خلف القناع المسحور "٣"

37 3 6
                                    

توكلنا على الله..♡

برعشة بلع ليام ريقه، توتره زاد حينما رأى الساحر فان متجه نوحه قاصدا سؤاله. فبلع ريقه بقوة أكثر محاولا كبح جماح غريزته، مخاطبا نفسه بكل تماسك يهدئها 'اصبر!، اصبر!، سيرحل.'

استسلم الصغير للواقع بعد أن شهد محاولات الساحر الجدية للحصول على جواب منه، فقرر الكذب قليلا مدافعا عن نفسه رادفا، "لم أقصد..". لا أحد صدق، ولا هو صدق!، كلامه الموجه للساحر بكل ثقة وكأنه قصد مافعل لم يكن مبررا كافيا لذي الشعر الطويل، فواجهه بنظرات مستنكرة و حواجب معقودة مركزة على عيني الاصغر، مازاد الصغير توترا أكثر، ليقرر الهروب تاركا بكرامته ملقاة على الأرض علّ أحد احتاجها، ولكن مالبث أن نفذ خطته حتى أردف ذي الشعر الطويل." مانوعك؟.. " سؤالا كان كفيلا بأخذ كل تركيز الأصغر المقابل له بنظرة شبه منعدمة من الحياة، ليعيد الساحر سؤاله بصيغة أخرى "هل أنت فارس؟" ليجيبه الصغير نافيا برأسه غير مبرر، فهو الآن في حالة من الضغط و التوتر. مقابلة هاذان الاثنان لأمر كبير! لكن ليس بهذه الطريقة المبهرجة!.

مرة أخرى سأل الساحر عن صنف الصغير ليجد الصمت محل الجواب، فيتفاجئ بسؤال الاصغر له بعد دقائق من صمته المطول، "هل لي أن أسأل لما تسأل؟" بنبرة واثقة متشددة اخفت عن سخف السؤال، عكس حال صاحبها الميت في الداخل، أسفل القناع المصنوع من الشجاعة والثقة المجهولة، وأيضا نظرة على أعين شهدت الظلم والنبذ، السخط والكره، الغدر وحتى الجبن، جبن الضعفاء الذين كان معهم. نظرة تفسر حال صاحبها الشاحب خرجت تدوى مساكن رأس ذلكما الاثنان. فيجيبه الساحر وهو لا يزال يمسد في رسغ تلك المنصدمة ذات ملامح غاضبة آبت فراق وجهها خوفا من عدم مشاركة ملامح أخرى له. "فقط. غريب أمرك، سحرى هو أقوى سحر شفاء، ويستغرق نصف ساعة لمعالجة الحالات الحرجة، ودقيقة للبسيطة. لكن تراني الآن منذ دقيقتين أقف أشفي رسغها ومازال لم يلتئم بعد!"

ثم أضاف متسائلا موجها بعض الاهتمام للصغير "تبدو قوي، ماهو صنفك؟" بعد صمت ولحظة استعاب من الواقف أمامه، قرر ذاك الصغير ارضاء ضميره على الأقل بالجواب على سؤال سينكشف جوابه عاجلا أم آجلا، لذا رفع رأسه وبصوت عكس السابق ردف ببطء بنبرة تنخفظ كلما طال الكلام، تدل على شروده والتركيز في التفكير.

"أعرف كيفية التلويح بالسيف والقتال به، كما أستعمل السحر من الدرجة..الاولى... أما بالنسبة لصنفي... فـأنا.. أفضل عدم التحدث عنه"، عن كلام الصغير أعجب الساحر فقرر ضمه لقائمة المثيرين للاهتمام بالنسبة له، وقبل ردوفه لحرف قاطع مجلسهم توسط فارس رياضي البنية بشعر أسود كالفحم وأعين صفراء كقرص الشمس محاكاتهم، لتغادر معالم الضجر والغضب وجه تلك الفارسة وتقفز لمحببها ذي البنية الرياضية، تاركة خلفها ذي الشعر الطويل المستغرب من تقلب حالها المفاجيء.

وبكل نشاط ومرح صاحت ناستيا بصوت دوى المكان وتسلل لأذان من حولها والقاصد نحوها " لاايتت! " ابتسمت تحييه من بعيد، ورفع الصغير رأسه مزامنا لسماعه صياح ناستيا باسم المعني، مثيرا بذلك انتباه ذي الشعر الطويل وايثار استغرابه، بينما رد المعني بتحية صغيرة من بعيد متجه نحوها، "كيف حالك ناستيا، ماذا تفعلان هنا؟" بتسأل أردف قاصدا عنها وعن الساحر لترده بكل حنق وملامح الغضب استولت وجههاا من جديد الذي تخفي كل جماله وفنه "فقط قليل التربية يعاد تربيتهم هذا كل شيء، لما أنت هنا؟ " استقبل سؤالها وجوابها بحركة صغيرة على رأسه وأردف بجواب على سؤالها دون اشاحة نظره عن الصغير هناك "سمعت بقدوم مجموعة من طلاب أكادمية كايفن فقررت القدوم وتشجيعهم، كأي بطل عادي محب للخير، أيحق لي فعل ذلك؟" بنظرة مستنكرة نظر لايت لها بعد اشاحة نظره عن الصغير، والذي بدوره تجمد فور رؤيته والتدقيق في ملامحه. هو لسبب ما يعرفه!، له علاقة بما حدث معه، آنذاك لولاه لما وُجد هنا. لينزل ليام رأسه بتوتر بعد أن عاد لواقعه وأدرك أنه أكثر التحديق في ذي الاعين الشمسية، بينما فان الآخر صفّر بمرح عن مالمحه، ليهمس في نفسه'أخيرا ستبدأ بعض الاحداث الملحمية~'

خَلْفَ القِنَاعِ المَسْحُورْ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن