خلف القناع المسحور! "٦"

46 3 0
                                    


توكلنا على الله.

بديع الملامح بوجهه الناعس استيقظ، على الخيوط الشمسية المتسللة من نافذة الغرفة فتح عينيه، رأسه على ساعة الحائط المقابلة له والتي تشير عقاربها الى السابعة صباحًا، مايعني أن مازال من الوقت نصف ساعة فقط على المسابقة، زافرًا ومتنهدًا بتعب بمجرد تذكره للمسابقة. بسبب قدوم المدعي والده جلالة الملك تكونت تلك الغيمة الكئيبة فوق رأسه جعلت من الضيق يكسو قلبه. أنزل رأسه سامحًا لعيناه بتفقد أرجاء المكان، السكينة تعم المكان والأسِّرة فارغة كناية على استيقاظ شركائه في السكن، أخذ طريقه نحو الحمام يغسل وجهه، ورغم شعره المنكوش وعيناه الفاقعتان الى أنها عجزت عن اخفاء جماله المتقون، وكأنه رسمة بكل أهوالها ومشاعرها جميلة! لا يمكن لأحد نكران جمال العائلة الحاكمة وفجرها ولكنه مختلف. شمسه الساطعة صباحًا ومساءً، نجومه اللامعة ليلاً وفجرًا رغم سواد ليلها ومناخها الذي دومًا ما كان ضدها الى أنها كل يوم تزيد جمالًا باهرًا للعين وتعقمها.

ربع ساعة استغرقت منه لارتداء ملابس المسابقة، سروال أبيض بخيوط ذهبية ترسمه، وقميص أسود بدون أكمام يمتد حتى عنقه، فوقه سترة بالابيض مفتوحة بحيث يمكنك رؤية قميصه الاسود، حوافها داخل قمة السروال ترسم خصره المتقون. حذاء طويل باللون الأسود يفوق ركبته وقماش خفيف متدلي على كتفيه كالرداء. تجهز وسمح لقدميه الخروج من تلك الغرفة تستقبل هواء الطبيعة المنعش وبرودة الجو القارسة، في نفسه تسائل عند رويته لعدة أشجار خضراء بورد التفاح، مستذكرًا حب ليام للطبيعة وجمال تعابيره حين يكون بقربها 'أتسائل أين وصل ليام' وبنداء الاسد تسمع زئيره، لكن هل حقًا ينطبق مثل الأسد على ليام؟ بعينيه لمح طيف أسود مقنع مع نبتة تمشي لجانبه، بمجرد لمحه له وتعرّفه عليه ابتسم ابتسامة رضى وتذكر لوهلة كلامه صباحًا حين ودّع ذي الوجه الشاحب'"حليب.. "'احمرّت وجنتاه خجلًا بمجرد سماع ماقاله في مخيلته وقرر عدم التقدم للمقنع خشية اعادة ماضيه الاسود أمام تلك الخضراء، لكن ماجهله ادريان حينها تعب ليام لحظتها ومكافحته في البقاء مستيقظًا بسبب بروز أعراض غريزته.

ربع ساعة تليها الأخرى، دور يليه آخر حتى انتهى الشوط الأول جاعل من ادريان يزداد توترًا، والده الملك وأخاه ولي عهد المملكة شوان ينتظران دوره، ليس لتشجيعه او ضمه لهم. انما للسخرية منه ومن فشله، فلطالما كان ادريان الأمير المنبوذ في نظر شعبه وعائلته، مشاكل صغيرة هو ليس المسؤول عنها قد تم اتهامه بها بسبب ابن عمه المتبنى نواح جعلته ذلك المنبوذ مكروه عائلته، لذا قد قرر الفوز وجذب انتباه حاكم برج السحر، سحره سحر النور مهم وكما نادر جداً، قليل من يعرف قيمته وكثير من يجهلها.

بداية الشوط الثاني كانت بمواجهة لافينا درياد لـ كيراس هيليوس، وقد اهتم ادريان بحركات المدعوة لافينا ومراواغاتها للمشتعل كيراس، وكما أحب تحكم ذي الوجه الثعلبي لناره، بتحويلها لمفرقعات تارة ولألسنة تارة أخرى. سحره مميز وجاذب وكذا قوي. لأنه يعمل ضد المسوخ المتوحشة، فالمصاصين يتأذون كثيرا من النار، تحسسهم الزائد منها بسبب بشرتهم الناصعة شحوبًا، كيراس قوي جدًا ومسيطر لكن عيبه الوحيد عصيبته الزائدة، من اللاشئ يحسب كل شئ، كل أموره تحل بالعنف وهذا مايكرهه الامير النجم، سئم من العنف، التعذيب، التجاهل، حتى الحزن. كل شعور شعر به داخل ذلك القصر يكرهه، يشعره بالاشمئزاز والامتعاص من ذاته القديمة والضعيفة، بسبب ذكرياته قد امتلأ قلبه بالحقد والغضب ما جعله متحمس لدوره، متحمس كي يرى النظرة على وجه والده حين يربح، شُلّت حركته من جسمه مغادرة منه وفُصل غضبه وحقده عن قلبه الناريْ لينطفئ ويضحى الجليد يأكله، في جزء من الثانية حين حطته هالة شرسة! جعلت الجميع يرتعش مقشعرًا! قوتها وضغطها لايتحمله فارس. حطّ الجميع أنظارهم برعب على مكان الهالة، الحكام، الملك، المتسابقين، الأولياء. حتى الفرسان والسحرة. مكان الهالة جعل من لافينا تزداد الا توترًا، كيف لا وهي من خرجت من تلك الغرفة قبل خمس وأربعين دقيقة!، قلقها على ليام حين لم تجده في الأرجاء جعلها تستنتج الكثير من الاشياء المخيفة، تشوشها وتوترها غفلها عن المفقرقعات المتوجهة نحوها مبتسما صاحبها بغضب رادفًا بسخط "لا تشيحي بصرك عن خصمك يا أميرة!" صدمة بالجدار قد دوت المكان، أعادت بتركيز الجميع المسلوب اليها، انفجار يليه الآخر كيراس لايرحم، أما عن تلك المسكينة بيديها مُشكلة درعًا يحمي وجهها من هجماته الشرسة، التي جعلتها تتسائل في نفسها'مابه ازداد شراسة!.. ألا يمكنه الشعور بهذه الهالة!..'انفجر الحكام من مدى تحمل كيراس لهذه الهالة وهيجانه، كما قلق الألياء عن أطفالهم بسببها، الدوق درياد هلم واقفًا خائفا على ابنته أسفل ذلك الوحش،الجميع جهل عن حالة كيراس غير أن هذا الاخير يتدفق الادريالين بسرعة جسمه،فحوله لطاقة هائلة يخرج بها خوفه، الخوف من هالة لمصاص دماء وليست لمسخ!.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خَلْفَ القِنَاعِ المَسْحُورْ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن