم ليمون..؟ 

فتحت فمها قائلة
_: هــا!!

ظهرت سارة أمامهم وهي تثبت حجابها على رأسها واستقرت نظرتها على علاء لترى مع من تتواصل ابنتها كل هذه المدة أمام الباب
_:  خير يا بني عايز حاجة؟

_:  أنا لسه ساكن جديد في العمارة كنت محتاج ليمون.

توجّهت سارة بوجهها نحو هند تطلب منها التحرك
_:  أه يا بني موجود ثانية واحدة ، روحي يا هند هاتيله من المطبخ.

تحركت هند ببطء وسط قلقها الذي يعتريها، فهي تشعر بالرعب من هذه الشخصية المريبة التي تظهرها في كل مكان، وتسيطر على جوها بأسلوب غامض ومريب

ابتسمت سارة بمجاملة إلى علاء تراقب منظره وشكله عن قرب، بينمًا علاء بدأ متحمسًا وهو يستشعر نظراتها له،  فقالت بترحيب

_: تتهنى بشقتك الجديدة،  لو عوزت حاجة أساعدك فيها متكسفش الجيران لبعضيها

ابتسم بمحبة ليمسك مؤخرة عنقه ويتردد في كلامه
_:بصراحة أنا شاب وحيد وعايش في البيت لوحدي فأكيد معرفش حوار السوق والأكل اوي لو مش هتعبك تبقى تساعديني في الحوار ده؟

_: طبعا يا بني معنديش مشكلة لما أنزل السوق أبقى اجبلك الطلبات معايا ومرة في مرة تتعلم...  هو إنتَ خاطب أو متجوز قصدي مامتك أو أختك مفيش حد معاك ويعرفك الحاجات دي؟

هز راسه نفيًا، محاولًا استعطافها
_:  لا سنجل واهلي مسافرين فـ متعود على الخدم وحياة القصور فهماني فأول مرة أجرب الحياة لوحدي والأهتمام بنفسي وكده.

لمعت عينيها بفرح ولكن سرعان ما سيطرت على رد فعلها، وبقيت تقف بثبات

أتت هند بتردد لتقدم له الليمون، أخذه من يدها ثم طلب الإذن منهم المغادرة لتغلق سارة خلفه الباب وتخلع حجابها لتأمل حالة هند الشاردة؛  أقتربت منها لمحاولة فهم ما يجرى معها
_: سرحانة في إيه يا بت ؟ تعرفيه؟ أصل طولتي معاه على الباب.

ازدادت ارتباك هند من محاصرة والدتها، لن تفصح عن قصته معها قبل أن تدرك بعض الأمور عنه،  بكل جهدها تحاول تجنب الحديث مع والدتها بحجة ارهاقها من الصيام

_: لا معرفوش طبعا،  أنا تعبانة داخلة أريح شوية على ما ريم تيجي.

فرت هارباً إلى غرفتها تحت تعجب سارة من تصرفها،  نفخ عاطف بزهق من أصواتهم العالية ثم تفوه بحنق إليها
_: نفسي توطوا صوتكم لما تكلموا صدعتوني .

أشارت على شيء ما وهي ترد عليه بتريقة
_: مش لما توطي صوت الصب اللي جمبك ده نبقى نوطي صوتنا… يا راجل بتسمع مسلسل على الصب فضحتنا في العمارة.

رحلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن