تبعت خطواته بعيناي وهي تتجه حتى تلك الزواية من غرفتي
أمسك بكلتا يداه ذلك الغيتار الذي لطالما كان يعزف عليه
رُغم كونه ملكي ألا أني لم أستعمله مُطلقاً ولم أُحاول التعلم من الأساس،لكنه فعل...
كان دائماً وطوال تلك السبع سنين الماضية يأتي لمنزلي يومياً وعند وقت مُعين من الليل وعندما يكون المنزل خالياً من والداي كان يأخذ الغيتار ليعزف لي
يعزف موسيقى هادئة تدخل الراحة والسرور الى قلبي
تجعلني أشعر بعظمة مشاعره تجاهي فلقد كان دائماً ما يقول بأنه قد تعلم نغمة جديدة وسـ يُهديها لأجلي
لكنه لم يأتي مُنذ سنة،أنتظرته يومياً بذلك الوقت...عند العاشرة ليلا...
أنتظرته يومياً بغرفتي كي يأتي ويعزف لي لكنه لم يأتي قطلقد أشتقت...أشتقت لدرجة بدأت كُل يوم قبل أن أنام أفتح التسجيلات التي كُنت أسجلها عندما كان يعزف لي طوال تلك السبع سنين لكي يهدأ حنين قلبي ولو قليلاً
أستمع لضحكاته كُلما يخطأ لأبتسم بحماقة مُتذكراً كُل تلك الذكريات التي تجعل من صدري يضيق،يجعلني أرغب بالبكاء والصراخ في مكانٍ خالٍ من الناس
'سأعزف هذهِ النغمة في يوم زفافنا'
قالها في أحدى التسجيلات لأسمع ضحكته مُجدداً ولقد كانت ضحكتي متواجدة كذلك...
حدث ذلك قبل ثلاثة سنين من الأن...
هل كان يتحدث بجدية وقتها؟
هذا كُل ما كان يدور بباليأرغب بسؤاله وسؤاله عن كل تلك النُكت التي كان يقولها حول أمرنا نحن الأثنان
'أن تزوجنا فأنا سأعزف لك يومياً في منزلنا'
'أن عُشنا معاً يوماً ما فأنا أرغب بأن تكون غرفتنا كبيرة وذات جدران قوية كي أستطيع العزف لك في أي وقت'
والعديد من هذا النوع من المواضيعكان كُل مرة يتحدث بها يضحك في نهاية حديثه
اتسائل لما دائماً ما يضحك نهاية حديثه...
أيخفي أمرً ما أم يسخر من حديثه فحسب..."سأعزف لكَ"
تمتم بها لأفرق شفاهي بخفة غير مُتأكد من الذي سمعتهرغبت بأخباره أن يعيد حديثه مرةً أخرى ألا أني مُتأكد من الذي سمعته فلا أحد متواجد غيرنا في هذهِ الغرفة الهادئة
نظرت له وهو يجلس على سريري يمسك الغيتار بأحكام ليبدأ بتغيير أعداداته قليلاً كي تُناسب الاوتار النغمة التي يرغب بلعبها