Chapter 5

58 7 1
                                    


🌊

.

مَرَّ أَسبوعيّن مُنْذ ذَلِكَ الأَتَصال دِونَ إِجَابةٍ ..
نَهارًا كَانَ يَلتَقِي وويونق حَبيبهُ وَسَان صَديقهُ
يَتَعايشُ الوضَع..

وَمَنْ ثُمَّ يَأتِي اللّيْلُ يَدهُ لَا تَتَرك قَلمهِ وَمُذَكراتهِ، وَعينْاهُ تَسَهر تُرَاقبُ هَاتِفه عَسى وَلَعل يَّرَ أتصَالًا مِن جُونقهُو..

مَا الْخَطب ؟..

مَالّذِي يَجِري مَعَ الأخر...
هَذَا كُلُّ مَا يَدورُ بِذهنهُ، وَضَع رَأَسهُ عَلى مَكتبهِ ذُو الأوراق المُبَعرثة مِن حُولهِ ..
رُمِيت مُذَكِّرتهُ بَعِيدًا فَقَدّ نَسِيّها حِينَمَا وَاعد وويونق ..

رَفَع رَأَسهُ سَرِيعًا عِنَدما صَدح صُوتُ رَنينُ هَاتِفهِ، لَكِنهُ لَمْ يَكُنْ جُونقهُو بَل كَان وُويونق أُحِبَطَ قَلِيلًا ..

"مَرحبًا حَبِيبي" تَحدث الطَرفُ المُعَاكس
لِيَبتسم يُوسانق سَرِيعًا، رُبمَا لِيْس كَجُونقهُو يَبدأْ سَلامهُ بِغَزلٍ ويُنهِي وَداعهُ بِحُبٍّ عَقِيم ..

"اهلًا وُويو" تحَدثَ بِهدوءٍ شَديد..
"سَأَدخلُ بِصُلب المُوضوع عَزيزي" تَكَلم وُويونق وَكَأنّهُ صَديقهُ لَا حَبيبهُ وَهَذا ما أَزَعج الأَشْقَرُ كَثِيرًا..

هَمهم يُوسَانق مُتَجَاهِلًا شِعُورهُ بالأنزعاجِ..
"أُريدُ الخُروج مَعكَ لِأربع أيام، الأسبوع المقبل حَضّر نَفسك" تَحدث بِسُرعة

"هَاه أيّن؟ لِمَ هَذه المُدة الطُويلة؟"
تَحدث مُتَسائِلًا لِيُجيب الأَخر سَريعًا ..

"سَنُخَيم!" تَحدث بِمَرْحٍ..
"ماذا؟ هَكَذا فَجأة؟" همهم الأخر أجابةٍ

"لَا تَنسَّ إِنْ تَحَزمْ أَمَتِعَتك، عِمَتَّ أُحِبُّك" أَرَسل قُبّلٍ وَيُوسانق بِهُدوء رَد عَليْه "حَسنًا لَنْ انسَّى، وَدَاعًا.."

صُوت طَنِين الهَاتف يُعِلنُ تَوقف الأتصال ..
هَزَّ رَأسهُ يُعِيدُ قِرَاءة مَا كَتبَ سَابِقًا بِعَدم إِعَجابٍ لِيُجَعد الورَقة رَامِيًا إِيّاها..

"كُلُّ شِيءٍ سِيئ أُقِسمُ.." تَمَتم لِذَاتهِ بِضَجرٍ..
حَاولَ كِتَابةُ شِيءً أخر لَكِن قَلمهُ يَتَجمدْ كُلَ مَرةٍ يَضَغط بِهِ عَلى الورقة ..

لِمَ هَذا صَعْب؟..
لِمَ صَعْبٌ أَسَتَخراج كَلِمَاتٍ سَتَقَرأُهَا بِثُوانٍ..
قَدّ يَظِنُ القَارئ إِنْ الُوضعُ سَهْل حِينَمَا يَقَرأْ لَكِنهُ لَا يَعَلم مَا يَجَريّ بِحَياة كَاتبه..

رُبمَا كِلمةٍ وَاحِدةٌ بسِيطة تَأَخِذُ أيامٍ..
وَجِملةٌ قَدّ تَصِلُ لِشَهورٍ حَتى تُرضِي الكَاتِب، وَمِنْ ثُمَّ تَذهب هَذهِ الجُملة ضَائِعةً أمْ مَحَذوفةً أو مَرمِيةً..

وَيُوسانق بِالفعل رَمى كُلُّ كَلِمَاتهِ بِنَارٍ ..
كَرهَ كِتَابتهُ، كَره مَا يُعَجبُ النَّاس بِكَلامتهِ الّتِي لَطَالمَا وَجدَها عَلى أنّها سَخِيفة..

جَلس مِن جَديد عَلى كُرسيه بَعدَمَا تَخلص مِن فَوضى الكِتَابةُ ..

فَتْح هَاتِفهُ لَعَلّ جُونقهُو عَاد .. وبَالفعل هَذهِ ثُوانٍ وَأتصالٌ مِن المُغَتّرب يَأتيّه..

رَدَّ سَريعًا ..
"جُون.." لَمْ يَردُ تَحِيتهُ وَهَا هُو جُونقهُو يَتَحدث..

"يا أَشْقَريّ، هُنَاكَ وَجَعٌ بَيْنَ أَضَلُعِي..

يُوسانقِي...

أنّهُ قَلْبِي مَنْ يُوَجعنِي، فَمَا بَالك بِحُبِّي لَكَ مَا يَفعل؟"

صَمّت يُوسانق وهُوَ يَسَتشعرُ وَجع الأخر بِمُنتصفِ وَجَدانْهِ..

"أَهُنَاكَ شِيءٌ يَا سَاحِريّ؟ فَمَا بِيّ أَرتَجِفُ، وَمَا بِهِ صَدري يُوجِعنْي، مَابِهَا عِينّاي تَبْكِيان دُون تَوقف .. مَابِهَا رُوحي تَذهبُ وَترجع؟ مَالخَطبُ يَا مُتِيمي هَلّ وَجَدتَ مَنْ يَمَلئ فِرَاغ مُغَتّربًا بَعِيدٌ عَنك؟.."

تَحَدث المُغَتّرب وَلَمْ يَتَوقف ..
وَالأخر بَيْنَ شَطِرُ كَلِمَاتهُ تَسِيّلُ دِمُوعهُ أَنُهْرًا ..

"هَلّ غَادَرتنِي بَعَد أَنَتظَاريّ لَك؟..
هَلّ رَحَلَ القِطَارُ وَفَاتنِي؟ دُونَ وَداعٍ .."

يَعَلُو نَحِيب جُونقهُو أَكثر..
"أَخَبرني.. تَحَدث أرجُوك.. هَلّ يُحِبُّكَ كَمَا أَفَعْل أَطِمنّي وَقُول نَعم حَتى لُو كَانت كِذبة فَلَا أحد يُحِبُّك بِقَدريّ .. فَقَد تَعِديتُ الهِيام.."

أَعُوْلَ يُوسانق بَاكِيًا ..
"كَلَا وَالفٌ، لَا أحَدَ سِوَاكَ يَفعل ..
وَانِيْ وَحِشٌ أَنانِيّ يَسِيرُ خَلفَ مطَامعهِ.."

"رُبَمَا سَأمُوْتُ وَكَانت أحَدَ أُمُنِياتي هِيّ إِنْ تُبَادِلني.."
بِكُلّ نَبرةٍ تَجَرح تَكَلم البَعِيد..

"لَا تَذُكّر المَوْت أرجُوك.." تَرجى يُوسانق بِخِفُوتٍ..

"لِمَ؟.. "

"لَا تَذَكّرهُ .. لَا تَذكّرهُ!"
رَدد بِآلمٍ

تَوقَفَا عَن الكَلام وَشَهقَاتهُمَا تَتَحدث عَنهُما..
قَليلًا مِن الصَمت حَتى كَسرهُ المُغَتّرب

"يُوسانق.."
هَمهم الأخر لّهُ مُنَزِعجًا مِن أَسمهُ الكَامِل القَادِمُ مِن الأخر،
فَهُوَ يُحِبُّ دَلَال جُونقهُو لّه..

هَلّ يَسَتحقهُ أصلًا؟..

"مَهَما حَدث، وَمَع مَن تَكُون .. قَلْبي لَن يتَوقف عَن حُبِّكَ.."
تَحَدث بَآلمٍ شَديد

نَقِيٌّ هُوَ ..




يا دموعي مَا ناوية توقفِي؟
بارت سيئ لأن كَاتبكم مشغول :/

Untitled حيث تعيش القصص. اكتشف الآن