الفصل الحادي عشر -١١-

1.2K 111 18
                                    

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الحادي عشر> -١١-

بربك يا فتاة؛ من أنتِ؟
كيف تتحكم كلماتك ونبرتك بداخلي..!!
كيف بلغتي هذا المبلغ مني سريعًا..!!

اهتز كفيّ جبريل وهو ينظر إلى ما بينهم بأعين ضيقة، شعور لقد أفلست قواميس الدنيا أن تمدني لأصف به ذلك الشعور..

لماذا قطوف؟!
كيف وصل بكِ الأمر لهُنا..؟!

فلم يكن ما يراه سوى أقراص مُهدئة وأخرى منومة!
لماذا تلجأ فتاة مثل قطوف لمثل هذه الأمور، مِمَا تُعاني، ما الذي تُدثره بداخلها، ما تلك الحرب التي تخوضها!

سار جبريل ووضع كل شيء بمكانه الصحيح وعاد يجلس فوق الأريكة والخواطر والأحلام تطوف به بعتو..
ظلّ على حاله يجلس شاردًا وأعينه تتأمل نومتها الساكنة والكثير من الأفكار تعصف به حتى اختطفه النوم وهو على حالته يصارع طوفان من الغموض والمجهول...

           ******بقلم/ سارة نيل******

مع إرتفاع أذان الفجر تحرك جبريل من نومته الغير مريحة بإنزعاج معتدلًا، التفت ليرى قطوف لكنه أصيب بالدهشة حين لم يراها..
وثب وخرج من الغرفة وقلبه مليء بالقلق فأين ذهبت في مثل هذا الوقت..!!

تنفس الصعداء حين رأها تجلس بهدوء أمام ورودها المفضلة تتلمسها برقة، ابتسم بحنان ثم جلس بجانبها داعيًا بداخله ألا تثور وتتمرد..

تنفس بعمق متسائلًا وهو ينظر للورد:-
- أيه مصحيكِ دلوقتي يا زيتنونه؟

والعجيب حين أجابته بهدوء دون تمرد:-
- عادي قلقت من النوم فقومت صليت وخرجت أستنى الفجر..

علقت الكلمات بعقل جبريل وهو ينظر لها بقوة يحاول سبر أغوارها..
ماذا بكِ قطوفي، ما الذي تعاني منه!
لماذا أشعر أن ثمة أوجاع مخبأة خلف تلك الأقنعة!

رفعت رأسها تنظر للسماء فأعمل هو النظر بها، بينما هي فأخذت تتذكر تلك الكلمات التي سمعتها أمس فزلزلت كيانها، كانت صدمة لم تكن بمخططها، أخذ قلبها يمور خلف أضلعها فالتفتت فوقعت أعينها داخل عيناه وسرعان ما أبعدتها في خجل أسعد قلب جبريل.
فهي المرة الأولى التي يرى بها داخل أعينها شيءٌ غير الحِدة والقوة الشديدة..

بشرت فؤاده فاستقام قائلًا مبتسمًا:-
- أنا هقوم علشان ألحق صلاة الفجر .. وأنتِ صلي وأبقي ادعيلي ... يا قطوف من الجنة..

وخرج لتظلّ تنظر لأثره بشرود متنهدة بثقل..

بالصباح كانت تجلس قطوف بصحبة رحيق أمام الورود متعجبة من عدم عودة جبريل منذ أن خرج لصلاة الفجر...
لم تُحدثها كلًا من والدة جبريل وشقيقته ولم يزعجوها بأي حديث..

زفرت قطوف بملل وهي تنظر لرحيق قائلة:-
- أنا مليت أوي يا رحيق مش عارفه لو كنتِ مش موجوده كنت اتكلمت مع مين...

مقيدة بأصفاد مخمليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن