Love trauma

19 | رائحة الفساد تفوح

لو حصلت على زهرة في كل مرة فكرت فيها بك، لأمكنني أن أمشي في حديقتي إلى الأبد.

- ألفريد لورد تينيسون

____________________________________

"هل هذه مرتك الأولى في سياتل آنستي"

صوت سائق سيارة الأجرة أخرجني من شرودي بالخارج لأنظر له بهدوء "لقد ولدت هنا"

أجل ..ولدت وتحطمت لأول مرة هنا

"سياتل مدينة رائعة حقاً ..لا أعلم لما يرحل الشباب إلى أماكن أخرى معتقدين بأن هذا سيجعلهم أروع" نبرته حملت سخرية بينما يضحك وهو ينفث دخان سيجارته خارجاً

من قال بأنها رائعة ..إنها مقرفة ..خصوصاً ذلك الشارع المؤدي إلى منزلنا القديم

المنزل الكبير والراقي والمنازل العالية التي تحيط به

رائحة الفساد كانت تفوح من تلك المنطقة

ان لم أكن مخطئة فقد كان جارنا وزيراً سابقاً ونظراته تجاه والدتي كانت مقرفة

أعتقد أن هذا هو السبب في كره والدي له وشتمه دائماً بينما يرفع له أصبعه الأوسط

والدي كان غنياً ..ولد في ملعقة من الماس ومات كذلك

لكن تصرفاته لم توحي يوماً بأنه كذلك

كان الرجل الذي يشتم دائماً بألفاظ شوارع قذرة وهو شبه غائب عن الوعي بعد ان عاد للمنزل وهو مخمور

الرجل الذي لا يمانع تناول الطعام من الباعة المتجولين

لقد كان رجلاً قذراً هذه حقيقة ..لكن حين تتم دعوته إلى حفلة ما مع أفراد عائلته كنت أرى بأنه أجمل رجل على الإطلاق

بدلاته التي باللون الأسود لا غير وشعره الأسود الذي يرجعه للخلف بينما خصلة واحدة تكون في الأمام على جبينه

ساعته الذهبية الذي يرتديها دوماً لأنها هدية من والدتي وأخيراً وشمه الذي على رقبته

آشلي ..كان أسم والدتي على عنقه مع كلمات أخرى لم أكن افهمها حينها وقد رحل قبل ان افهمها

كان يبدو وسيماً وراقياً حتى مع نظراته الحادة تجاه والدتي يؤنبها على ارتداء فستان قصير أو لي حين اهرب نحو جهة الطعام

في تلك الحفلات الراقية والدتي كانت تملك وضيفة واحدة مجبرة على فعلها ..الابتسام بوجه الجميع وهي تمسك يدي كزوجة وأم صالحة بينما قد تلقت صفعة قبل ساعتين من بدأ الحفل

"ربما هم لا يرحلون فقط ..ربما يهربون من ماضيهم" عبرت عن رأيي غير مهتمة بسماع أجابته مدركة بأنها لن تعجبني

ضحك ثم نفث دخان سيجارته مجدداً قبل ان يرميها من النافذة ليبدأ بأشعال أخرى "بالطبع ستدافعين عن هذا الجيل الفاسد فأنتِ أيضاً شابة"