الفصل السابع -٧-

1.1K 101 17
                                    

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل السابع> -٧-

توسعت أعين قطوف الكهرمانية تنظر لوجه جبريل المرتسم فوقه هدوء مُريب واثق، نظرتها القوية المندثر خلفها العديد والعديد من موجات الإضطرابات التي تخوضها مع ذاتها ولا يعلم أحد عنها شيء.
وتلك الجُملة التي لفظها جبريل تتكرر حول عقلها..
- "وهو في مستحيل بعد حُبي إللي مالي قلبك يا قطوف من الجنة.."

أخفت بجدارة الهلع الذي ينسج على الوجه سحابة قاتمة اللون، وأخذت في الضحك حتى اتضحت نواجذها، حركت رأسها بمعنى لا فائدة قبل أن ترفع غرتها عن أعينها، وتسير باتجاه جبريل حتى توقفت أمامه مباشرةً وأعينها تشعّ قوة وكبرياء، ثم هتفت وهي ترمقه بشراسة من بين شفتيها المذمومة:-
- عشم إبليس في الجنة يا جبريل باشا، نجوم السما أقربلك وأفضل أحلم كدا كتير بس خليني أنبهك، إن حلمك مستحيل وفي مستحيلات مش بتحصل وبتفضل دايمًا مستحيل مهما عملت.

الهدوء المرتسم على وجهه والذي لم يُعكر صفوه كلماتها، قابلها ببرود ثلجي يُناقض أعصابها المشتعلة بنيران كاوية..

أعطته ظهرها وظلت تتنفس بعمق وصدرها يعلو ويهبط بينما تقبض على كفيها بشدة حتى أصبحت ترتعش وابيضت مفاصلها، همست بداخلها تُهدأ من اشتعالها:-
- إهدي يا قطوف .. إهدي .. هو بيستفزك وأنتِ أقوى من كدا .. خليكِ باردة .. باردة واتصرفي بلامبالاة..

التفتت له وهي تنظر بثقة وبرود بعد أن كظمت أزيزًا في داخلها، بينما جبريل مازال على حالته ينظر لها بإبتسامة هادئة وأعينه تُعلن عن نظرات غامضة ترتشفها..
تحرك أمام طاولة الزينة وانتقلت أنظاره تتأمل أشياءها المتراصة فوقها، مدّ يده يحمل عطرها تحت نظرات قطوف المستشاطة والتي اعتقدت أنه سيُلقيها محطمها لكنه حطم إعتقادها وألقها فوق قمم الصدمة حين رفعها أمام أنفه يستنشقها بعمق مغمضًا عينيه وكأنه يتنفس الحياة..

تقاذف وجيب قلبها من خلف أضلعها مرتجفًا لكنها استفاقت من حالتها حين سمعت تنهيدته الثقيلة وهو يُردد بهدوء:-
- مش بقول قطوف من الجنة، حتى عطرك متمرد زيك، بس طبعًا دا هنا وبس ممنوع برا، وعارف إنك مش بتتعطري وأنتِ خارجة بس أنا بس بفكرك..

نجح بجعل نيران الغضب تندلع بداخلها من هذا أسلوب الأمر الذي يستخدمه في الحديث متعمدًا والذي تبغضه بشدة لكنها نجحت للمرة الثانية في الحفاظ على هدوءها، ورفعت رأسها تنظر له مبتسمة إبتسامة ساخرة.

أخذ جبريل يُزيل ساعة يده قائلًا دون أن ينظر لها:-
- طب يا زيتونتي رجعي يلا هدومي في الدولاب وحاجتي لمكانها علشان أنا تعبان يا عمري وعايز أنام وبكرا نكمل كلام.

سارت نحوه واستندت بكتفها على الحائط بجانب طاولة الزينة عاقدة ذراعيها فوق صدرها وقالت بهدوء وهي تُحرك رأسها لإبعاد خصلاتها المتساقطة ومُكللة وجهها:-
- لا يا باباي أنت هتاخدهم وهتخرج برا، معلش هتشوف أي مكان تقعد فيه الفترة دي وتنام فيه، أو ممكن تسيبني أرجع بيتي وأهو تكون نلت الشرف واسمك ارتبط باسم قطوف الهواري لمدة يوم .. دا هيفيدك كتير .. مش تبقى طماع بقاا..

مقيدة بأصفاد مخمليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن