الفصل الخامس والعشرين

2 2 0
                                    

كانت نور جالسة على فراشها تضم رقبتيها لصدرها ،لا تتحدث فقط تنظر فلفراغ ،حتى اكرم عندما جاء لها فالصباح اخذها ولم تتحدث معه ،فور ان وصلت بيتها وهي تتلقى الكلمات السامة من عمها الذي من المفطرد ان يربط على قلبها ،ولكنه لن يختلف كثيرا عن شقيقه قاسي فقط يلقي بسمه دون ان يرحم قلبها ،فتح الباب ودخل منه اكرم، ها مش ندمانة على ضياع طفلنا بسبب اهمالك ،رفعت وجهها لتنظر له فاكمل بغضب مش شايفة ان خروجك من غير اذني غلط، ادارت وجهها للجهة الاخرى لتقابل وجهها الشاحب فلمرآه ليدور حوار صامط بين نفسها ،ليه ضعفتي يا نور انتي عمرك ما كنتي كدا ،نور بتردد ووجع مش قادرة انا مش لاقية حد اتسند عليه ،اكرم زهق مني مع اول موقف ،هي بعصبية من امتى وانتي ليكي سند ،نور بضعف تعبت هو انا مش بشر ،هي لا انتي صخر السيوفي ،انتي هنى في دنيا والدنيا دي علمتك تعتمدي على نفسك مش كدا ،زواجك ما يضعفكيش لو مش هيقويكي يبقى بلاش احسن منه ،نور مش قادرة افكر تعبانة مش عارفة الصح فين يااااااا رب ،اكرم بصوت عالي نووووور مش بكلمك هتسكتي لحد امتا ،ادارت وجهها له وقالت بهدوء مميت قد يخفي ضعفها او يمنع قوتها لا ندري ،لا مش ندمانة يا اكرم انا ربما غلطانة لاني ما استنيتش ردك بس انا بعتلك رسالة اني خارجة بسرعة ووقت ما ارجع هقولك ،بس انت ما شوفتهاش وما كنتش ينفع استنى ،بدر خرج يا اكرم وكان هيقتل اختي وانا مش مستعدة اخسرها ،مش معقول هفكر فاي حاجة غير ان انقظ اختي ،وعشان مش تقولي ليه انتي الشرطة ،لا انا كلمت تيمور بس هو اتءخر علينا ،تفتكر كان المفروض اسكت واخسر اختي ،تفتكر من الصح كنت افكر فالي يتعوض واسيب اختي، انت لو شايفني غلطانة اني فكرت كدة وقولت انك هتدعمني ولما اخرج انت الي هتقولي معلش وهتقف في ضهري ومش هترميني لوحدي فبيت ابويا شهر ،يبقى انا اسفة اني اس قاتع كلماتها حيث وضع اصبعه على شفاتيها وقال ،حصل خير لسة العمر ان شاء الله طويل وهنخلف احسن منه ،تروقات خفيفة على الباب فسمح اكرم للطارق بلدخول ،دخل محمد بوجه متجمد وقال انا هروح بيتي ،نور من فضلك اعد لزم نتكلم ،جلس بهدوء ونظر لها فقالت تيمور عاوز يتزوج نورية ،فكر قليلا فهو اراد اهانتها كما اهانته ،ضحك بسخرية ضابط هيتزوج واحدة ابوها رماها وقتل اختها الصغيرة وهي اشتغلت بنت هوى، نظر بتعالي دا ايه السمعة ديه ،وضعت يدها على فمها تستوعب ما قالها هذا العم ،كيف له ان يلومها على تركهم لها وهي صغيرة اخذت نفسا عميق وقالت ،انت الي بتقول كدا في ايه يا عمي يعني انت كنت عارف ان ليك واحدة مرمية ما دورتش عليها ليه ،هنعيش عمرنا كله نتعاقب على ان ابونا كان مجرم ،طبيعي العالم مش هيقدر يتعامل مع نورية طالما انت شايفها كدا ،اكرم لتهدءة الحوار بينهما روح يا بابا وسيب كلو لوقته ،محمد وهو يقوم اه انا قلت كدا بس لولا اسرارك على دي ما كنتش وافقت ابدا ،قال اخر كلماته مشيرا على نور ،رفعت عينها بغضب فهو لا يحق له التقليل منها بهذا الشكل ثم اشارت لنفسها وقالت بسخرية تداري فيه غضبها، ليه ان شاء الله مالها دي ،هي المودة ان القرايب ،اكرم بزعيق بااااااااس في ايه ده عمك وما ينفعش تكلميه كدا ،نظرت بعيدا لتنهي هذا النقاش المزعج بلنسبة لها ثم اكمل اكرم وهو يشير على زوجته ،ايوى يا بابا انا بحب دي ومش هحب غيرها ودايما كنت هتلاقيني مسر عليها ،خرج محمد وهو يبرتم بصوت عالي مش عارف عملالك ايه دا بنات تركيا برقبتها ،فور خروجه انفجرت باكيا بغضب بين يدي اكرم ،فقد استنفدت كل طاقتها النفسية ،عمي بيكرهنا لييييه يا اكرم لامتا اختي هتتعاقب على ذنب مش ليها علاقة بيه ،مين هيدعمها تتغير لو احنى هنعاملها كدا ظل يربط على ظهرها حتى غفت وغفى هو جوارها

عند سامي كانو يجلسون على الطعام ،نيرة ايه اخبار يوسف ،سامي تعبان يا نيرة انا رايحله بكرة ،نيرة ربنا معاه ،انا عاوزة انزل الشغل بكرة اجازتي خلصت ،سامي ماشي يا نيرة ،قامت واعادت الطعام وجلست معه يتسامران حتى تحاول قطع هذا الجو المشحون

في صباح جديد نزلت نورية الشارع هي ولوجي وجدت تيمور يستند بظهره على سيارته، نورية بتساءل في حاجة تيمور بتجاهل صباح النور نورية بديق ايوة ايه جابك هنى تيمور ببسمة جيت اتطمن عليكم انتي واختك، لانت ملامحها وبتسمت برسمية وقالت شكرا لحضرتك احنى بخير وانا اسفة ،تيمور يا رب ديما ،تنحنح باحراج وقال ما ردتيش عليا ،نورية بغباء لا ليه رديت وانت قلتلي ديما ولا انت بترد على ايه ،وقف قليلا يستوعب ما قالته هي ،وهي تناظره بغباء في ايه حضرتك انا راجعت الكلام في راسي وشوفته متناسق يعني انا رديت ،تيمور وهو يزيل نظارته لتظهر عينها التي تشبه الليل في عتمته وقال متناسق ايه هو شغل انا اقصد ما ردتيش على العرض الي كان بيننا ،ادارت وجهها الى الجهة الاخرى فهي تناست هذا الكلام وها هو شهر قد مضى ،قالت بخجل اسفة هنرد عليك بعد يومين ،عدل نظارته وقال طب اركبي اوصلك شركتك، نورية بتجاهل طب بخاطرك بقا استوقفها قائلا نورية استني التفتت له وقالت ايه تيمور وهو ينظر اليها يا نورية اركبي بس ونتكلم في الطريق ، قالت وهي تشير بيدها وقفتنا دي غلط يلة يا لوجي واخذت لوجي ومشيت وتركته ينظر فاثرها ببسمة بلهاء يااااا دي مشيت وسابتني

عند يوسف، جاءت ناردين وقالت بدلع سلامتك يا جو، يوسف بهدوء الله يسلمك يا ناردين، دخلت سندس وقالت باحترام استاذ يوسف وقت الدواء، يوسف بامر اديه لناردين ،سندس بلرفض لا مش هقدر ،قال بقلة صبر تعالي، نظرت لناردين بديق وقالت وهي تضغط على اسنانها ممكن تتفضلي برة، يوسف بغمزة وقحة همس باذنها عاوزة تستفرضي بيا بحجة الجرح ،ناردين بتعالي جرى ايه يا ممرضة قالك سيبي الدوى ولا انتي مش بتفهمي، ابتلعت هذه الاهانة ثم نظرت له وقالت بصوت مسموع الدكتور زمانه جاي يتطمن على حضرتك وما ينفعش تكون دي موجودة، خرجت ناردين ودخل سامي وغيرله على الجرح وسندس كانت بتتعلم منه، وبعد فطرة خرج واعطته الدواء وخرجت كانت لليان تتحدث مع ناردين لليان بديق ايه جابك هنى، ناردين بسعادة انا قريب هبقى مراته وما تقلقيش عشان انا طيبة مش هخليكو تطلقو، شهقت لليان بعدم استيعاب ثم رفعت اصبعها بوجهها وقالت ده باحلامك يا ماما احنى هنمنعك لان احنى زوجاته، ناردين باستفزاز نبقى نشوف يا لليان، لليان بتحدي نبقى نشوف يا ناردين

في المساء كانت نور تشاهد التلفاز بملل، دخل اكرم والقى التحية فردت عليه بهدوء ،ثم قامت ووضعت الطعام وجلست جواره ،نور بقلق وهي تفرك يديها اكرم ممكن اطلب طلب وحياتي عندك مش ترفض عشان انا تعبت ،نظر لها بتعجب فماذا حدث فنور متوترة وتحرك يدها بشكل بهلواني كلصغار ،قال خير يا نوري ،اخذت نفس عميق ثم قالت بسرعة عاوزة ارجع شغلي واوعدك مش هتءخر عشان خاطري يا اكرم انا مش متعودة على قاعدة البيت عشان خاطري ما تقولش لا ،ترك الملعقة ونظر لها نظرة لم تفهمها ولكن فسرتها على رفضه لما ارادت

خبايا الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن