خلف القناع المسحور! "١"

91 7 48
                                    

توكلنا على الله.

تحت أشعة الشمس الحارقة و تحديدًا اسفل شجرة بقرب الشاطئ، ذي الثمانية اعوام جالس بمفرده مرتديا قناعا يغطي نصف وجهه، حيث عينيه اسفل القناع وفمه وانفه خارجه. شارد في البحر يتأمله بكل زواياه اللامنتهية و مخلوقاته البحرية التي تسبح لأميال اسفل قاع البحر. حديث فتى بعمره تقريبا قاطعه عن افكاره الخيالية وتأملاته الهادئة، رافعا رأسه مقابل لوجه الطفل ذي البشرة الناصعة، ونمشه الرقيق المتوزع اعلى انفه ووجنتيه، واعينه البنية وشعره الاشقر اللامع فتحسبه نجم سقط على الارض، هو الآن مستمع لكلماته، "مرحبا اخبرني، لما ترتدي هذا القناع؟، هل وجهك قبيح؟" بكل براءة تقدم الاشقر الصغير يسأل فلم يجد جوابا يرضيه ليكمل. "أأنت منبوذ؟. ماذا أن أصبح صديقك؟، ادعى أدريان ماذا عنك!"

بنظرة فارغة حدق ذي الثمانية أعوام نحو الاشقر المبتسم، فتمتم في نفسه بصوت غير مسموع. "لـيـام"، ليأتيه رد سريع بصوت باهج تعكس ملامحه الفرحة رغم هدوئها، ونظرات تبث الطمأنينة وتبعث الامان " ماذا؟ ". أعجب الصغير المقنع بفهاوة وشخصية الاشقر المدعو أدريان، ليأتيه رد بابتسامة صغيرة تكاد ترى لكنها حملت ورائها سعادة غامرة! "ليام، هذا اسمي"


-•-•-♡-•-•-


"~ استيقظ ليام. "

"ليام~"

".. ليام استيقظ!"

استيقظ ذاك النائم على صوت رفيقه في السكن مفزوعا لعمق نومه، فقد بات ينام متأخرا جدا هذه الايام ويستقيظ وكأنه على وشك الانهيار او الموت. ليتمتم مستقعدا فوق سريره بعتاب وهو يلتقط بعضا من انفاسه الضائعة "ذاك الحلم... مجددا" فيلقى ردا من المنزعج رفيق غرفته او رفيق سَكَنه عاتبا إيّاه لنومه العميق "بئسا لك ليام، أدائما علينا أن نتأخر بسبب نومك؟. خذ بنصيحتي هذه وكفاك سهرًا اذا علم مدير الأكادمية هذا قد تقع في ورطة صدقني~" فاركا لعينيه من شدة النعاس ذاك لينبس بخمول شديد "ليس وكأنني أفعلها عمدًا" فترك صديقه و قصد الحمام ليغسل وجهه مقررا بدء يوم جديد ممل ككل يوم، حياته المدرسية غير جيّدة، بسبب التميز وهكذا، علاماته لابأس بها وكذا مدخوله يكفي له ولمدرسته، فليس هناك شيء مميز في حياته.

فاركا لوجهه بالصابون مزيل لأثر النعاس عليه و ملوّحا طاردًا لبقايا التعب البادية على وجهه، همسٌ خافت وصل لمسامعه خرج عندما قابلته نسخته في المرآة، "مقرف.." متقززا من شكله او بالأحرى عَـيْـنَـيْـهِ وضع القناع، الذي يخفي شكلها او على الاقل لَـوْنَـهـا. فخرج المقنع من الحمام قاصدا الخزانة يخرج محتواها بغية العثور على لبس أكادميته، ذي اللون الاسود منتهي بخيوط فضية او ذهبية او نحاسية، حسب الطبقات اذ تعود الخيوط الملونة بالفضي لأبناء النبلاء او السفراء او حتى البَحّارة، والنحاسي للمتقدمين بمنحة او المختارين من قبل شيوخ السحرة او الفرسان، بينما اللون الذهبي يعود للأمراء وأصحاب العائلة الحاكمة،'العائلة المَلكية'.

خَلْفَ القِنَاعِ المَسْحُورْ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن