"٤"

267 26 12
                                    

انا في الخارج.
أبلغ عمر سوسين بتواجده قبالة منزلها هذا الصباح،
لتؤيّد مقابلته بـ..
حسناً عمر،انا آتية.
كانت قد ابلغت سوسين اخاها دوروك بما يخطط لفعله عمر،
اي بخصوص الخواتم و بقاءهما معاً الى حين موعد ملاقاة كاهان،
لذا لم يبيّن دوروك رفضاً لذلك.

خرجَت سوسين لتقابل عمر داخل السيارة،
ينتظرها كما كانت تحسب،
لتصعد السيارة:مرحباً.
عمر:مرحباً بك.
سوسين:أختكَ تعلم بذلك،صحيح؟.
اومأ ايجاباً:تعلَم.
سوسين:و لن تتحدّث و تثرثر كثيراً بخصوص ذلك؟.
عمر:لن تفعل.
سوسين:اذاً يمكننا الذهاب.
انطلق عمر يقود سيارته تجاه بائع المجوهرات،
كان طريقاً هادئاً ممتلئاً بالحديث الصامت،
فما الذي يجب عليهم التحدّث به خلال هذا الطريق؟.

وصلا الى المتجر،
و بذلك ذهب كليهما للدخول و النظر الى الخواتم،
عمر:مرحباً.
البائع:مرحباً بكم،تفضّلا.
عمر:نريد خواتم خطوبة.
سوسين:بسيطة جداً.
عمر:لي انا خاتم عاديّ،و لكن أرِنا الخواتم ذات التصميم الخاص لها.
البائع:بالطبع.
سوسين:لمَ قلتَ ذلك؟.
عمر:ماذا قُلت؟.
سوسين:ما كان له داعٍ ان يكون الخاتم ذو تصميمٍ خاص،فبهذا سيكون باهظ الثمن و شراءنا له لن يكون له فائدة لأنني لن ارتديه الّا لبضعة ايامٍ او حتى ليوم.
عمر:ليست مشكلة،يمكنني ارجاعه بعدما ننتهي من ذلك،و لكن مبدئياً فأنا لن ارغب بأن اكون خطيبَ فتاةٍ لا ترتدي خاتماً ذو تصميمٍ خاص.
سوسين:يال هذا،يبدو انّكَ إنسجمتَ بدور الخطيب بهذه السرعة.
عمر:انا بارعٌ و براعتي لا تظهر الّا نادراً.
سوسين:اذاً اتمنّى ان تُظهر براعتكَ الليلة بشكلٍ تام.
عمر:لا تقلقِ،ذلك الأمر لديّ.
البائع:ها هي الخواتم ذات التصميم الخاص.
أظهَر البائع عدد قليل من الخواتم التي تحمل احجاراً ضخمةَ الحجم،
سوسين:انا لا أحبّ الأحجار.
عمر:يبدو انني ايضاً لا احبّها،اعتقد انّها تناسب كبار السن اكثر.
البائع:نعم محقّ،كبار السن مَن يُحبون شراء المجوهرات ذات الأحجار الكريمة،و لكن هذا لا يعني ان الأحجار لا تِناسب الفتيات.
عمر:ألا يوجد ألماس؟.
البائع:يوجد بالطبع و لكن ليس تصميماً خاصاً.
عمر:احضرهُ لنرى.
سوسين:عمر كان يمكننا تدبّر الأمر بأيٍّ من تلك الخواتم،ما معنى ألماس؟.
عمر:الألماس افضل و سيناسبك،و لكن لنرى اوّلاً ما سيجلبه.
احضَر البائع مجموعة خواتم يغلبها بريقُ الألماس الذي عليها،
ليلتقط عمر واحداً ينتصفهُ قطعة ألماسٍ متوسّطة الحجم،
عمر:ما رأيك به؟.
سوسين:جميلٌ جداً،و لكن لا داعي لشراءه.
عمر:هل رجعتِ مجدداً الى نقطة البداية؟.
سوسين:عمر لا داعي لشراءنا شيئاً باهظاً للا شيء.
البائع:يا ابنتي هذه فرصتكِ لشراء الباهظ.
عمر:أسمعتيه،هو ايضاً يؤيّد ذلك،هيا لننظر اِن كان يناسبك.
اعطاها الخاتم،
البائع:ما هذا الجفاء،ألبسها انت.
لا يسع لعمر سوى تأييد البائع،
لذا أظهر عمر راحة كفّه و هو يوجّهها نحو سوسين،
لتتردد سوسين بوضع يدها على راحته،
فيقوم عمر بإمساكِ يدها حتى لا يُثير شكّ البائع،
و يُدخل الخاتم في بنصرها،
البائع:هل المقاس مناسباً؟.
غرابة الموقف الذي يعيشه كلاً من سوسين و عمر جعلهما لا يُدركان سؤال البائع،
فعمر لا زال يُمسك يد سوسين،
و سوسين لا زالت تنظر الى عمر الذي بدا عليه متوتّراً من الذي حدث،
البائع:هل انتما هنا؟.
فرقَع البائع بإصبعيه ليُعيد حواسيهما الى الواقع،
ترددت سوسين:نـ..نعم،سحبت يدها،
البائع:هل مناسب؟.
اومأت ايجاباً بسرعة،
عمر:سوسين انظري الى الخاتم لتعرفي إن كان قد ناسبكِ ام لا.
تنظر سوسين الى الخاتم الذي ارتدته،
على الرغم من انّها اعتادت على ارتداء مثل هذه الخواتم،
إلّا ان هذا الخاتم يحمل شعوراً مختلفاً و غريباً،
فأن يُلبَس خاتماً في بنصرها الأيسر يجعلها تُعلن للجميع انّها لأحدٍ ما،
رفعت نظرها الى عمر لوهلة،
ثم إلتفتت الى البائع:نعم،مناسب.
عمر:اذاً سنأخذه.
البائع:و انت؟.
عمر:احضر لي اي شيءٍ عادي.
البائع:بالطبع.
اخرجَت سوسين الخاتم و اعطتهُ البائع،
و بذلك ذهب البائع ليُخرج خاتماً لعمر و يضع كليهما في صندوق،
البائع:ها هي الخواتم.
عمر:سوسين خذي الخواتم و اذهبي الى السيارة.
سوسين:و انت؟.
عمر:لأحلّ شيئاً بسيطاً و آتي،اخرجَ مفتاح سيارته،تعلمين كيف تقومين بتشغيل السيارة؟.
اومأت سوسين ايجاباً،
اعطاها عمر المفاتيح:اذاً يمكنكِ الذهاب.
و بذلك خرجت سوسين و معها الصندوق و المفاتيح،
و بقيَ عمر في الداخل يحلّ امر دفع المال.

صُدفة و ألفُ ميعاد🪐(süsöm)               حيث تعيش القصص. اكتشف الآن