خلف القناع المسحور! "٤"

31 4 10
                                    

توكلنا على الله.

نحو ليام جميع الأنظار جُذبت، واهتمام الشمس عند الباب حصلت، باستغراب نظر كل من كيرا وكيراس الصغير فوق السرير، أن يخاطب شخصا كإدريان بكل وقاحة هكذا لأمر غير مقبول بحق الامبراطورية، فكيف لمقنع صغير الإرداف باسمه بكل شجاعة هكذا؟، قطعت سلسلة تساؤلات ذلكما الاثنين بتقدم تلك الشمس المدعوة بإدريان فاصلتًا بينهما بكل لهفة نحو المقنع الذابل، ما أثار استغرابهما كانت نظرة ليام الموجهة لإدريان، إليه بكل شوق وحنان ينظر، تعابيره ناجمة من القلب ومختلفة عن عادتها، كدجاجة الخائفة بالنسبة لكيراس، و وكالجليد متعبة فاترة كانت لكيرا.

بتركيز لمح كيرا ادريان، الأمير المعروف ببرودة قلبه وجشعه، طمعه في السلطة وحتى غدره، الملقب بالأمير الطاغية، قد أذرف دمعة. دمعة فرح لحضور من اشتاق، تحت كل الضغط والتوتر الذي كان فيه هذا الأمير، سبب في انطفاء نوره وشمسه، أصبح كالنجم الفاتر ضوئه، في الليل أسطع بنوره، وأخفى سواد وعتمة الظلمة، فنزلت دمعة فرح من تلك النجمة، نورها قد عاد ينير في السماء الحالكة. فالنجوم تحتاج للظمة كي تنير بسطوع.

بفرح أخذ إدريان يتحسس بكفيه على خد  المعني أمامه، باسما بفرح و الدّمع على وجنتيه قد سَكن، رادفًا بدفئ هادئ "يامي، هذا أنت صحيح؟.." ظلامه عاد كي تجد نجومه مكانًا للسطوع، ليتلقى ما لا ترضى أذناه سماعه، "يامي.. كم مضى على هذا؟، آسف إدريان. فظلامك قد حال، لم يستطع تحمل نور الشمس وحبها للعالم، فاختفى بيْن السّراب، آملا عن وجود مكان يحتويه من جديد.." كلامه كاللغز كان لذلكما الاثنين، بينما كوضوح الشمس هو للواقف أمامه، ماجعل إدريان يفك قيْد تلك السّلاسل الحاجزة، وبحسرةٍ باشر بعناق الآخر ماسدًا على رأسه بخفة، رادفا بكل هدوءٍ يعكس همجية قلبه واختلال عقله، "ششش... نجومك عادت لتسطع في تلك الظلمة، فهي تحتاجها، ستأويك وتُبصرك، وبنورها تدفئك، لن تبقى في السّراب تقطن أبدا، ولحب العالم لظلمتك سأحرصْ!، أفهمت؟" وختم كلامه بابتسامة دافئة نابعة من القلب، موجهة لذي القناع الأزرق، سواده وظلمته، لن تزولا عن نظر الأمير أبدًا، فتلك الظلمة هي من أخرجته من نوره السّاطع، وتعاسته قد زالت بزوال ذاك النور.

بوقاحة تدخل المشتعل في الخلف، نيرانه الملتهبة تقدمت-شعره-، ومروجه الخضراء أبصرت،  جاهلاً عن مكانة القابع في الغرفة معهم، بقرف متحدث بيصر في الأصغر "نعتذر عن قطع اللحظة الرومانسية هنا، لكن-" قطع كلامه فقاعة مائية وجهت لرأسه، سكنت وآبت النزوح منه، بغضب يتخبط ذي الوجه الثعلبي، وبأنظار قاتلة وجهت للمبتسم برضا أمامه. مشيحا ذي الشعر الأبيض بصره عن المختنق بغضب، وباهتمام ردف ببطئ للنجم أمامه "أعتذر عن وقاحته جلالتك، لكن إن لم تمانع فلقد تأخرنا، علينا بالنزول والتدرب للمسابقة، لذا نستأذنك.." بنظرات باردة غير مقصودة من إدريان، وجه ابتسامة خفيفة كناية على موافقته، لينزل السّاحرين متجهان نحو مقصدهما فيقاطع ذي الوجه الشاحب سيرهما، بصوت مبحوح أردف، وبسرعة متوسطة لحق "أحتاج الى التدرب على السيف أيضا، سآتي معكما." ابتسامة كعادتها أُطلقت من ثغر الهادئ بطبعه، و بإيمائة صغيرة قبل كيرا عرض الآخر، فاستدار ليام بوجة مبتسم رادفًا بسعادة "أراك بعد التدريب... آدريان!" وخرج. 

خَلْفَ القِنَاعِ المَسْحُورْ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن