"٦"

308 25 24
                                    

*تابِع لما قبله...

فور خروجهم صعدَ عمر و سوسين السيارة و انطلقا،
عمر:الى اين؟.
ابتسمت سوسين بتورّط:انا..قلتُ ذلك و لكنني لم افكر الى اين سنذهب.
ابتسم عمر:و لمَ ذلك؟.
رفعت كتفيها:هكذا.
عمر:حسناً اذاً لتسير السيارة على الطريق الى ان نلقى وجهتنا.
استمرّت السيارة بالمسير،
سوسين:كان كاهان على وشك الموافقة.
عمر:نعم،كان كالقنبلة الموقوتة..لحسن الحظ انتهى ذلك.
سوسين:ماذا لو لم ينتهي ذلك؟.
نظر اليها،
سوسين:يعني..لو ان كاهان وافق على الشراكة،هل كنتَ ستتراجع و لن تستمرّ بأن تكون خطيبي؟.
عمر:و لمَ تحسبيني سأتراجع؟.
سوسين:قلتَ انّكَ ستتراجع و لن تكون شريكَ اخي المفلس عندما غرتَ من كاهان.
عقد حاجبيه:انا غرتُ من كاهان؟.
سوسين:حسناً لم تغَر منه..و لكن حقاً عمر هل ستتراجع؟.
عمر:لا اعلم،حالياً لا يسبب ذلك عائقاً لي و لكن ان اقضي اغلب وقتي في شركتكم لإقناع كاهان انني شريكُ اخاك فهو شيئاً صعب.
سوسين:اي انّكَ ستتراجع؟.
عمر:تقريباً.
سوسين:ممم..الآن بما اننا انهينا كل شيء،ألن نلتقي مجدداً؟.
عمر:و لمَ ذلك؟.
سوسين:اللقاء مجدداً؟.
عمر:سؤالك.
سوسين:ما به؟ .
عمر:لمَ تتساءلين عن لقاءنا مستقبلاً في حين اننا لسنا على عداوة حتى يمنعنا شيئاً من ذلك؟.
سوسين:اي انّنا سنستمرّ معاً؟..بمعنى اصدقاء.
عمر:نعم ليست مشكلة،لن تقومي بقضمي اِن بقينا معاً..اي اصدقاء.
فجأة تعكّر صفو سوسين،
سوسين:عمر اسلك طريق منزلي.
نظر اليها:أمللتِ بسرعة؟.
سوسين:لا لم أملّ و لكن..اسلك الطريق اِن كنتَ تحفظه.
عمر:و كيف لا احفظه..مثلما تريدين.

اصبحَ الوسط هادئاً بداخل السيارة،
حتّى ان سوسين كانت قد اسندت رأسها على النافذة و بذلك فلا يقدر عمر على رؤية وجهها،
كانَ ايضاً قد غطّى شعرها النصف الايسر من وجهها،ممّا منعَ من ظهور ايّ ملامحٍ منها،
لمَح عمر ذلك اثناء قيادته،
فمدّ يدهُ تجاهها و ابعَد شعرها عن وجهها و وضعهُ خلفَ اذنها،
اِلتفتت اليه سوسين:عمر؟.
عمر:كان وجهكِ مغطّى،اظهريه.
ادارت جسدها نحوه،
و اعادت اِسناد رأسها مجدداً و لكن هذه المرّة على مقعدها،
عمر:هدوءكِ غريب..أحدَث شيء؟.
سوسين:لا شيء..و لكن..،تنهّدت،دعكَ من ذلك.
عمر:اخبريني،نحنُ اصدقاءٌ الآن صحيح؟.
اومأت سوسين ايجاباً،و بدأت بتحريك الخاتم الذي ترتديه،
سوسين:ما حدثَ كان غريباً..انني طلبتُ من شابٍ ان يكون معي و ان يكون خطيبي رغمَ انّ ذلك لا يجلب الفائدة اليه.
عمر:بل لي فائدةٌ من ذلك.
رفعت عينيها و نظرت اليه:ما الفائدة؟.
عمر:اخبرتكِ انني افعلُ ذلك كمعروف و انتِ ستردّين ذاك المعروف يوماً ما.
سوسين:نعم بالطبع و لكن..نحنُ اِلتقينا لعدّة ايّام فقط لنجعل كاهان يذهب و كاهان قد ذهب الآن.
عمر:حسناً؟.
سوسين:نحنُ لن نجتمع مجدداً ابداً..انتهت لقاءاتنا و انتهت العلاقة المزيّفة التي بيننا.
عمر:رغمَ ان هذا لا يعني اننا لن نتحدث معاً مجدداً و لكن...هل هذا ما جعلكِ تبقين صامتة؟.
سوسين:انا..اتذكّر عندما ألقيتُ كذبة انني و حبيبي معاً،كان اخي متعجّباً من ذلك،حسِبَ انني اصبحتُ مع احد ما اخيراً،و لكن عندما اخبرته بأن هذه كذبة انزعج قليلاً و في ذات الوقت ارتاح داخله.
عمر:و لمَ ليرتاح داخله بسبب كذبة؟.
سوسين:انا اكُن مع شابٍ ابداً..،صحيحٌ غريبٌ انني انا مَن اقول ذلك،و لكن لم يحدث ذلك ابداً سواءاً في الثانوية او بعدها،لذلك كان اخي يخاف دائماً من فكرة ان اكون مع احدٍ لا يتعامل معي جيّداً بما انني لم اجرّب ذلك من قبل.
عمر:غريب،ما الذي جعلهُ يفكّر بذلك؟..ليس الجميع سيئون.
سوسين:صحيح،و لكن مثلما قُلت انا لم اجرّب ذلك من قبل،لذلك من الجيّد انّكَ لم تكُن سيّئاً بالدرجة التي كان يعتقدها دوروك بخصوص الرجل الذي سأرتبط به.
عمر:و لكن نحنُ لا نعتبر اننا معاً..نحنُ ادّعينا الارتباط لأجل الخطة.
سوسين:نعم،لذلك ايضاً لم يكُن خائفاً لأجلي.
عمر:و لكنّكِ بدوتِ منفتحة جداً بمسألة ان نكون معاً..كيف لم يسبق لكِ ذلك؟.
سوسين:انا لا توجد لديّ مشكلة او خطبٌ بخصوص الرجال،ففي النهاية نحن جميعنا نتشارك ذات الحياة..و لكن...هو سببٌ لا داعي لذكره انّهُ قديمٌ و انتهى.
عمر:ألا ترغبين بإخباري؟..اما قلتِ اننا اصدقاء؟.
سوسين:اصدقاء و لكن..،توقّفَت عن الحديث،
عمر:حسناً ليست مشكلة..قلتِ ترغبين الذهاب الى المنزل،صحيح؟.
سوسين:نعم.
استمرّ بالقيادة و الحديث قد انقطع مجدداً،
و مجدداً كانت سوسين ستُرجع نظرها الى النافذة و لكن في طريقها لفعل ذلك..،
عمر:لا تلتفتين الى هناك.
عقَدت حاجبيها:لماذا؟.
عمر:و كأنّكِ تقولين لي انّكِ لا ترغبين بالجلوس معي.
سوسين:لا،لا يعني ذلك ابداً.
عمر:اذاً؟.
سوسين:لا شيء هو فقط...لمَ لألتفتَ و انظر اليك في حين اننا لسنا مضطرّين لفعل ذلك؟.
عمر:مضطرين؟،هل ليس شيئاً اضطرارياً..أأنتِ مستاءةٌ من شيء فعلته؟.
سوسين:لا..لمَ لأستاءَ منك؟.
عمر:لا اعلم،ربّما قلتُ شيئاً او فعلتُ شيئاً قد ازعجك.
سوسين:لا،لم تفعَل شيئاً..انا فقط ارغب بالراحة و الاتكاء قليلاً،لقد عشتُ اياماً لم اعتد على عيش اجواءها..انا و أحدٌ معاً نفكّر بالذي سيحدث اِن لم ننجح..كان ذلك قد جعلني متوتّرة قليلاً.
عمر:ممم..حسناً يمكنكِ النوم الى ان نصل.
سوسين:لا..لن انام،فقط سأتّكىء،حتى لا تبقى وحدك.
عقد عمر حاجبيه و كأنه يحادث داخله:"ابقى لوحدي؟"،
اسندت رأسها على النافذة و استمرّت بالنظر الى الشوارع و اللائحات،
كان غريباً التقلب الذي اظهرته سوسين.

صُدفة و ألفُ ميعاد🪐(süsöm)               حيث تعيش القصص. اكتشف الآن