/03/

24 3 16
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

كان يـقف مقابلا للـجـدار الزجـاجي يرتشـف من قهـوته يُخـفّف من نـعاسه، فقـد نام متأخرا البارحة بعد يـوم مرهق، و اليوم سيـكون حتـما أكثـر إرهاقا

ألقـى نظـرة على السـاعة بيده، يُـفترض أنّ تُطّـل عليـه بأي لحـظة، أو رُبّـما قررت ألا تأت؟

لن تتجـرأ، و إن فعلت فهِي مضطرة للقـدوم من أجل إجراءات ترك الشركة كما تقـول

وسط افتـراضاته سمِع طـرق البـاب

"أدخل"

تحدّث يُـحافظ على نفس وضعيـته، بظـهر مقابل للباب، سَـمع صوت خطـواتها الخافـتة تقتـرب لذا اِلـتفت، و بحركتها التي تستفزه وجدها، منكِسة الرأس

اِتجـه يقف مقابلا لها، يجعلها تحرك قدمها بتوتّر

"أطلقي صراح ما بين شفتيك"

كان من الواضح أنها تريد الحديث، و كما كل مرة، كانت مترددة

"أنا لن أُكـمل التّدريب، فلا مكان لي هنا، ربّـما سيكـون حظي بمكان آخـر"

رفعت عينيـها أخـيرا نحوه تُـرَمش بسـرعة فتَجده يشزرها بوجه فارغ

"أرجـو أن نبـدأ الإجـراءات بأقـرب وقت و سأدفع إذا كان هناك غرامـات لفكّ العقد"

اِنحنـت بخفـة تعـود خطـوة للخلف تنتـظر إجـابته مُنكـسة الرأس

سَمِـعت خطـواته تبتعد فأقامت عنقها تستفسـر عمّـا يفعلـه، فتـجده يجلس بالكـرسي أمام مكتبـه، ثم دون عناء النظر إلـيها أشار لها بأن تـقابله بالجلوس

تقـدمت بهدوء تجلس مترقبة لما سيقـول

"تـوقيعك على الورقتين هاتين سـيكون كل ما في الأمـر، لقد جهزت كل شيء البارحة بالفعل

و لا، لا توجد غرامات"

استكان بعض الحزن بداخلها، أكـان يتوق لابتعـادها؟

مدّت يديـها المرتجفـتين نحو الملف أمامها تمـسك أول ورقة، كانت تصـريحا بتركها التدريب عند مدربي فريقها الخاصين بالرقص و التمـرين الصوتي، و عليـه توقيعهما فعلا

وضعـت توقيـعها، و كأنّما روحها تُسحب مع كل حركـة، إنـها تتخلى عن تعب سنين و حلم الطفـولة و تخيب أمـل أهلـها

اِنتـقلت للـورقة الثانية سـريعا، فهي على وشك ذرف الدمـوع، و بيـنما هي تقـرأ محتـواها تـوسعت عينيها تدريجيا تبادل مقلتيها بين الورقة و وجهه السـاكن الذي يراقب الأرجـاء

Dream||حـلمOù les histoires vivent. Découvrez maintenant