أُغنيةً راسِّخَة

159 14 8
                                    

جونغكوك..
نَبستُ بخفوتٍ حالما وقفَ أَمامي يرسِمُ بين حملقاته مُثلثاً مُريبَ التَحديقِ، سَحبني دونَ أجابَةٍ لعَتَبَةِ المَسرح جالِساً على أحد أدراجِها واضِعاً كيس القواريرِ على جانبهِ الأَيسر

هذا الطَبيبُ البائس، يودُّ لو أن تُشفى مسامعهُ بألحانٍ تَضُمُها أنامِلُك
أناملي أنا؟
أستوقفتُ حملقاتهُ الغريبه بأنزعاجي ليَبسم ساخِراً مُخرِجاً زُجاجَة الخَمر يفتحها بهدوءٍ يرتَشِفُ مِنها القَليل

رُغم كَونِك طَبيباً تَجهَلُ ما يُشفيكَ!
قُلْتُ هازِئاً مُبعداً أنظاري لحقيبَةِ الكمانِ المُلقاة أرضاً أشدُّ قَبضَتي ببَغضٍ لحالي الوَضيع..

أنا هُنا، لكن لما لا أَجِدُّني جونغكوك؟
لما أَشعُر بالعَدم يجتاحُني كُلما بحثتُ عني؟
أَوليسَتْ الروح مُعجِزَةُ الوجودِ؟

عندَما كُنتُ طِفلاً، ظننتُ السُقم يُشفى بعلاجٍ فَقط..
كبرتُ على جهلي هذا حتى أَيقنتُ بعد سنينٍ عِدة بأنهُ يُمكن للمَرءِ أن يبرأَ مِنْ قُبلَةٍ أو أُحبك أو لحن يتلوه على مسامعهِ شَخصٌ يَعِزَهُ
صمتَ مُحدِقاً بي مُحرِكاً الزُجاجَةَ بهدوء بيدهِ وخُصلَةٌ لشَعرهِ تمرَدَت على عينهِ أثَرَ الرياحِ تُزيدَه فِتنَةً،
شددتُ طَرفَ قَميصي بسرحانٍ مُحاوِلاً تَرتيبَ تَبعثُر داخلي الذي أهتزَ بصُخبٍ بعد قولهِ، إلا أنني حدقتُ به حالما أكملَ بسكونٍ مُشيراً على الكمانِ بسوداويتيهِ

لذا أيُّها العازِفُ البَهي، ألكَ أَن تُشفِّني؟
رباهُ جونغكوك أنى لكَ بكُل هذا الهيجان رُغم هدوئك؟
تَودُّ مِني شِفائُكَ بينما تسعى دوماً لهَدمي؟
مَنْ نحنُ لكلينا جونغكوك؟
ألستَ مُجَردَ طبيبٍ نَفسي لأُمي؟

لماذا جونغكوك؟، لماذا تَبدو كُل الأَشياءِ مُبهمَةً لدي؟
لما لا أجِدُ الجوابَ بكُلِّ بابٍ أطرُقها؟
مَنْ نحنُ جونغكوك؟..صِدقاً مَنْ نحن؟
قُلْتُ بضياعٍ مُتجاهِلاً مَطلَبهُ أَضُمُ صوتَ الأنينِ بصَدري مُرَبِتاً على تَفتُحِ الجروحِ برَوية كـي لا تقتاتَ على صَبري الرَكيك أَشدُّ طرف قميصي بقوةٍ أَكثر مُستَشعِراً أنغراسَ أظافري بباطِن يَدي

كمانٌ خائِب|Tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن