"٢"

353 23 19
                                    

كان يقود سيارته بعد ان بقيَ في عمله لوقتٍ أطول من المعتاد،
ليُصادف على طريقِ عودته و كأنهُ شجارٌ بين فتاةٍ شابة و رجلٌ في نهاية عقده الخامس،
ليُغيّر مساره تجاههم و يرى ما الذي يحدث بين هذين و في هذا الوقت،
نزل من سيارته و ذهب تجاههم،
عمر:عذراً،ما الذي يحدث هنا؟.
تلتفت اليه الفتاة لتفعل شيئاً لا يفعلهُ الطبيعيون،
امسكت ذراعه و شدّتهُ ناحيتها،
الفتاة:اُنظر،ها قد اتى زوجي إفعل شيئاً بعد.
كان ينظر اليها عمر لا يعرف ما يفعل وقتها،
الرجل:و اخيراً اتى احدٌ يمكنهُ إفلات هذه المجنونة عني،خُذها من هنا ارجوك.
الفتاة:يا هذا!،ضع معياراً للسانك،هل كُتلة الجاذبية و الجمال تُنعَتُ بالمجنونة؟.
الرجل:إفعل شيئاً،كان ينظر الرجل الى عمر بنظرات إستنجاد،
عمر:مهلاً،اخبروني بكل شيء.
الفتاة:انا لم افعل شيء،هو و جماعتهُ مَن فعلوا.
الرجل:أُقسم ان لا احد فعل لها شيء،هي مَن هاجمت النّدّل،لم نفعل لها شيئاً.
الفتاة:كاذب.
الرجل:انا لا اكذب،صدّقني.
عمر:حسناً،أصدّقك،اعتذر بإسمها.
نظرت الفتاة الى عمر:اصمت،لا تعتذر.
الرجل:هل رأيت؟،هي مَن تبدأ.
عمر:رأيت،اعتذر مجدداً،عِمتَ مساءاً.
الرجل:سلمت،توخّي الحذر حتّى لا تهجم عليكَ هذه المجنونة.
في حين محاولة الفتاة لرفس الرجل شدّها عمر ناحيتها و ذهب بها الى السيارة.

ليفتح الباب و تجلس على المقعد،
وقفَ عمر و الباب لا زال مفتوحاً،
ليتناقش بالذي حدث و بالتي إلتصقت في ياقته مدّعية انّهُ زوجها،
عمر:فتاة.
رفعَت الفتاة عينيها بعدما اِنشغلت بلفّ ذاكَ الحزام حولها،
لتضيّق عينيها و لتصنع مظلّة بيدها تستند على جبينها،
و كأنّها تُصادف ضوءاً مُزعجاً،
الفتاة:واه!.
عمر:واه؟.
الفتاة:هل ربحتُ بكَ في مسابقة اليانصيب؟.
عمر:يانصيب؟،لا،انا لا اعرفكَ اساساً حتى تربحين بي.
الفتاة:و لكنّكَ ممتاز،طويلٌ و وسيم،لا بأسَ بكَ إن قُمتَ بتغيير بدلتكَ الرسمية هذه بثيابٍ رياضية.
عمر:عفواً،و لكن مَن اخبركِ انّني اعرفكِ و تعرفيني؟.
الفتاة:مهلاً،هل انتَ تختطفني؟.
عمر:ايتها الآنسة،ما اسمك؟.
الفتاة:آنسة؟،انا لستُ آنسة.
عمر:بلى انتِ آنسة،أنظري الى يدك لا ترتدين خاتماً.
تنظر الى يدها و تتفقّدها،
الفتاة:صحيح،لا ارتدي خاتماً،رفعت نظرها إليه،ايّها البخيل،هل رأيتَ انني لا أستحق خاتماً أُعرف به انني متزوّجة؟.
تمتم عمر:محقّ ذاك الرجل.
الفتاة:عن ايّ رجلٍ تتحدّث و ما هذيانكَ هذا؟،هيا لنذهب الى المنزل،لا تماطل كثيراً.
عمر:سآخذك و لكن يجب ان اعرف اوّلاً ما اسمك ايتها الآنسة؟.
الفتاة:هل انتَ مريضٌ ام ماذا؟،انا لستُ آنسة،انا سيدة،السيدة سوسين،كفّ عن طرح أسئلة لا داعي لها.
عمر:حسناً آنسة سوسين،يجب ان ا..
سوسين:سيدة!،انا سيدة.
عمر:حسناً سيدة،سيدة سوسين يجب ان اعرف اين تبقين؟.
سوسين:ابقى في المنزل.
عمر:نعم جيّد،و لكن اين منزلكِ يبقى؟.
سوسين:في الحي.
عمر:اي حيّ؟.
سوسين:الذي به منزلنا.
تنهّد ليهدّىء نفسه،
عمر:حسناً فهمت،انتِ السيدة سوسين التي تعيش في منزلها الذي يبقى في الحي.
اومأت ايجاباً،
عمر:حسناً الآن اريد ان اعرف هذا المنزل الذي في ذاكَ الحي اين يكون؟.
سوسين:انا اعرف.
عمر:نعم انتِ تعرفين لذلك ستخبريني.
سوسين:لمَ اخبرك؟،هل ترغب بخطفي؟.
عمر:لا اريد خطفك يا فتاة،اريد إيصالك.
عقدت حاجبيها ببراءة:ألن نذهب الى المنزل معاً؟.
عمر:نعم سنذهب و لكن يجب ان اعرف اين هو بالضبط.
سوسين:هل نسيتَ عنوانَ منزلنا؟.
نظر عمر الى الأعلى،و كأنّه يستنجد،
جثى و اصبح قريباً من سوسين،
عمر:آنسـ..السيدة،السيدة سوسين ما رأيكِ ان تعطيني بطاقتك و نرى عنوانك؟.
سوسين:يمكنكَ اخذَ هاتفي بأكمله و ليس فقط البطاقة.
تحاول إخراج هاتفها من الحقيبة،
عمر:لا،لا اقصد بطاقة هاتفك،اقصد بطاقتكِ التي بها معلوماتكِ الشخصية.
سوسين:هل لديّ؟.
عمر:الذي اعرفه يجب ان تكون لديك،اعطني حقيبتك لأرى.
سوسين:لا حاجة لذلك،انا اعلم اين منزلي.
عمر:اذاً اخبريني اين؟.
سوسين:و هل ستتحرّك السيارة بمفردها؟.
عمر:حسناً،انتِ محقّة،وقفَ و اغلق الباب و صعد السيارة.

صُدفة و ألفُ ميعاد🪐(süsöm)               حيث تعيش القصص. اكتشف الآن