Chapter 3

69 8 18
                                    

🌊

.

انظرُ لَّهُ مَصِدومٍ، كَلِماتِي بَيْنَ يَداهُ
عَينّاهُ تَقَرأ وَلَا تُبالي لِي..

سَحَبتُ المُذَكِّرة بَاقوة مَا أَمَتلكتُ أَرَى الصَحَفة الّتِي كَانَ يَقَرأُهَا وَبالطَبعِ كَانت عَنهُ ...

يَاللهِي انقذني .. "مَالّذِي تفعّله؟" تَكَلمتُ بِهِدوء عَكَس
تِلكَ العَاصِفة الّتِي تجَلت دَواخِلِيّ ..

"أَهَذا لِيّ؟" أُوْدُ الهَرب.. أُومَأتُ بِيأسٍ فَأنَا كُشِفتُ
وبات الكَذِبُ لا ينفع بمَأْزَقِي،

لَمِّعت عَينّاهُ وَابتسامة رَفِعت شِفاههُ المُمتَلِئة ..
"يُوسانق، انَا أُحِبُّكَ أيضًا!" فَغرتُ فَاهِي مِن أَعتَرافِهِ...
وَاحِمْرت وَجَنتايَّ، هَمّستُ "مَاذا؟" وَضَحك
وَبدَ جمِيلًا لِدرجة تَصِعبُ عليَّ وصفّهَا ..

أَقَتَرب مُمِسكًا يَدايّ "يُوسانقي، إِنِيْ أُبَادِلُكَ الحُبُّ" لِمَ لَا أَشعرُ بشيءٍ كَلَعادة، لَمَستهُ لِيّ لَمْ تُسبب بأَرَتعَاشيّ قَلْبي لَمْ يَنَتفض آثرَ أَعترافهِ ..
لَا أَشعرُ بهِ مَا خَطبي.

مُنْذُ لَحَظاتٍ كُنتُ مُوّلعًا لكن مَالِذي يجري تَجَاهلتُ مَا حَدث وقفزتُ أُعَانقهُ بِشدةٍ مُتَجَاهِلًا الخَلّل...

خَرِجنْا مِن المَقهى، ظَلامُ الشَارعِ تُنِيرهُ الثِلوج البيضاء
كَتِفي يَحَتْكُ بِكَتفهِ، صُوتُ أَقدَامنا الّتِي تَضَغطُ عَلى الثَلجِ.

أَشعرُ بِكَفهِ قُربٍ لَخَاصتي..
دِفءُ يَدهِ أنَساني بِرودةُ الشُتاء، شَابْك هُوَ أَنَامِّلُنا مَعًا، وَمن ثُم تَعَانقت شِفَاهُنَا معًا وَالثِلُوجُ تَحُومُ حولنْا ..

يَدهُ أَرَتفعت تَلمسُ وَجَنتِي المُحَمْرة..
طَعَمُ شِفَاههُ الّتِي لازالَ مَذاقُ القهوة مُتَلْبِسًا لَّهَا،
أُقِسمُ بِقُدسِيةِ شَفتيهِ شَعرتُ بِحَرارةِ الصيف وَضَحَ ثِلوجِ الشِتاء..

شَعرتُ بِلَسانهِ ضِدَ شِفَتاي، فَفَغرتُ فَاهِي
وَهُوَ أَدَخلَ لِسّانهُ يَسَتكَشفُ مَا فِي جَوفِيّ ..

تُوَقفَ وَأَبتَعد وَخِيطُ لُعَابٍ فَقطَ مَا يَصُلُّنَا معًا..
"جَمِيل" هَمّس بِصوتهِ المَبْحُوح وأَزددتُ أحَمْرَارًا ..

عَادَ لِتَقبّيليّ مُجَددًا، لَمْ أَشَعر بِشعورٍ جِيد
وَددتُ فَقط لُو أَتَقِيء لَا أعَلم لِمَ...

دَفعتهُ عَنِي بِخَفة وَعَيناهُ الغِير مقَروءُة تُرِيبُني..
لَمْ أَنبْس وَلا حرفٍ حِينئذ "أسف، لكننْا بِمَكانٍ عام" تَحججتُ وَعَيناي تَأبة النَظرُ تِجّاهه

سخر ضَاحكًا يتَلفت نَاطِقًا : "الشارع فارغ بالفعل" تَجَاهلتهُ وَأكَملتُ طَريق العودة لِمَنزلي وَهُوَ كَان يَتَبعنُي كَقِطٍ تَائه ..

وَصَلتُ لِبَيْتِي أَلْتَفتُ لَهُ أبتسمتُ بِخفةٍ
وَهُوَ أَبتسم بالمُقَابل ايضًا "عِمتَ مَساءً، أَرَاكَ غدًا" أُومَأَ لِيّ ودَخلتُ ..

أَخيرًا المَنزلُ، بعد يومٍ طويل مَعَ البَشر..
أستحمّتُ وَهَا أَنا أُجَففُ شعري البَاهتُ فَالصَبغةُ تَلاشت مِن جِذورهِ..

جَذبنِي رَنِينُ هَاتفِي لأَخَذهُ مِن أَعَلى الطَاولةِ
وَعَينايَّ فِضوليةٌ عَنَ مَن المُتَصل؟

وَإذْ بهِ جُونقهُو مُجددًا..
لَا أَعَلمُ مَا خَطِبي فَزِعًا، تَوَجَسّتُ أَقتَرافي سوءً لَكِني لَا أَعلمُ الخَطأ..

قَبَلتُ المُكَالمة وَهَاهُو بَدأْ التَكَلُم
"يُوسانق، أَشُعرُ بِوَجَعٍ فِي قَلْبي هَلّ انت عَلى ما يُرام؟" نَبْسَ وَصَوتهُ قَلق ..

أه، لا لَستُ عَلى مَا يُرام فَأنَا لا أَعَقِلُ مَا بيّ..
"انِيْ بِخير.."
.
"كَلا يُوسانق لَا أَشُعر بِذلك.."
.
"مَاذا دَهاك؟"
.
"يُوسانق، الشُوْقُ بَدءْ يَنَهَشُنِي بِآلمٍ كِيْفَ لِيّ إن
أريّ ظَمَآني وَأنتَ بَعِيدٌ هَكذا عني؟"

لا أَعَلمُ سَبب أنَزَعاجي حِينَمَا يُنَاديني 'يُوسَانق' فقط..
لَيْسَ لِيَّ الحَقُ وَأنَا مَنْ أَجَعلُ حَالتهُ أسوء.

"لِمَ تُحبُّنِي؟"  سَألتُهُ لأَسَتَشعر صَمتهُ..
"أَتَسأَلُنِي عَن سَببِ حُبّي لّك؟
مَاهُوَ الحُبُّ وَانا مُغرمٌ؟" نَبْسَ بِصوتهِ الهَادئ
النَبرة الّتِي أَلَمْسُ دِفِئهَا ..


.

جونقهو حبيبي عوف يوسانق وحبني

Untitled حيث تعيش القصص. اكتشف الآن