الفصل الخامس -٥-

1.2K 106 10
                                    

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الخامس> -٥-

أردف جبريل بنبرة شديدة الحسم مغلفة بالنيران:-
- ولا عمرنا هنطلق يا زيتونة، أنتِ هتفضلي دايمًا وللأبد على اسمي، ومتتأمليش أبدًا إن ممكن أطلق أو أفكر في الطلاق، مستحيل تتحرري مني يا قطوف ألا بموتي..

كان يعتقد أنه بعد حديثه هذا ستمكث في بيت الصدمة وتستكين، لكن قد شنّ على نفسه حرب نارية حين انتفضت من مكانها ولم تبالي بصدمتها من هذا الحديث الذي فاجئها له..
وقفت أمامه بتحدٍ صارخ، ثم مدت أصابعها وأخذت تلكزه بصدره بحِدة ورمته بنظرات نارية وهدرت من بين أسنانها بنبرة خطيرة:-
- نظرتي فيك متخيبش أبدًا .. كنت عارفه إنك كدا، طماع وجشع ومش سالك..
عارفه إن وراك حاجة كبيرة .. بس يا خسارة أنت مش عارفني ... لو مفكر إن قطوف هتقعد في ركن مكسورة الجناح وهتخاف من الكلمتين بتوعك دول ... فأحب أقولك أنت مسكين أوي أوي .. خليك فاكر إن أنت إللي بدأت الحرب دي..

لم تتغير نظراته الهادئة، بقى ينظر لكفها الذي تضرب به صدره بقسوة ثم رفع أعينه الحادة يتأمل شراستها الشديدة وحُمرة الغضب فوق وجنتيها..
استدار بصمت ثم سحب قميص أخر وأخذ يرتديه بهدوء وهي تكاد تنفجر من بردوه..

ردد جبريل وهو يأخذ أشياءه:-
- خدي بالك من نفسك يا زيتونة، أنا خارج أجيبلك حاجة معايا .. بتحبي الشكولاته..

بقت جامدة تكتم غيظها ليقترب منها مقتحمًا مساحتها فتتسلل إليها رائحته المألوفة لقلبها، أغمضت قطوف عينيها تُشدد على جفونها بشدة ثم عاودت فتحهم مرةً أخر ترميه بغضب وقبل أن تثور كان يقترب يطبع قبلة فوق حمرة الغضب بوجنتها ويهمس بجانب أذنها:-
- صدقيني يا زيتونة أنا منتظر جدًا تفاجئني، منتظر بفارغ الصبر أشوف شغبك وتمردك..
عارف إنك مش عاديه ... بس اللسان إللي زي السيف ده لما يغلط هيتحاسب يا حبيبي اتفقنا..
سلام يا زيتونة وهجيبلك حاجة حلوة معايا، خليكِ مؤدبة وبلاش شقاوة...

وخرج من الغرفة تاركها وأمواج الصدمة تتخبطها تنظر لأثره بغضب وشراسة..
همست وهناك حرب شعواء بداخلها تتوعده بالكثير:-
- اصبر عليا يا باباي أنت لسه مشوفتش حاجة، شوف قطوف وإللي منتظرك منها..

سحبت حقيبتها بغضب وقامت بفتحها ثم اتجهت للخزانة العريضة، نظرت لها قليلًا ثم دارت أعينها تتأمل الغرفة الواسعة، فيبدو أنه تم توسيعها وتجهيزها قريبًا، هناك بجانب بعيد في زاوية الغرفة باب يؤدي لحمام خاص بالغرفة وزاوية صغيرة بها مكتب وبعض الأشياء المجهولة..
فراش واسع وأريكة تقابله، جميع الأثاث رجولي راقي وبسيط ... فبالنظرة العابرة تجد أن الغرفة تختلف عن بقية المنزل وكأنها بمكانٍ أخر..

زفرت بضيق وهمست بسخط:-
- وأنا مالي ومال الأوضة ما تو'لع أنا مالي، مكان مؤقت لغاية ما أخلص..
ومش هسمحلك يا جبريل تحطني تحت قيود، كفاية القيود إللي عيشت فيها..

مقيدة بأصفاد مخمليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن